صور:الفنانة الغزية
صور:الفنانة الغزية "ليندا" تنال شهرة واسعة في ألمانيا بسبب دميتها الكرتونية "سلوان"

صور:الفنانة الغزية "ليندا" تنال شهرة واسعة في ألمانيا بسبب دميتها الكرتونية "سلوان"

خاص – الجديد – آلاء البرعي


تعددت المواهب والنجاح واحد، احترفت الفن منذ الصغر، وحصدت الكثير من الجوائز خلال مرحلتها الدراسيّة، أنهت دراستها الجامعية من الجامعة الإسلاميّة بغزة تخصص الهندسة المعماريّة، لتنتقل بعدها للعيش في ألمانيا، فكان لديها من الجرأة ما يكفي لتجازف بخطوة لم يسبقها بها أحد.
ليندا عيسى "33 عاما"، من مدينة غزة ، خريجة هندسة معمارية من الجامعة الإسلامية، ساعدتها أفكارها الجديدة وحبها لتخصصها على خلق مشروعها الخاص والذي يحمل اسم " سُلوان " .
سُلوان هو أحد أحياء مدينة القدس المحتلة وهي القرية الأكثر التصاقا بأسوار وأبواب القدس القديمة، من الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية للمسجد الأقصى وحائطه الخارجي، وهي من القرى الكبيرة بفلسطين، ولهذا اختارت ليندا ان يكونَ أيضاً اسم دُميتها الكرتونيّة بملامح فلسطينيّة ممزوجة بعبق التراث الفلسطيني.
تقول ليندا: "انتبهت لامتلاكي موهبة التصميم والرسم، من خلال تخصصي الجامعي والذي يقوم أساسه على التصميم الداخلي والخارجي، فقررت فوراً العمل على فكرة ابتكار شخصية كرتونية بملامح عربية وفلسطينية على غرار شخصية (فلة) ورسمت العديد من الرسومات، ولكن لم تتح لي الفرصة سابقاً في صناعة الكرتون أو تجسيده كما أن تنفيذ هذا النوع من الكرتون بحاجة إمكانات لم تكن تتوفر في غزة آنذاك".
تتابع: "فور انتقالي للإقامة في المانيا ومنذ ثماني سنوات حاولت أن أملأ وقت فراغي وأطور موهبتي فبحثت طويلا في اليوتيوب عن برامج تعليمية لمواهب يدوية، واكتشفت الكم الهائل من المواد التي لم أكن أعرفها من قبل".
باشرت عيسى بالعمل مباشرة على البحث في المحال التجاريّة عن الادوات التي تمكنها من إطلاق مشروعها الخاص، لتبدأ بتجربة " الصلصال الحراري " كخطوة أولى، وهو عبارة عن مادة خام تشبه الصلصال العادي ولكنها خاصة بالإكسسوارات وبعد تشكيلها توضع بالفرن.
تضيف عن تجربتها بقولها: "عدتُ بعد تعلمي من اليوتيوب لمحاولة ابتكار شخصية فلسطينية ولكن هذه المرة ليست مصنوعة من الكرتون بل دمية فلسطينية يدوية تستخدم كميدالية أو اكسسوار من الصلصال وبملامح جديدة".
بدأت عندها عيسى بمحاولة تصميم دُمى أخرى من الصلصال وتحمل الطابع الفلسطيني والإسلامي، وحتى شخصيات عالم ديزني، لتنال لاحقاً أعمالها استحسان الكثير من العرب في ألمانيا، وبعض أصدقائها من جنسيات مختلفة.
أما عن أبرز التحديات التي واجهتها فقد تمثلت في طول الوقت الذي تحتاجه لتنفيذ الدمية بالإضافة لحاجتها للدقة والتفرغ التام، ناهيك عن ارتفاع تكلفة المواد التي تقوم بتشكيلها والذي شكل لها العبء الأكبر.
مشروع ليندا الذي لم تمض على افتتاحه أشهر قليلة، بات علامة معروفة كونه مشروع مميز بالمدينة التي تقطن فيها، حيث لم يكتف الزبائن بطلب القطع الفنية من خلال الطلب منها فحسب، بل من صفحتها على مواقع التواصل أيضاً.
ورغم أن صعوبات كثيرة واجهت ليندا في مشوارها، إلا أن مزيجًا من الإصرار والتحدي وحب المغامرة، أوصلها إلى هذا التفوق، الذي تستمر مواصلته من خلال تحضيرها لأفكار جديدة خلال أيامها القادمة.