مبادرات شبابية إنسانية لمساعدة الأسر المستورة
مبادرات شبابية إنسانية لمساعدة الأسر المستورة

مبادرات شبابية إنسانية لمساعدة الأسر المستورة

الجديد الفلسطيني - أمل الكحلوت

قدمت الفتاة رنين ذات الثامنة ربيعاً إلى احدى فعاليات حملة الاحسان وهي لا تدرك ما ستقابله، ولكن حالما دخلت إلى المكان المخصص بالحملة ترى الدمعة في عينيها من شدة الفرح بما رأته من قرطاسية وحقيبة وأزياء مدرسية بمقاسات مختلفة، لتجد ما يناسبها من هذه الأزياء والقرطاسية لتبدو كنظيراتها في المدرسة.

حملة الإحسان وهي عبارة عن تطوع ذاتي شبابي تم إنشاؤها عام 2011م، بجهود فردية من المتطوعين فيها الذين ابتدأوا بإنشائها ما يقارب 20 عضواً، لتحتضن بعد هذه السنين 150 متطوعاً متكللين بالإنجازات الإنسانية والاجتماعية الرائعة.

وحول الحديث عن هذه الحملة تحدثت إلى المحامي "مقداد جميل مقداد" وهو أحد أعضاء مجلس إدارة الحملة فقال: إن الحملة هي عبارة عن فريق شبابي غير ممول من أي مؤسسة أو حزب أو غير ذلك منذ أن تأسس قبل 8 سنوات من الان، ويكون التمويل فيه من خلال أعضاء الحملة ومن ذويهم ومصروفهم الشخصي ويوجد من بين أعضاء الحملة خريجو جامعات وطلبة جامعيين حاليين وطلبة مدارس مستغلين فترة الشباب في الأعمال التطوعية والإنسانية.

وحول النشاطات والفعاليات التي تقوم بها الحملة أوضح مقداد أن نشاطات الحملة هي نشاطات إنسانية مثل زيارات للمرضى وللمسنين وللأيتام وللأسر المستورة من أجل تقديم الدعم المعنوي والمادي لهم من هدايا وطرود، وبعض النشاطات الاغاثية مثل فعالية الإفطار في رمضان ومرض بسمة عيد الذي يتم فيه تجميع العائلات المستورة وعرض وتقديم ملابس جديدة للعيد لإدخال الفرحة على نفوسهم، مشيراً إلى وجود بعض النشاطات التثقيفية التوعوية منها حملات تثقيفية وتحذيرية بمضار المخدرات والترامادول والإدمان على الانترنت.

وأشار مقداد إلى أنه في كل فعالية يتم إطلاقها يتم فتح باب التبرع لصالح الفعالية من أجل إنجاحها وإيصالها إلى أكبر عدد من المستفيدين، منوهاً إلى وجود عدد من المتبرعين من الخارج والداخل ولكن النصيب الأكبر من الداخل، وذلك من خلال الثقة وإيصال الأمانة إلى مستحقيها.

وأوضح مقداد على أن هناك بعض الفعاليات الثابتة للفريق والتي يداوم عليها كل عام مثل إطار الصائمين والطرود الغذائية وحملات العيد وللأطفال وللمرضى مبيناً أنه يتم دراسة تجميع الأطفال الأيتام واخذهم في رحلة شواء بمناسبة عيد الأضحى المبارك بسبب أوضاعه الاقتصادية الصعبة.

ونوه مقداد في حديثه إلى وجود ما يقارب من 500 أسرة ميسورة لديهم ويتم إعطائهم طرود ومساعدات غذائية، منوها إلى وجود طلبات على صفحات الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة بعض الأسر المحتاجة وضرورة مساعدتهم والتوجه إليهم.

وشدد مقداد على ضرورة الوقوف بجانب الأسر المحتاجة متذكراً بعض المواقف الإنسانية التي لا تغيب عن مخيلاه، وهم في زيارة تفقدية للأسر السورية عندما أخبروه أنهم يعاملون كلاجئين في سوريا وهم فلسطيني الأصل، وحال قدومهم إلى غزة لم تتغير نظرة المجتمع السوري والفلسطيني عن بعضهم باعتبارهم لاجئين، ولو أنهم في بلدهم الأصل فلسطين فهذه المعاملة يتعرضون لها في كل وقت.

وأكد مقداد على أن هناك بعض الحملات التي تشابه حملتهم ولكنها تظهر في ساحة العمل فترة مؤقتة ثم تختفي، بخلاف حملة الاحسان التي استمرت ل 7 سنوات متواصلة وما تضمه من 150 عضوا فيها وذلك لأمرين أولهما عدم ارتباطها بمصالح شخصية وغير ممولة من جهات حزبية أو غيرها، والامر الثاني هو استمرارية الأعضاء رغم خروج البعض لبعض أسبابه الشخصية من عدم تفرغ وسفر وغير ذلك.

ويشار إلى أن حملة الإحسان أطلقت يوم الجمعة الماضي فعالية الزي المدرسي لتوزع على أطفال الأسر المستورة حقيبة مدرسية وقرطاسية وزي مدرسي، حيث تم التواصل مع هذه الأسر لمعرفة عدد أبنائهم لتحديد ما يحتاجونه من أدوات مدرسية وقرطاسية.