6_1521273716_8819W250H0.jpg
6_1521273716_8819W250H0.jpg

"النيكتوفيليا"... حين يعشقُ الإنسان الظلام ويمتنع عن النوم

"النيكتوفيليا"... حين يعشقُ الإنسان الظلام ويمتنع عن النوم

من الشائع جداً خوف الناس من الظلام، وعدم الرغبة في البقاء بمكان معتم لفترة طويلة، باستثناء وقت النوم، يطلب الجسم الهدوء والسكينة وانعدام الإضاءة للراحة، قبل استعادة نشاطه مع صباح اليوم التالي. لكن عكس الشائع، هناك أناس يحبون المكوث في الظلام، يعشقون الليل ويكرهون النهار، وتسمى هذه الحالة النفسية بمتلازمة "النيكتوفيليا"، وهي كلمة من أصل يوناني، تعني "صديق الليل" أو الشخص العاشق لليل. وتعتبر "النيكتوفيليا" حالة نفسية نادرة جداً، يمتنع الشخص المصاب بها عن النوم ليلاً، ويشعر بسعاد بالغة في المكوث بالظلام وحيداً طوال الليل، وعلى رغم تناول المنومات؛ فالمصابون بـ "النيكتوفيليا" لا يتأثرون بها، وفي حالة تأثر الجسم بالمنوم لا ينام سوى ساعة أو ساعتين، يحلم خلالها بكوابيس وأشياء مرعبة ليستيقظ سريعاً. تختلف متلازمة "النيكتوفيليا" عن الأرق، الذي يصاب به الإنسان تبعاً لحالات نفسية أو مرضية معينة، ويسعى جاهداً للنوم، ويقوم بتناول المنومات وتشغيل التلفاز وعمل أي شيء بغية مساعدته على النوم، بينما المصابون بـ "انيكتوفيليا" يجدون متعة كبيرة في البقاء لتسع ساعات في الظلام، وعدم القيام بأي شيء سوى التأمل وسط ظلمة حالكة. ونظراً لقلة المصابين بهذه الحالة النفسية النادرة، فلم يتم التعرف بشكل ملموس على الأسباب وراء الإصابه بها، وغالبية الأطباء يصنفونها على أنها حالة اكتئاب ويصفون أدوية مضادة له، بينما تتعارض بعض أعرض الاكتئاب و"النيكتوفيليا"، ما يؤكد أنها حالة نفسية خاصة وقائمة بذاتها. ومن الأعراض التي تدل على أن الإنسان مصاب بمتلازمة حب الظلام، هي حب العزلة والمكوث وحيداً في الظلام الحالك، خاصة في فترة الليل، الحلم بالأحلام المزعجة بسبب إجبار نفسه على النوم، وهو الأمر الذي يؤثر على العقل الباطن الذي يرسل كوابيس تساهم في استيقاظ المريض سريعاً. ويشعر المصاب بـ "النيكتوفيليا" بحزن وكآبة شديدين، وعدم الرغبة في الكلام أو مجالسة الناس، ويفضل المكوث وحيداً متأملاً في الظلام، بينما يشعر بتوتر شديد من أشعة ضوء الشمس أو أي ضوء قوي. وتبقى أهم أعرض مرض متلازمة حب الظلام، المشاكل في النوم، وعدم الرغبة فيه خاصة في فترة الليل، يسعى المريض إلى الاستمتاع بالمكوث وحيداً في الظلام الحالك. وحتى الآن عجز الأطباء النفسيون، على إيجاد عقاقير أو أدوية خاصة للعلاج من الحالة النفسية النادرة، بينما يكتفي معظمهم بمعالجة المرضى المصابين به، بأدوية وعقاقير خاصة بمرض الاكتئاب الشديد .