إسرائيل تفصل مؤذناً في عكا بسبب ملابسه
إسرائيل تفصل مؤذناً في عكا بسبب ملابسه

إسرائيل تفصل مؤذناً في عكا بسبب ملابسه

رام الله-الجديد الفلسطيني

قررت وزارة الداخلية في دولة الاحتلال الاسرائيلي فصل المؤذن إبراهيم مصري (46 عاماً) بسبب "ملابسه"

وقالت الداخلية أن فصل مؤذن جامع الجزار في مدينة عكا بعد مشاركته في بطولة لرياضة كمال الأجسام بسبب ملابسه، ما اعتبر "غير لائق" بعمله كمؤذن.

واعتبرت لجنة التحقيق التي اتخذت القرار، والتي تضم رجال دين مسلمين في الناصرة، أن مصري قد أظهر "عورة الجسم" خلال المسابقة التي تُوج بها بطلاً في هذه الرياضة.

ولم يتخيل مصري- وهو أب لثلاثة أطفال- أن صوته الجميل الذي يصدح منذ عام 2005، سيصدح مرة أخيرة في جامع الجزار، وذلك بسبب ممارسته لرياضة أحبها منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره، وشارك في البطولات عدة مرات، وكانت آخر مشاركة له في 2017 وقد توج خلالها بطلاً لإسرائيل للوزن الثقيل، بحسب ما ذكر في لقائه مع وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال إن "قرار الفصل ظلم، وأنه استلم رسالة من وزارة الداخلية المسؤولة عن تعيين المؤذنين والأئمة في المساجد بتاريخ الأول من كانون الثاني/ يناير 2019 تُخبره فيها بإنهاء عمله معها في 31 كانون الثاني/ يناير".

ورغم أن مصري أرسل رسالة اعتذار للداخلية، وأبلغهم بأنه لن يشارك بالمزيد من المسابقات، لكن إجراءات فصله تواصلت، واستغرقت نحو سنتين. 

وقبل أن يروي ماهر السوسي، أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية، حكم الشرع في هذه الحالة، استنكر كيف لوزارة الداخلية الإسرائيلية بعكا، أن تتدخل في إدارة المساجد الإسلامية؟ هناك وزارة الأديان التي يجب أن تُدير الأمر، ويكون من اختصاصها فقط.

وقال السوسي: "ما حدث مع مصري أمر غير منطقي، وأُرجح أن القرار يستتر خلفه أمر آخر نحن لا نعلمه، وقاموا بإشهار عذر ملابسه ليقوموا بفصله".

وأضاف السوسي: "لا مانع من اشتراك مصري في بطولة كمال الأجسام، لأنه لا يوجد نص يُحرم ذلك، لكن الدين يمنعه من إظهار عورته".

وشرح السوسي أن هناك اختلافاً بين الفُقهاء حول "عورة الرجل"، وقال: "هناك مذهب يرى أن العورة ما بين السُرة والركبة، وهناك مذهب آخر يرى أن العورة فقط هي السوأتان".

واستطرد السوسي: "بناء على ذلك، لم يرتكب هذا المؤذن ما يستلزم فصله وفقد وظيفته، بل يحتاج إلى توجيه ولوم ودي على ملابسه، باعتباره يعمل مؤذناً ويؤدي شعيرة من شعائر الإسلام".

ويرى السوسي، أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الداخلية الإسرائيلية، لا تمت للإسلام بصلة، فهي غير مُنحازة للإسلام، ولا تحكم بمقتضاه، وهناك سبب خفي لفصله.

وحول المواصفات التي يجب أن يمتلكها المؤذن، قال السوسي: "لا يجب أن يملك سوى صوت جميل، وأن يكون مُلماً بالطريقة الصحيحة للأذان، وأن يكون إنساناً مُلتزماً".