9999489347.jpg
9999489347.jpg

قبل أيام من مؤتمر المنامة

د.مازن صافي

تشتد الهجمة على قضية فلسطين ويضيق الخناق على كل الامال بمواقف عربية واسلامية واضحة المعالم، فلا وسطية في التعامل مع الخطط التصفوية لقضيتنا ولم تعد تقنعنا تلك المواقف الفضفاضة بمقاسات مصالحهم وبل على حسابنا وفوق مائدة صنعت من أجل توزيع أدوات تمزيق وسلخ وتقطيع ما تبقى من فرص نجاتنا من براثن الاحتلال وعدائية الامريكان ونفاق المجتمع الدولي واستكانة اوروبا وغيرهم.

انا في القدس كما في رام الله وغزة والاغوار لا يهمني مواصفات جهاز هواووي الصيني او حجب غوغل الخدمة عنه ولا يهمني مدى المنافسة التجارية بين الصين وامريكا او التقارب بين بكين وموسكو، ولا يطربني سماع خلافات كوريا وجدار الارجنتين او المشاكل المائية في جنوب القارة الافريقية، مع انه يهمني دعم كل هؤلاء لقضيتي وحقي في الحياة وانهاء الاحتلال.

يشتد الحصار الاقتصادي على السلطة الوطنية الفلسطينية لصنع ازمات مجتمعية حياتية تلقي بظلالها على السياسة  المواقف الثابتة، كما ان هرولة التطبيع المجاني ترهق قدرتنا على استيعاب تلك الهرولات والتبريرات والوعودات.

نعم نحن الان لوحدنا، نقاتل على جبهة الاسرى وذوي الشهداء، نرفض هزيمة مشروعنا او التنازل عن ثوابتنا، واسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال جمدت مؤسساتها السياسية وقذفت بالكرة بعيدا عنها للهروب من ازماتها الداخلية وخاصة ازمة القرار السياسي، ولكنها ابقت على المعركة مفتوحة سياسيا واقتصاديا مع السلطة الوطنية، والايام القادمة وما يلي مؤتمر المنامة سيترجم الكثير من التحديات ويبرز حجم المخاطر التي ستلقى في مدننا وتستهدف قرارنا المستقل والقدرة على الصمود.