المركز يطالب بالتحقيق في ظروف وفاة المصاب محمد عنبر، والمعتقل لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي
المركز يطالب بالتحقيق في ظروف وفاة المصاب محمد عنبر، والمعتقل لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي

المركز يطالب بالتحقيق في ظروف وفاة المصاب محمد عنبر، والمعتقل لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي

توفي المواطن الفلسطيني محمد صبحي عنبر، 46 عاماً، من سكان مخيم طولكرم، صباح اليوم، متأثراً بجراحه التي أصيب بها بعد إطلاق النار عليه من قبل حراس شركة أمن إسرائيلية على حاجز جبارة العسكري، جنوب مدينة طولكرم. يطالب المركز بالتحقيق الفوري والمحايد في ظروف وملابسات إصابته، واعتقاله، ووفاته، والكشف عن الصلاحيات الممنوحة لشركات الأمن الخاصة التي تعمل في خدمة الاحتلال الإسرائيلي، وبخاصة أن العديد من المدنيين الفلسطينيين قُتِلوا على أيدي حراس يعملون في تلك الشركات في أوقات سابقة.

 

واستناداً لتحقيقات المركز، وشهود العيان، ففي حوالي الساعة 8:00 صباح اليوم، الأحد الموافق 8/4/2018، أعلنت المصادر الطبية في داخل مستشفى "مائير" في مدينة "كفار سابا" داخل إسرائيل عن وفاة المعتقل الفلسطيني المصاب محمد صبحي عنبر، 46 عاماً، من سكان مخيم طولكرم، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في السابق. وكان المذكور قد أصيب بثلاثة أعيرة نارية في أماكن مختلفة من جسمه بتاريخ 2/4/2018، عندما أطلق حراس شركة أمن إسرائيلية تعمل في خدمة الاحتلال الإسرائيلي على حاجز جبارة العسكري، جنوب مدينة طولكرم. ادعت قوات الاحتلال في حينه أن عنبر حاول تنفيذ عملية طعن، ثم قامت باعتقاله بعد إصابته، ونقله إلى مستشفى "مائير"، حيث أجريت له عدة عمليات جراحية، وتم بتر قدمه في إحداها، عدا عن إصابته بكسور في الحوض. مكث عنبر في المستشفى المذكورة منذ تاريخ إصابته حتى الإعلان عن وفاته، وخلال مكوثه في المستشفى تواجد شقيقه إبراهيم، وشقيقته جميله هناك، إلا أنّ قوات الاحتلال منعت عنهما زيارته طوال هذه المدة. يشير ذلك السلوك إلى وجود شُبهات حول ظروف إصابته، واحتجازه داخل المستشفى، وحرمانه من التحدث معهما، وبالتالي منعه من كشف ملابسات إطلاق النار عليه، والذي لم يكن مبرراً بأيّ شكل من الأشكال. وعادة ما تدعي تلك القوات، واستناداً لعشرات الحالات التي سبق للمركز وأن وثقها في ظروف إطلاق نار مشابهة، أنّ أفرادها تعرضوا لمحاولات طعن، و/أو دهس. ويخشى المركز أيضاً أن يكون المذكور قد تعرض للإهمال الطبي شأنه في ذلك شأن مئات المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. 

 

وأفاد شقيقه إبراهيم عنبر، لباحثة المركز هاتفياً بما يلي:

 

{{ أتواجد أنا وشقيقتي جميلة في المستشفى منذ دخول أخي محمد إليه، ويمنعونا من رؤيته، واليوم صباحاً أخفوا عنا نبأ وفاته، ولكننا علمنا أنه فارق الحياة، ومازالوا يمنعوننا من رؤيته، ويجري تعتيم في المستشفى على وضعه، وها نحن نحاول أن نقدم الأوراق اللازمة لاستلام جثته، بعد أن أبلغ الارتباط العسكري العائلة بنبأ وفاته رسمياً عل وعسى أن نتمكن من استلام جثته}}.

 

يشار إلى أن شركات حراسة أمنية إسرائيلية خاصة شرعت بتنظيم حركة التنقل والإشراف على المعابر الفاصلة بين الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل بناء على قرار حكومة الاحتلال بخصخصة تلك المعابر التي يبلغ عددها 54 معبراً، ويعتبر حاجز جبارة واحداً منها. وتشرف على تنفيذ خطة الخصخصة هيئة خاصة من وزارة جيش الاحتلال أنشت عام 2005، على يد وزيرها السابق شاؤول موفاز. ويشكو المواطنون الفلسطينيون في الاتجاهين من سوء ممارسات أفراد أمن الشركات من تشديد التفتيش على المدنيين والتجار والتنكيل بهم، واستعمال الكلاب البوليسية بشكل أساسي بالتفتيش، حيث تم تحويل المعابر إلى محطات تنكيل، وإذلال وامتهان لكرامة الفلسطينيين.

 

 

 

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وفي الوقت الذي يحمّل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلوك شركات الأمن الخاصة التي توظّفها لخدمتها، فإنه يطالب بما يلي:

 

1.   إجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف وفاة المعتقل محمد عنبر، وإعلان نتائجه.

2.   المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على احترام قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة و الالتزام بالقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء.