الرقب: لن نُسلم سلاح المقاومة إلا للجيش الفلسطيني.. نتفق مع تصريحات النخالة حول الحرب

كشف تقرير نشره موقع (ميدل إيست) البريطاني، عن بعض بنود خطة السلام الأمريكية، والمعروفة إعلامياً بـ (صفقة القرن)، والمنوي الإعلان عنها عقب شهر رمضان الكريم.

ووفق التقرير، فإن من بين التفاصيل التي ستنشرها (صفقة القرن)، سيطرة السلطة الوطنية على غزة، فيما سيطلب من حركة حماس تسليم سلاحها إلى السلطة الوطنية.

وتعقيباً على ذلك، أكد حماد الرقب، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن تسليم السلاح الموجود لدى المقاومة الفلسطينية، لن يكون الا لجيش فلسطين، بعد تحرير الدولة الفلسطينية، لافتاً إلى أن أي طلب آخر يشبه مثل دخول إبليس إلى الجنة.

وقال الرقب لـ"دنيا الوطن": "أن يُطلب بتسليم السلاح، امر مضحك، فهو أصلاً موجود من أجل استعادة حق المظلومين، ويمثل الشعب الفلسطيني ضد الظالم الإسرائيلي"، مضيفاً: "عندما تنتهي مشكلة سرقة الأرض، وتعاد الحقوق للشعب الفلسطيني، حينها يعود السلاح إلى مؤسسة الدولة الفلسطينية، وللجيش الفلسطيني بعد تحرير فلسطين".

وفيما يتعلق بتسلم السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، أشار الرقب إلى أن أي قضية تأتي بالإملاءات الخارجية فهي قضية مرفوضة، ولكن أي توافق وطني فلسطيني فهذا شأن داخلي، فلن يتم السماح للولايات المتحدة الامريكية أو لغيرها بأن تملي على الفلسطينيين طبيعة العلاقات الداخلية ومحاولة دق "الأسافين" لزيادة البعد بين الشعب الفلسطيني، منوهاً إلى أنه إن طال الزمن أو قصر فسينتهي الانقسام، وسيتحد الشعب الفلسطيني، وستتحد الفصائل، وسيعود الشعب كلحمة واحدة.

وفي السياق ذاته، قال القيادي في حماس: "نحن متأكدون أن مسيرة الانقسام الطويلة لولا الضغط الأمريكي والإسرائيلي، لانتهت منذ زمن بعيد، لذلك لن نسمح لأي غريب بأن يتدخل في بيتنا الداخلي".

وفيما يتعلق بمسابقة الغناء الأوروبية (اليوروفيجن)، ومشاركة بعد الدول فيها، أوضح الرقب أن هذه الدول تنقسم بين قسمين، الأول لا يوجد لديه معرفة حقيقية لما يجري على الأرض، منوهاً إلى أن الأصل في رسالة الفن أنها رسالة وفق المشاعر والغريزة، لكن الذي يريد أن يعطي إشارة للفن هو مجرم ودموي، ويقيم جدار فصل عنصري، ويطرد الفلسطينيين من أرضهم، ويقتل الأطفال والنساء، مطالباً هذه الدول بأن يعرفوا الواقع جيداً، وأن يروا بعيونهم الوحشية الممارسات التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وقال: "أما القسم الثاني، فهو المؤيد لإسرائيل، وهو طرف يعلم بصورة واضحة حجم الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وبالرغم من ذلك، فإنه يشارك، ونقول لهم: إن التاريخ لن يرحم هذا الأمر، وسيسجل الموقف السلبي لهذه الدول، ولن ينفع الاعتذار".

وفي سياق ذي صلة، أشار الرقب إلى أنه لا يمكن الذهاب إلى تصعيد عسكري يؤدي إلى حرب بناء على أغنية هنا أو هناك، أو حتى نشاط ثقافي سلبي، قائلاً: "لو طرزت قوات الاحتلال، قطاع غزة تطريزاً بالقبة الحديدية، فإن الجولة الأخيرة كانت تعطي صورة واضحة عن فشل القبة الحديدية بشكل كبير، وهذا نتيجة تصور تعامل المقاومة معها، وإرهاقها بوسائل خداعية تستطيع المقاومة، أن تستفزها لأهداف غير حقيقية".

وأضاف: "نشر القبة الحديدية على الحدود مع قطاع غزة، كلام فارغ، فلو أننا كان لدينا سبب موضوعي وطارئ من أجل الدخول للتصعيد، فإن هذه القبة الحديدية لن تستطيع أن تحمي لا المدن المحتلة ولا المغتصبين من صواريخ المقاومة الفلسطينية".

وكان خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قد قال في وقت سابق: "إن الاحتلال الإسرائيلي أدخل الوساطات بعدما وسعت المقاومة الفلسطينية رقعة القصف".

وتعقيباً على ذلك، أكد حماد، أنه يضاف إلى تصريح الحية، بأن الصواريخ هذه المرة كانت صواريخ من العيار الثقيل، وكان لديها قدرة هائلة على التدمير، وكانت تستطيع أن تضرب بنايات ومنشآت، لكن الذي قرأ تقرير حجم الخسائر الإسرائيلية التي تضررت، يدرك تماماً أن لهذه الصواريخ قوة ردع حقيقية وثقيلة، وهي أكثر تقدماً وتطوراً من الصواريخ التي كانت تستخدم في الحرب الأخيرة، سواء من كثافة النيران أو قوتها، أو الدقة الشديدة التي تضرب فيها ناقلة الجند، وهذا رسالة من المقاومة بأنها أصبحت اليوم تتقدم بصورة كبيرة ونوعية، وضرباتها من حيث الدقة والقوة التدميرية.

وقال: "هذه الأمور دفعت الاحتلال للذهاب إلى طلب وقف إطلاق النار، أما بالنسبة لنا من الناحية السياسية، فإن هذا الأمر مرهون بتحسن الأوضاع في قطاع غزة، فإذا تحسن الوضع فلكل حادثة حديث، ولكن إذا بقيت الصورة على ما هي عليه، فأعتقد أن الوضع سيكون شديداً".

من ناحيته، توقع زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، بأن يشهد قطاع غزة حرباً واسعة في هذا الصيف.

وعقب الرقب على تصريحات النخالة بقوله: "هو تحدث بهذا الأمر وفقاً لتحليله، الذي نتفق معه بصورة كبيرة، فإذا بقيت الأوضاع في قطاع غزة بنفس المنوال والطريقة والحصار المشدد وأن تكون التفاهمات عبارة عن (إبر بنج) فهذا الأمر يعني أنه لا يكون هناك كابح أمام الشعب الفلسطيني ولا مقاومته من أن تنقل الجوع والضغط إلى الاحتلال نفسه، وبالتالي كل الاحتمالات مفتوحة".

وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، أكد الرقب أن هذا الملف يبقى الأمل فيه لا ينقطع، وأن الحديث فيه ليس بالضغط من مصر أو أي طرف آخر، لافتاً إلى أنه لا يوجد أي بادرة تتحدث عن فتح هذا الملف خلال الفترة المقبلة، معرباً أمله بأن تتغير الأوضاع، وأن يكون هناك ضغط باتجاه المصالحة، ليس من أجل فتحه، وإنما من أجل تطبيق المصالحة.