9998623588
9998623588

التقسيم التطبيعي وجهة الاحتلال الجديدة في المسجد الأقصى

القدس - الدنيا بالعربي 

ذكر المركز الإعلامي المختص بشؤون القدس والأقصى "مسرى ميديا"، في دراسة حول المشهد والأحداث والاحصائيات والتصريحات الأخيرة المتعلقة بالمسجد الأقصى، أن وجهة الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى تتجه نحو ما يمكن تسميته "التقسيم التطبيعي" بشكل خاص الزماني، بين المسلمين واليهود في المسجد الأقصى، عبر سلسلة من الممارسات المتشابكة والمتنوعة لفرض هذا المخطط، كمرحلة من مراحل فرض التقسيم الزماني والمكاني، الذي يتم استعادة طرحه بقوة في الأيام الأخيرة، من خلال مؤتمر خاص بالكنيست الإسرائيلي عقد الاثنين الأخير.

وأشار مركز "مسرى ميديا" أنه من الصعب على الاحتلال الإسرائيلي تحقيق ما يصبو اليه، بالرغم من امتلاكه لقوة السلاح والبطش التي يستعملها ضد المسلمين من أهل القدس والداخل الفلسطيني لمنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى والتواصل معه، وأن السنوات الأخيرة شهدت محاولات مماثلة وقريبة من ما يطرحه الاحتلال اليوم، لكن الأمور انقلبت على أعقابها، من خلال الأحداث التي جرّت مؤخراً في القدس لم تكن بحسبان الاحتلال وفاجأته وأفشلت مخططه ضد المسجد الأقصى.

ويذكر "مسرى ميديا" أن تصعيد حملات الاقتحامات وزيادة عدد المقتحمين وتنوعهم في الشهر الأخير، بالتزامن مع فرض حصار وعزل للمسجد الأقصى عن محيطه البشري الاسلامي، عبر جملة من الممارسات والإجراءات الاحتلالية ضد المسلمين من إبعادات واعتقالات وتقييدات على مستوى النشطاء والمصلين من القدس والداخل الفلسطيني،  ومواصلة إغلاق  وملاحقة  مزيد من المؤسسات الاهلية التي تنشط في نصرة المسجد الأقصى ورفدة بمئات بل بآلاف المصلين، علاوة على حظر الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، التي هي أهم عناصر المخطط الاحتلال بمسمّاه الجديد.

وحسب توثيق وإحصاء "مسرى ميديا"، فإن نحو 3020 عنصرا احتلاليا اقتحموا المسجد الأقصى ودنسوه في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، منهم 2856 مستوطنا ومن أفراد الجماعات اليهودية، ونحو 33 من عناصر مخابرات الاحتلال ونحو 40 جندي بلباسهم العسكري، ضمن برنامج الارشاد والاستكشاف العسكري في المسجد الأقصى بالإضافة إلى نحو 91 من الطلاب اليهود ضمن برنامج الارشاد اليهودي في المسجد الأقصى، في حين اقتحم المسجد الأقصى منذ بداية العام وحتى نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر نحو 13000 عنصرا احتلاليا، معظمهم من المستوطنين.

وبيّنت الدراسة أن الاقتحامات وإن كانت تكررت في أكثر أيام الشهر لكنها تكثفت في أيام الأعياد اليهودية في هذا الشهر، عيد رأس السنة العبرية، عيد الكيبور/ الغفران، عيد العرش/ المظلة العبري، ويُشار في هذا السياق إلى أن هذا العدد من المقتحمين في الشهر الواحد هو الأكبر منذ احتلال المسجد الأقصى عام 1967م.

وقد صرّحت أذرع قوات الاحتلال الإسرائيلي واعترفت بتعمّدها إدخال واقتحام هذا العدد الكبير، عبر مجموعات كبيرة يوميا، إلى جانب تعمّدها منع وعرقلة المصلين بهدف الوصول الى مرحلة "التطبيع" في الأقصى، وفرض وجود يهودي واضح في ساعات وأمكنة معينة في المسجد الأقصى، يتزامن ذلك مع اتاحة دخول عدد محدود من المسلمين، وإتاحة ادخال/اقتحام أكبر عدد من السياح الأجانب في الأقصى،  وفرض قبضة حديدية ضد كل من يحاول منع هذه الاقتحامات او التصدي لها أو التشويش عليها بـ "التكبير"، من أجل إيجاد صورة تطبيعية، واقتحامات هادئة في المسجد الأقصى، سيعتاد عليها الجميع، مع مزيد من التكرار والإصرار.

ويفهم من دراسة الوضع الميداني في المسجد الأقصى ومحيطه، أن المسجد الأقصى تحوّل خلال الشهر الأخير خصوصا والأشهر الأخيرة عموما، الى ما يشبه الثكنة العسكرية، من أجل تأمين مثل هذه الاقتحامات والسياسات، وأن هناك ارتياح في أوساط أذرع الاحتلال الإسرائيلي الرسمية من جهة، ومنظمات الهيكل المزعوم من جهة أخرى في إشارة الى ملامح توزيع الأدوار بين الطرفين لتحقيق نفس الهدف، وهو فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.