تداعيات الانتخابات الإسرائيلية على الوضع الفلسطيني د. هشام أبو هاشم
تداعيات الانتخابات الإسرائيلية على الوضع الفلسطيني د. هشام أبو هاشم

تداعيات الانتخابات الإسرائيلية على الوضع الفلسطيني د. هشام أبو هاشم


د. هشام أبو هاشم

تتميز الأحزاب السياسية الإسرائيلية بخاصية الانشقاق والاندماج وظهور أحزاب وكتل سياسية جديدة على أرضية خلافية قد تكون على شكل طائفية أو سياسية أو شخصية، لذلك في خضم الاستعداد لانتخابات الكنيست المقبلة، شهدت الخريطة الحزبية الإسرائيلية تغيرات مهمة عشية انتخابات الكنيست العشرين لم تشهدها الساحة الحزبية منذ نحو 14 عامًا عندما تأسس حزب "كاديما"، بقيادة رئيس الحكومة الأسبق أريئيل شارون عام 2005، حيث تتشكل الأحزاب والتكتلات الجديدة مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست فقد تشكل في الفضاء السياسي الإسرائيلي تكتلات جديدة وانشقت تكتلات أخرى، والتي كانت كالصاعقة التي أصابت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحزبه الليكود بالإضافة إلى أحزاب اليمين الإسرائيلي.

عندما خرج رئيس هيئة الأركان الأسبق بيني غانتس واعلن عن تشكيل حزبه الجديد والذي أسماه "مناعة إسرائيل"، وقد أعطت استطلاعات الرأي الحزب الجديد القوة الثانية بعد الليكود، ولكن الصدمة الثانية التي تلقاها نتنياهو عندما تحالف غانتس مع لابيد في تشكيل كتلة انتخابية واحدة سميت أزرق – أبيض بالإضافة إلى انضمام العديد من الجنرالات السابقين في الجيش مثل اشكنازي ويعلون زادت قوة الحزب وفق استطلاعات الرأي فان تكتل غانتس ولابيد أصبح القوة الانتخابية الأولى حيث سيحصل 36 مقعداً مقابل الليكود في أحسن أحواله يحصل 31 مقعداً، ويغلب على الأحزاب السياسية الجديدة في هذه الانتخابات بأن قيادتها ذات خلفية عسكرية.

وتشير كل المعطيات إلى تقبل المجتمع الإسرائيلي للجنرالات في الحياة السياسية الأمر الذي يدل على المزاج المتطرف لدى الإسرائيليين، حيث يحبذون الشخصيات العسكرية في قيادة الدولة، بالإضافة إلى أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع شبه عسكري، كذلك الأوضاع الأمنية وتآكل قدرة الردع الإسرائيلية وانعدام الشعور بالأمن في المجتمع الإسرائيلي كل هذه العوامل تجعل المواطن الإسرائيلي يفضل انتخاب شخصيات وقيادات لها تاريخ عسكري حتي لو لم تصل إلى منصب رئيس الأركان، لذلك دخول رئيس الأركان السابق بيني غانتس لعالم السياسة أثار ضجة إعلامية كبيرة واحدث اضطرابات في نتائج وتوقعات استطلاعات الرأي، ولا يخفي على أحد أن جنرالات الجيش الإسرائيلي لهم حضور واسع ومؤثر في الساحة السياسية وقبول داخل المجتمع الإسرائيلي وذلك يعود إلى الطبيعة العدوانية اليمينية المتطرفة للمجتمع الإسرائيلي الذي يستهوي ترأس الجنرالات قيادة المنظومة السياسية، لذلك من المؤكد أن تعقيدات المشهد السياسي داخل إسرائيل قد ينعكس مباشرة على الوضع الفلسطيني سواء على قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس.

 فمن الملاحظ على صعيد مدينة القدس فالاقتحامات اليومية للمدينة المقدسة والمسجد الأقصى على وجه الخصوص بالإضافة إلى هدم البيوت داخل مدينة القدس بحجة عدم الترخيص فقد هدفت حكومة الاحتلال من وراء حملتها على القدس من أجل تهويدها والعمل على منع الوجود العربي داخل المدينة المقدسة كل ذلك يقع ضمن الدعاية الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية من اجل الحصول على أكبر قدر من المقاعد داخل الكنيست، ناهيك عن الاقتحامات اليومية داخل المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية وحملات الاعتقال في صفوف الفلسطينيين وهدم البيوت، كذلك على صعيد الوضع في قطاع غزة فقد زادت سلطات الاحتلال من وتيرة الاعتداءات على حدود القطاع بالإضافة إلى داخل قطاع غزة.

  الملف الفلسطيني سيكون حاضراً وبقوة في هذه المرحلة وسيشكل صلب الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، ما يعني أن إسرائيل ما زالت تؤمن ان الدم الفلسطيني هو الرافعة الأساسية لمن يرغب في الوصول إلى عرش الحكم في دولة الاحتلال