رواية سعودية مثيرة عن موقف جمع الملك فيصل والحبيب بورقيبة في خمسينيات القرن الماضي!
رواية سعودية مثيرة عن موقف جمع الملك فيصل والحبيب بورقيبة في خمسينيات القرن الماضي!

رواية سعودية مثيرة عن موقف جمع الملك فيصل والحبيب بورقيبة في خمسينيات القرن الماضي!

 نشر الكاتب السعودي محمد الساعد رواية عن موقف مثير حصل في أروقة الأمم المتحدة خلال خمسينيات القرن الماضي، وكان بطلاه الملك فيصل بن عبد العزيز، والزعيم التونسي الحبيب بورقيبة.

وفي سياق حديث الكاتب عما قدمته المملكة لتونس في فترة النضال من أجل الاستقلال ماديا ومعنويا، كتب يقول إن "السعوديين الذين استشعروا أهمية رفع صوت تونس في المنابر الدولية رتبوا للزعيم التونسي الحبيب بورقيبة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يتحدث بصوت تونس والتونسيين للعالم رغم كل الممانعات التي واجهها ورفض طلباته العديدة بإلقاء كلمة في اجتماعات المندوبين".

وروت المقالة أن الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، وكان في ذلك الوقت وزيرا للخارجية ورئيسا لوفد المملكة اتفق "مع بورقيبة على أن يجلس ضمن الوفد السعودي وعندما تحين كلمة المملكة يقوم الأمير فيصل من مقعده ويجلس مكانه بورقيبة ليتحدث عبر هذه المنظمة الدولية عن قضية تونس العادلة".

وتابعت الرواية سرد الواقعة بالقول: "وهذا ما حصل حينما صدح التونسيون من مقعد المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة ضد الاستعمار وأعلنوا عبر (دهاء) سياسي سعودي عن مطالبهم العادلة أمام العالم كله، تلك كانت واحدة من حكايات العلاقات السعودية التونسية، وواحدة من مواقف لا حصر لها للرياض مع أشقائها العرب".

اللافت أن هذه الرواية تناقض تماما رواية أخرى شائعة حصلت أحداثها في أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1954، أي قبل عامين من استقلال تونس عن فرنسا.

وتقول هذه الرواية إن الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة الذي كان يقود نضال بلاده في تلك الفترة في سبيل الاستقلال "قام بزيارة إلى نيويورك، وكان يتمنى أن يفلح في عرض قضية تونس أمام المجتمع الدولي، وأن يسعى لاستقلالها عن الاستعمار الفرنسي".

وتروي القصة أن بورقيبة حاول "الدخول إلى مبنى الأمم المتحدة، إلا أن حراس المبنى منعوه لأنه لا يحمل صفة رسمية لحضور اجتماعات الأمم المتحدة. وحاول بورقيبة إقناع الحراس جاهدا عسى أن يدخل إلى مبنى الأمم المتحدة، إلا أنهم لم يسمحوا له بالدخول".

ويأتي الدور في هذه الرواية إلى نقطة التناقض مع الرواية السعودية التي انتشرت بشكل واسع اليوم في وسائل الإعلام السعودية، إذ تنص على أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق فاضل الجمالي رفقة وفد بلاده مر في تلك الأثناء "فسأل عن سبب الضجيج قرب مدخل الأمم المتحدة، فأخبروه أن رئيس الحزب الدستوري التونسي الحبيب بورقيبة يحاول الدخول إلى قاعة اجتماعات الأمم المتحدة إلا أنه مُنع.. لكونه لا يحمل صفة رسمية".

وتمضي الرواية قائلة إن فاضل الجمالي دعا بورقيبة وخاطبه قائلا: "أنت ستدخل إلى مبنى الأمم المتحدة بصفتك عضوا في الوفد العراقي!".

وبالفعل التفت رئيس الوزراء العراقي حينها "إلى أحد أعضاء الوفد ورفع شارة كتب عليها (وفد العراق) من أحد الأعضاء ووضعها على صدر الحبيب بورقيبة، وقال له: أنت الآن أحد أعضاء الوفد العراقي، ولن يستطيع أحد أن يمنعك من الدخول إلى مبنى الأمم المتحدة".

دخل بورقيبة وفق هذه الرواية التفصيلية مع الوفد العراقي،  وتحدث الجمالي أمام الأمم المتحدة بصفته رئيس الوفد العراقي، وبعد فترة وجيزة قال: "سأحيل الآن الميكرفون إلى أخي الحبيب بورقيبة للتحدث باسم دولة تونس الحرة!".

ساد الصمت حينها القاعة، وغادر الوفد الفرنسي قاعة الاجتماعات احتجاجا على ما صرح به الجمالي، واستلم بورقيبة الميكروفون "وألقى خطابا حماسيا بطوليا نال استحسان الحاضرين وإعجابهم، ووقف الجميع يصفق ويحيي ذلك البطل القومي".

وتختتم هذه الرواية أحداثها بالإشارة إلى أن الزعيم التونسي التاريخي الحبيب بورقيبة بعد أن أنهى خطابه توجه إلى فاضل الجمالي وقال له: "لا أنا ولا بلدي تونس سننسى لك صنيعك هذا".