عن ألغام طولكرم وأجهزة الأمن..
عن ألغام طولكرم وأجهزة الأمن..

عن ألغام طولكرم وأجهزة الأمن..

كتب:هيئة التحرير

أثار اكتشاف قوات الأمن للعبوات الناسفة شمال طولكرم حالة من البلبلة والانقسام في الرأي ،وهي حالة أصبحت معتادة في كل قضية وعلى كل رأي.

ورغم أن بيان قوات الامن كان صريحا و واضحا في وصف ماحدث فعليا ،والذي أكد أن الطريق الذي زرعت فيه الألغام هو طريق فرعي بين قريتي عتيل وعلار ولايسلكه سوى المواطنون خلال توجههم لقضاء أعمالهم ،وهو طريق مكتظ ومزدحم في ساعات النهار.

إلا أن الفريق الذي يصر على لغة التخوين والتشكيك بالآخر أطلق لجام التغريدات المسمومة على مواقع التواصل الاجتماعي،لنجد انفسنا كالمعتاد جزءا من جدل بيزنطي ممل لانهاية له ولا امل فيه.

وبات مما لا شك فيه أن نفس الفريق كان سيتخذ نفس الموقف الهجومي فيما لو انفجرت هذه العبوات في المواطنين خلال توجههم لأعمالهم ذات صباح حاصدة عشرات الأرواح ،وكان سيتم اتهام الجهات المعنية بالتقصير في عملها.

الحقيقة أن تعريض حياة المواطنين للخطر تحت أي ذريعة هو عمل غير مبرر وغير مقبول ولا يسمح ولايستهان به لأي سبب من الأسباب،والقاعدة الفقهية تقضي بأن "درء المفاسد أولى من جلب المنافع" ،فالحفاظ على حياة طفل فلسطيني واحد ،وعودة أب فلسطيني واحد لأبنائه الذين يتحلقون حول المائدة بانتظاره في نهاية اليوم أولى من قتل أو جرح مستوطن إسرائيلي بعبوات بدائية لانعرف متى وكيف ستنفجر .

لقد باتت ثقافة الموت أعمق في حياتنا بلا مبرر منطقي ،فحياتنا في كل المعادلات الثورية هي غالية وثمينة ،وحياة طفل بالنسبة لأمه وأطراف شاب في مقتبل العمر هي غالية وثمينة ولا يمكن الاستهانه بها أو التفريط فيها أو تقديمها قرابين وتستحق من الجميع أن يقف عند مسؤولياته ويحكم صوت العقل والضمير ،وهذا يستدعي بطبيعة الحال وقف التغريدات والمنشورات المسمومة التي تزيد الفرقة وتعمق الانقسام والحقد والكراهية ،وكما قال الراحل غسان كنفاني "فالوطن ألا يحدث ذلك كله".