received_668760026917183.jpeg
received_668760026917183.jpeg

الكاتب هاني السالمي: من الأدب إلى بيع القهوة

هديل صرصور

على رصيف أحد الشوارع في مدينة خانيونس جنوب القطاع ، يقف الكاتب الروائي هاني السالمي بهندامه الأنيق ، وابتسامته التي لا تفارق وجهه ،عند بسطته الصغيرة مصطحب معه مجموعة من مؤلفاته  يصنع مشروبه المفضل لزبائنه بدلا من أن يشربه وهو يكتب روايته ، ينظر بأمل ان الله يرزقه لسد ما يحتاجهن بناته الاربعة .

في أي بقعةٍ عندما نسمع كلمة كاتب، يوحي لنا  شخص في مكان مرموق ،صاحب جاه، لذلك فالكاتب هاني أصر أن يكسر القاعدة مجبرًا، ويجعل من القهوة رفيقة دربه قوتًا ليومه.

يقول  السالمي  : "إنه كاتب وروائي وقاص فلسطيني ،وصدر له مجموعة أعمال في الرواية والقصة القصيرة ومتخصص في أدب الأطفال ".

ويضيف : "  حلم يراودني دائماً أن أحمل اسم فلسطين عالياً في كل المحافل العالمية ، الكُتاب الفلسطينيين قديماً اورثونا اسم فلسطين في الأدب وحصلوا على جوائز عالمية وكرموا في المحافل وأنا وريث هذا الجيل الطويل من الكُتاب والأدباء ، و لاتقف الظروف الصعبة عائقاً أمامي للوصول لهدفي وحلمي.

يذكر أن له مجموعة من الإنجازات في عالم الأدب نص مسرحي(الحذاء ) المركز الثقافي خانيونس 2007 ، ونص مسرحي(يلي نحلم ) مؤسسة كير الدولية 2008، ونص مسرحي ( حوض السمك ) الأطفال الشروق والأمل 2010 ... إلخ...

 السالمي (٤٠ عاماً )  واحد من آلاف الخريجين والمتعلمين بقطاع غزة ،  الذين لم يجدوا باباً يحتضن شهاداتهم وأحلامهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع .

يقول : " تخرجت عام  2002 من كلية العلوم تخصص مياه أرض ، ومنذ 17 عاماً  أبحث عن وظيفة تناسب طموحي وثقافتي ، ولكني لم أجد ، وازداد الوضع الاقتصادي في غزة سوءاً ، فترددت على عدة أعمال كدهان ونجار وشيال ومدرب بالأدب إلى أن زاد الاحتياج والطلب في الأسرة للمصاريف  ففكرت بفتح بسطة صغيرة لتكون مقهى يقرأ رواده القصص ويسمعون معلومة ثقافية فجمعت أدوات من منزلي وقمت بفتح البسطة".

وفي بداية فتح البسطة كنت خجول من نفسي ولكن الوضع الاقتصادي وضرورة تدبير قوت يوم أطفالي كسر هذا الخجل وواصلت العمل كبائع قهوة على الرصيف  في مدينة خانيونس ، وكلما قلبت القهوة كلما تقلبت الأحداث في رأسي وقد تكون هذه المهنة عمل لرواية جديدة وتحمل هموم كثير من الناس وهمي الشخصي  أيضاً .

وأضاف السالمي : تشكل البسطة مصدر رزق لي ، وتسد  شيئاً من هذا الغول الإقتصادي كما وصفه ، دون اللجوء لأحد ومد يدي للناس  ، ورسم البسمة على وجوه بناتي الأربعة وتأمين بعض متطلباتهم ، مبيناً أنه بجانب بيعه للقهوة يزوره كتير من أصدقائه الكُتاب  وتبادلوا معه الحديث في الأدب والرواية وأيضاً كتير زبون يأتوا ليتعرفوا على الكاتب الذي يصنع القهوة ، فبكون محضر لهم كتب من تأليفي وقرأوها ويناقشوني وأناقشهم بفكري .

 

وبين هاني أنه يبدأ عمله من الصباح إلى ساعات متأخرة من الليل ،فالمبلغ  الذي يكسبه يقارب من 10 إلى 15 شيكل يومياً ، الذي لا يكاد يكفي احتياجات عائلته منوهاً إلى أن الحل الوحيد لتحسين أوضاعه هو أن يرفع الحصار عن القطاع ويزول الانقسام.  

وبضيف هاني بحسرةِ ألم: أن غزة تموت بصمت ،وتميتنا معها، ونحن الكتّاب بحاجة لمكانٍ يحتضننا ويقدّر مواهبنا، لنواصل مسيرتنا الإبداعية، ورفع اسم فلسطين في المحافل الدولية.