QNFm2.jpg
QNFm2.jpg

شرطي إسرائيلي يعترف بأن الشهيد أبو القيعان لم يهدد أحد لحظة استشهاده

أدى أحد عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي، والذي أطلق الرصاصات الأولى باتجاه سيارة الشهيد يعقوب أبو القيعان، خلال عملية ترحيل أهالي قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف في النقب، في يناير/ كانون ثاني 2017، أنه لم يشعر بوجود خطر على حياته.

ووفقاً لصحيفة "هآرتس" العبرية، جاء اعتراف الشرطي أمام مسؤول في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، بعد وقت قصير من استشهاد ابو القيعان.


 
واعتراف الشرطي "ش" بأنه لم يشعر بوجود خطر على حياته وأنه أطلق النار باتجاه مركز سيارة أبو القيعان، وليس باتجاه إطارات سيارة أبو القيعان، يتناقض مع ثلاث إفادات أدلى بها أمام محققي قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة ("ماحاش") لاحقا.

لكن على الرغم من تغيير روايته، ومطالبة "ماحاش" بالتحقيق مع الشرطي "ش" بشبهة التسبب بالموت من خلال الإهمال، غير أن النائب العام، شاي نيتسان، قرر إغلاق الملف ضد الشرطي وعدم التحقيق مع أي من أفراد الشرطة الضالعين بإطلاق النار باتجاه أبو القيعان والذي أدى إلى استشهاده.


 
ووفقا للصحيفة، فإن الشرطي "ش" أدلى بثلاث شهادات أمام محققي "ماحاش" حول الأحداث التي جعلته يبدأ بإطلاق النار باتجاه أبو القيعان، والذي أدى إلى ردود فعل متسلسلة انتهت باستشهاد أبو القيعان ومقتل الشرطي إيرز ليفي. وجرى التحقيق الأول بعد 14 ساعة من الأحداث في أم الحيران، بينما جرى التحقيقان الآخران في الأسبوع التالي.

الصحيفة أنه بعد انتهاء جلسات التحقيق الثلاث، أراد محققو "ماحاش" إغلاق الملف، لكن زعم المفتش العام للشرطة حينها، روني ألشيخ، أن الحدث كان "عملية دهس متعمدة" وأن تقرير الشاباك يؤكد زعمه، دفع النيابة العامة إلى طلب المواد التي بحوزة الشاباك.

وبعد ذلك بعدة أيام، وعندما حصل محققو "ماحاش" على التقرير، اكتشفوا أنه يشمل محادثة بين الشرطة "ش" والمسؤول في الشاباك "طاهر". وجرت هذه المحادثة فيما كانت لا تزال الجثتين ممددتان على الأرض. وأكد الشرطي "ش" لـ"طاهر" أنه لم يشعر بوجود خطر على حياته أو حياة أفراد الشرطة الآخرين بسبب سير سيارة أبو القيعان، وأنه أطلق النار بادعاء أن أبو القيعان لم يستجب لمطالب أفراد الشرطة بالتوقف، واعترف الشرطي أيضا أنه أطلق النار باتجاه إطارات السيارة ومركزها، أي إلى المكان الذي جلس فيه أبو القيعان.


 
واستنادا إلى اعتراف الشرطي "ش" وقرائن أخرى، قرر الشاباك خلال فترة قصيرة أنه لم تجرِ عملية دهس متعمدة وإنما دهس الشرطي ليفي سببه خلل في أداء أفراد الشرطة. وتبين لمحققي "ماحاش" بعد اطلاعهم على تقرير الشاباك والمحادثة المذكورة أن الشرطي "ش" أطلق النار بهدف إصابة أبو القيعان، وليس مثلما قال في إفاداته بأنه أطلق النار باتجاه إطارات السيارة. وجبت "ماحاش" إفادة من "طاهر"، الذي أكد أن الشرطي "ش" أبلغه بأنه لم يشعر بخطر على حياته وأنه لم يطلق النار باتجاه الإطارات وإنما باتجاه السائق أيضا. وفقاً لما أورده موقع "عربي 21"

إثر ذلك، طالب رئيس "ماحاش" حينها، أوري كرمل، بالتحقيق مع الشرطي "ش" كمشتبه بالتسبب بالموت من خلال الإهمال وبالإدلاء بإفادة كاذبة.

وأدركوا في "ماحاش" أنه إن لم تكن الرصاصات التي أطلقها "ش" قد أدت إلى إصابة أبو القيعان، فإن أداءه تسبب بردود فعل متسلسلة، شملت إطلاق عشرات الرصاصات وأيضا بدهس الشرطي ليفي.

غير أن المدعي العام، نيتسان، قرر أن مكانة المحادثة بين الشرطي "ش" و"طاهر" ليست واضحة وأنه لا يمكن استخدام تقرير الشاباك في التحقيق. وخلافا لموقف "ماحاش" وفي ظل مزاعم ألشيخ، أوعز نيتسان بإغلاق ملف التحقيق.

وتبين أيضا أن قوة الشرطة التي حضرت إلى أم الحيران من أجل تهجير سكانها وهدم بيوتهم، لم تكن تعرف المكان ولا الطرق المؤدية إليها والطرق بداخلها.

كذلك تبين أن طبيبة رافقت قوة الشرطة في القرية لم تقدم الإسعافات اللازمة لأبو القيعان الذي بقي ينزف حتى استشهاده.

كما تبين من التحقيق أن حاجيات أبو القيعان كانت موجودة بسيارته، وأنه سافر بها فيما أضواء السيارة مشتعلة. وهذه القرائن إلى جانب سرعة السيارة، ما بين 10 إلى 16 كم/ساعة، دفعت "ماحاش" إلى التأكيد على أن هذا ليس شخصا كان ينوي تنفيذ عملية، وإنما كمن غادر بيته قبل هدمه.