صور:أول شهيدة في مسيرات العودة دفنت قبل أن يراها والدها..أنقذ مصابا ولَم يحضر جنازة ابنته الشهيدة
صور:أول شهيدة في مسيرات العودة دفنت قبل أن يراها والدها..أنقذ مصابا ولَم يحضر جنازة ابنته الشهيدة

صور:أول شهيدة في مسيرات العودة دفنت قبل أن يراها والدها..أنقذ مصابا ولَم يحضر جنازة ابنته الشهيدة

غزة-خاص الجديد

هاني ابورزق

منذ مسيرة العودة بيومها الاول أرتقى العديد من الشهداء والجرحى، لكن في يوم الاثنين الرابع عشر من مايو ، ارتقت أول شهيدة لتسطر أسمها بأحرف من ذهب في سجل شهداء فلسطين , وملحمة النضال الفلسطيني مع الاحتلال الاسرائيلي.

ففي يوم الاثنين الماضي ذهبت وصال الشيخ خليل كالمعتاد الى شرق مخيم البريج سيرا على الاقدام برفقة والدها فضل وشقيقها محمد من أجل تلبية نداء العودة الى بلدة السوافير التي هجر منها اجدادها عام 1948 ونصرة للقدس .

في الساعة التاسعة صباحا وفي ذلك اليوم وصلت هناك ، كانت تسير برفقة والدها وشقيقها ، ليصاب أمامها أحد الشباب ويهرع والدها من أجل إسعافه، والذهاب به الى مستشفى الأقصى .

ظلت هي برفقة شقيقها محمد12 عاما ، لم تمض سوى ساعتين هناك وتحديدا الساعة الحادية عشر لتباغتها رصاصة غادرة صوبها قناص اسرائيلي تجاه رأسها دون رحمة اردتها شهيدة لتقبل بها أرض مخيم البريج، كأول شهيدة بمسيرات العودة منذ انطلاقتها في الثلاثين من مارس .

تم نقلها فورا الى مستشفى ويعلن انها شهيدة مجهولة الهوية الى حين التعرف عليها من قبل أقربائها ، والدها لم يكن يعلم حتى تلك اللحظة بإستشهادها ، كونه كان يرافق المصاب الذي نقله من شرق المخيم .

قام اقرباء والد وصال بالاتصال عليه  من أجل أخباره بأن ابنته شهيدة ، لكن هاتفه المحمول كان مغلقا نتيجة نفاذ البطارية منه ، مضت ساعتين على استشهادها وتوالت الاتصالات مرة اخرى لكن النتيجة كانت "الهاتف مغلق" وصل المشيعون الى منزلها من أجل إلقاء أشقائها وعائلتها نظرة الوداع عليها ،من ثم ذهب المشعيون الم  المقبرة ببطء عسى أن يأتي والدها قبل دفنها ويلقي نظرة اخيرة عليها أو حتى من أجل تقبيل جبينها .

وصل المشعيون المقبرة وبدأ شعور الخوف والقلق يسيطر عليهم نتيجة لعدم معرفتهم بمصير والدها المجهول ، الى أن وصلهم خبر يفيد بأن والد وصال قد استشهد،  ليقرر بعد ذلك دفنها في مقبرة المغازي دون وجود والدها .

بعد انقضاء مايقارب الستة ساعات ذهب والدها الى بيت عائلته بمخيم الشاطئ ، ليحتضنه الجميع هناك ، ويهنئوه بالسلامة ، ليتسأل :"ماذا هناك " ليخبره شقيقه بأن ابنتك وصال استشهدت فكانت صدمة وفاجعة بالنسبة له .

الشهيدة وصال الشيخ خليل ، أبنة الصف السابع الإعدادي ، تبلغ من العمر 15 عاما ، لها من الشقيقات 3, ومن الاشقاء اثنين , كانوا جميعها يتناوبون على أعمال منزلها بمخيم البريج الذي يقطنون به بالإيجار ،خاصة في ظل اوضاع  عائلتها المادية متردية ، فوالدها عاطل عن العمل ، ويتلقى مساعدة من الشؤون الاجتماعية

بين أزقة مخيم الشاطئ الحزين هناك حيث منزل جد وصال، لا مكان يدل على العزاء سوى سعف النخيل المركون بجانب أحد الاعمدة، وبعض الأغاني الوطنية لتدل زائري الحي على وجود بيت عزاء على اخر الشارع هناك خيمة تكتسي بالحصير الاخضر يتجمع بها المعزون

ويقول والدها المكلوم على فراق فلذة كبده :" وصال كانت شمعة منورة البيت  ، وكنت اركن عليها بكل اشي ،وكل يوم تعملي كاسة شاي الي الها مذاق أخر من تحت أيدها ،الله يرحمها ذهبت الى خالقها شهيدة "، مشيرا الى أن مكان العزاء كان بمخيم الشاطئ نتيجة تجمع معظم عائلته هناك .
واضاف والحزن يخيم على قسمات وجهه :كانت وصال فتاة مطيعة دائما ما تنجز أعمال المنزل بكل جهد، خاصة أوقات رمضان في كل يوم تعمل قطايف باللبن وجوز الهند ، واحكيلي لو كل يوم أكل مفتول مش راح أزهق ".

وطالب والدها فضل بتوفير منزل له خاصة أنه خلال السنوات الاخيرة تنقل بين العديد من المنازل في مختلف أماكن قطاع غزة ، فذلك الشيء يرهقه ماديا خاصة انه عاطل عنه العمل .