الشروط التي وضعتها أمريكا لإعادة تمويل
الشروط التي وضعتها أمريكا لإعادة تمويل "الأونروا":تغيير المناهج وشطب القدس

الشروط التي وضعتها أمريكا لإعادة تمويل "الأونروا":تغيير المناهج وشطب القدس

رام الله - الجديد

قالت مصادر في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لـ (الغد) الأردنية، إن الإدارة الأميركية اشترطت على الوكالة، إحداث تغيير في المناهج الدراسية والتزام الحيادية، وذلك لضمان استمرار الدعم الأميركي لـ (أونروا)، الذي سيتم حصره في إقليمي الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، بدون سورية ولبنان، من مناطق عملياتها الخمس".

وأوضحت المصادر، أن "الإدارة الأميركية تقدمت لـ (أونروا) بشرط تغيير المناهج، التي تُدرس في مدارسها، لجهة شطب كل ماله علاقة بحق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين، وإسقاط هوية القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، وإلغاء ما يخص النضال أو المقاومة ضد الاحتلال، أو تعبير الانتفاضة الفلسطينية".

ونوهت نفس المصادر إلى "شرط الحيادية، عبر إلغاء الأنشطة والفعاليات المتعلقة بمناسبات خاصة بالقضية الفلسطينية، مثل وعد بلفور و"النكبة" والعدوان الإسرائيلي العام 1967 وغيرها، وعدم التعاطي مع أي نشاط سياسي".

من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم (أونروا)، سامي مشعشع: إن "الإدارة الأميركية صرحت بأن استمرار تبرعها للوكالة منوط بإصلاحات تتوقعها من أونروا، كما حددت رغبتها بصرف تبرعاتها بدون إقليمي لبنان وسورية". 

وأكد مشعشع، لـ"الغد"، أن سبب تخصيص الولايات المتحدة تخفيض تبرعاتها للأراضي المحتلة والأردن واستثناء سورية ولبنان منها قد "تستطيع الإدارة الأميركية نفسها الإجابة عليه، حيث إن (أونروا) ما تزال في مرحلة استيعاب تقليص المساعدات الأميركية المقدمة للوكالة".

وأضاف بأن "أونروا تواجه تحديات هائلة في الأسابيع والأشهر المقبلة"، مفيداً بأن "الولايات المتحدة قدمت للوكالة تبرعات بمبلغ إجمالي مقداره 350 مليون دولار في العام 2017، بينما تسلمت أونروا منها الآن نحو 60 مليون دولار فقط من هذا المبلغ".

وأكد "التزام أونروا بالمحافظة على الخدمات، التعليمية والصحية والإغاثة الاجتماعية، المقدمة لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، في أقاليم عملياتها الخمس، منهم زهاء 2 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن، بنسبة 42 % تقريباً، مسجلين لدى الوكالة".

وشدد على أن (أونروا) تعمل بعزيمة تامة من أجل ضمان استمرارية خدماتها، المقدمة للاجئين الفلسطينيين، ومثلما أكد المفوض العام لأونروا، بيير كرينبول، لمجتمع اللاجئين، فإن المدارس ستبقى مفتوحة، فيما خاطب الموظفين بأن هذه اللحظة هي لحظة تماسك وتضامن داخلي"، وفق مشعشع.

وأوضح قائلاً: "إننا نقول هذا ونحن مدركون لحقيقة أن اللاجئين الفلسطينيين معرضون للمخاطر في كافة أقاليم العمليات الخمسة التي نقدم الخدمات فيها"، معرباً عن أسفه للقرار الأميركي، ولكنه أكد بأن إدارة الوكالة ستبذل كل الجهود لمواصلة مهامها وتقديم خدماتها، حتى قبل القرار الأميركي.

وأشار إلى أن "تخفيضات التمويل الأميركي، وكما قال المفوض العام لأونروا، يعد أمراً حاداً وضاراً حيث إنه يهدد واحداً من أكثر مساعي التنمية البشرية نجاحاً وابتكاراً في الشرق الأوسط".

وقال: إن تخفيض المساعدات الأميركية سيخلق تحديات عديدة، حيث "تبرز هنا مسألة سبل وصول 525 ألف طالب وطالبة في 700 مدرسة تابعة لأونروا ومستقبلهم، مثلما يبرز أيضاً على المحك مسألة الكرامة والأمن الإنساني للملايين من اللاجئين الفلسطينيين الذين هم بحاجة إلى معونات غذائية طارئة، وسبل دعم أخرى في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة".