65030449_10157248222553864_2866381836714508288_n.jpg
65030449_10157248222553864_2866381836714508288_n.jpg

عاصفة انتقادات تطال مؤتمر الجاليات الفلسطينية في السلفادور..انشقاق ،انقسام ورقص شرقي!

خاص الجديد الفلسطيني

ريما السويسي

"المؤتمر الانشقاقي الراقص" هكذا وصفت الآراء الغاضبة المؤتمر الذي أقامه ما يسمى بالاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية "أبال" تحت عنوان مؤتمر الشتات الفلسطيني في أمريكا اللاتينية "العودة"، كمؤسسة مستقلة، وذات سيادة، تمثل مؤسسات الجالية الفلسطينية في القارة وكمهمة وطنية لمكونات الشعب الفلسطيني في الشتات، وفقاً للتعريف الذي أطلقه الاتحاد على نفسه.

ويهدف هذا المؤتمر إلى رفض التهديدات التي تواجه الحقوق الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها قمة البحرين التي يرى الاتحاد أنها تهدف إلى فرض حلول ظالمة عبر تمرير (صفقة القرن) المطروحة من قبل الولايات المتحدة لتصفية القضية الفلسطينية مرة وإلى الأبد.

سخط شعبي ورسمي..لماذا؟

أثار عقد مؤتمر "أبال" العديد من ردود الأفعال الرسمية والشعبية الغاضبة ،فبينما عبرت الأوساط الشعبية عن استيائها من المقاطع المصورة التي جرى تداولها لافتتاحية المؤتمر والتي تضمنت وجود راقصات استعراضيات قدمن وصلة رقص شرقي بملابس غير محتمشة ،ما اعتبره البعض يتنافى مع الثقافة الفلسطينية المحافظة،والاهداف التي عقد لأجلها المؤتمر في ظل الظروف السياسية العصيبة التي تتزامن مع عقد المؤتمر.

لكن الأوساط الرسمية كان لها أسباباً أخرى للاعتراض،مادفع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إلى إصدار عدة بيانات متلاحقة هاجمت المؤتمر ،حتى وصلت إلى حد وصفه بـ "الانشقاقي".

وهنا محاولة لإلقاء الضوء على المؤتمر ،وأسبابه،والقائمين عليه..

"أبال" جهة غير منتخبة فلسطينياً

من ضمن الأسباب التي أثارت عاصفة انتقادات تجاه المؤتمر هو أولاً كون القائمين على المؤتمر هم جهة غير منتخبة فلسطينياً كونها تمثل انشقاقاً في تمثيل الجاليات الفلسطينية بل ومزيدا من الانقسام الفلسطيني هناك لأن من يمثل الجاليات منذ عام 1984 هي "كوبلاك".

وكردة فعل على تأسيس هذا الاتحاد "غير الشرعي"، أكدت الكونفدرالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية والكاريبي "كوبلاك" أن أي ملتقى يحاول خلق منظمة موازية لن يحظى بأي صفة قانونية أو شرعية لجهات صناع القرار في فلسطين وعلى مستوى الجاليات نفسها المقيمة في خارج الوطن الأم".

وجاء ذلك في البيان الصحفي الذي قالت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الخميس الماضي انه وصلها نسخة منه تعقيباً على الأخبار المتعلقة بمؤتمر مفترض للجاليات الفلسطينية في أميركا اللاتينية عقد في السلفادور منتصف الشهر الجاري، حيث أكدت "كوبلاك" أنها الجهة الوحيدة المعترفة بها من قبل الجاليات ومن المؤسسات الرسمية في فلسطين وفي أميركا اللاتينية كممثل رسمي للجاليات في القارة وأن مؤسساتها هي إحدى مكونات منظمة التحرير بصفتها منظمة شعبية.

"المشاركون في هذا الاتحاد يمثلون أنفسهم فقط، حيث أنه لم يتم انتخاب أي منهم ديمقراطياً، وبالتالي فإن مفاعيل الملتقى يقتصر على لقاء مجموعة من الأصدقاء ومن نفس اللون الحزبي ولا يرتقي لكيان وطني متعدد"، على حد قول البيان.

يذكر أن مجموعة من المؤسسات والشخصيات في دول أمريكا اللاتينية والكاريبي أعلنت الأحد الماضي عن تأسيس ما أسموه الاتحاد الفلسطيني في أمريكا اللاتينية (أبال)، وذلك بعد عقد مؤتمرٍ لها ما بين 13-16 حزيران 2019، في مدينة سان سلفادور عاصمة الجمهورية السلفادورية.

رقص شرقي لمواجهة صفقة القرن!

أما الجزئية الأخرى التي أثارت حفيظة كلاً من المستوى السياسي والشعبي أيضاً تمثل في افتتاحية هذا المؤتمر والتي أثارت الجدل كون المؤتمر جاء تحت عنوان وطني كبير يتعلق بمصير الشعب الفلسطيني، بينما أحدث وجود الراقصات في فقرات الافتتاحية مغزى مغاير لما تم الترويج له فيما يتعلق بأهداف المؤتمر.

فما أن نشر الناشط جادالله صفا الفقرات التي أدتها الراقصات وهن يتمايلن بأجسادهن بين المدعوين على مواقع التواصل الاجتماعي حتى انهالت التعليقات الساخرة والغاضبة لما يحدث واصفين الأمر بالمهزلة والكارثة الوطنية.

يقول أحد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "ما هذه المهازل التي نمثلها نحن كفلسطينيين؟" ساخراً من هدف المؤتمر بالقول" "نعم للمقاومة الراقصة".

بينما نفى آخر أن يكون هذا الحفل تابع لسفارة فلسطين في السلفادور قائلاً: "لقد تم الحفل في النادي العربي وليس في السفارة".

وأضاف: "هذا الرقص ليس تابع للمؤتمر فبعد التحريات تبين أنه كان هناك عيد ميلاد لأحد أبناء الجالية بعد انتهاء المؤتمر فاستغلوا الفرصة كون أن القاعة هي تابعة للنادي العربي وبها تتم الاحتفالات لأبناء الجالية".

وقال ثالث: "المؤتمر غير شرعي ولم يشارك فيه الجميع ،ما كان إلا انقلاب على الشرعية ولكن باءوا بالفشل".

من يقف خلف هذا المؤتمر؟

يجيب قيادي في حركة فتح (والذي فضل عدم ذكر اسمه) حول الجهة التي تقف وراء هذا المؤتمر بقوله: "كوبلاك تمثل الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية والكاريبي وعقد آخر مؤتمر لهم قبل أشهر في نيكاراغوا وانتخبوا قيادة جديدة لم تشارك في هذا اللقاء تشيلي باعتبارها أكبر الجاليات الفلسطينية في تلك المنطقة". 

ويضيف: " بقيت 3 مقاعد في الهيئة التنفيذية لكوبلاك فارغة بانتظار حل الإشكال مع تشيلي ،ولذلك ظهرت مجموعة من الأخوة يدعوا أنهم يمثلون البلدان التي قدموا منها وهي بلدان محدودة العدد وأقاموا مؤتمر في السلفادور وهي محاولة تشكل عملية انشقاق في جالياتنا بالوقت الذي هو مطلوب منا أن نكون أكثر تماسكا لنخدم قضيتنا". 

"أي محاولة خارج هذا الإطار التنظيمي "كوبلاك" المنفتح على الجميع والذي نسعى من خلاله لعقد اجتماعات في كل بلد من هذه البلدان وانتخاب قيادة لها في مؤتمر قادم سيشمل جميع الجاليات الفلسطينية هناك هي محاولة فاشلة كون كوبلاك منذ نشأتها ليست فصائلية أو فئوية وإنما فلسطينية تهدف لخدمة القضية وقد اعتبرها المجلس الوطني الفلسطيني احدى التنظيمات الفلسطينية الشعبية المشاركة في المجلس الوطني"، وفقاً لحديثه.

ويؤكد: "الجهات التي تقف خلف المشاركين في المؤتمر لا يريدون الخير للقضية وأعتقد أكثر من يقوم بجولات في هذه المنطقة هو زياد العالول رئيس العلاقات العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا المنتمي لحماس ... ويشكل أقوى تأثير في تشيلي منذ فترة".

تعزيزاً للانقسام  

هذا ورفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المشاركة في المؤتمر المذكور، لأنها أكدّت أكثر من مرة أنها مع الوحدة الفلسطينية، وضد سياسة الانقسام في تجمعات شعبنا الفلسطيني، وحدّدت موقفها عام 2017 أنها ضد انقسام الجالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية.

كما ونقل عن الناشط جادالله صفا قوله بضرورة "توحيد الجالية الفلسطينية في قارة أمريكا اللاتينية ضمن مؤسسة واحدة وهي قائمة منذ عام ١٩٨٤ واسمها الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بقارة أمريكا اللاتينية والكاريبي - كوبلاك - التي هي مؤسسة من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وهي بإمكانها أن  تجمع كافة القوى السياسية الفلسطينية، وبذلك تشكل نصرًا وقوة لا يُستهان بها في القارة ككل".

جدير بالذكر أن المؤتمر الذي عُقد في السلفادور تقوم على تنظيمه مجموعة من المؤسسات غالبيتها وهمية ليس لها وجود فعلي على الأرض في دول أمريكا اللاتينية، حسبما أفاد الناشط صفا.

بيان المؤتمر الصادم فيما يتعلق بالقدس

كما ومن ضمن ما يؤخذ على المؤتمر وحسب ما يقول الناشط جادالله صفا فإن "ما تضمنه البيان الختامي الذي تطرق الي تعبير "القدس الشرقية" عاصمة فلسطين الذي لا يتلاقى مع الموقف الوطني الفلسطيني والمبدئي وهذا الموقف لم يصدر عن أي من مؤتمرات الجالية بكل بياناتها".

وأضاف "نحن متخوفون من وجود حركة حماس التي تدعو وتعمل من اجل تنظيم الجالية وبناء مؤسسات واطر خاصة تابعة لها".

وزارة الخارجية: المؤتمر انشقاقي 

أما على المستوى الرسمي، فقد نفت وزارة الخارجية الفلسطينية أي مشاركة لسفارة دولة فلسطين في مؤتمر السلفادور الذي اعتبرته "مؤتمر انشقاقي" حول تمثيل الجاليات الفلسطينية بأميركا اللاتينية كون القائمين عليه "حفنة من المدّعين بتمثيل الجاليات الفلسطينية في أميركا اللاتينية وتحت مسميات لمؤسسات وهمية، بهدف شق صف الجاليات الفلسطينية وتشكيل جسم بديل لكوبلاك، المؤسسة الشرعية التي تمثل الجاليات الفلسطينية في أميركا اللاتينية"، وفقاً لما جاء في بيان وزارة الخارجية في رام الله والذي نشر امس الثلاثاء على موقع وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأضاف البيان "موقف الخارجية كان واضحاً منذ البداية وتعليماتها لسفارة دولة فلسطين بمقاطعة هذا المؤتمر الانشقاقي، وعليه فكل ما عرض من فيديوهات لراقصات إنما يمثل القائمين على المؤتمر، وكل محاولة لدس اسم سفارة دولة فلسطين هي محاولة بائسة، هدفها الإساءة للخارجية الفلسطينية التي تميّزت خلال السنوات الأخيرة بعديد الإنجازات التي يفتخر بها شعبنا وقواه الملتزمة بالشرعية، أو الإساءة لسفارة دولة فلسطين، الذراع التنفيذي لهذه الدبلوماسية الناجحة".

وختم البيان بالقول: "خسئ كل المندسين، وكل من يحاول تشويه صورة سفارات دولة فلسطين، ضمن هذه الحملة المسعورة التي يشارك فيها بعض العملاء والمأجورين مع أميركا وإسرائيل في تشويه الصورة المشرقة لفلسطين عبر سفاراتها وخارجيتها".

يشار إلى أن للجالية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية دور قوي خصوصًا في تشيلي والبرازيل، فالاتفاق ووحدة الجالية الفلسطينية يلعب دورًا إيجابيًا في مواجهة اللوبي الصهيوني والقوى الصهيونية، كون الحركة الصهيونية في أمريكا اللاتينية قوية جدًا وتُحاول قدر الامكان طمس القضية الفلسطينية بأي شكلٍ من الأشكال.

زياد العالول:اختطفوا الشرعية!

زياد العالول مسؤول العلاقات الخارجية لفلسطينيي أوروبا رد على الانتقادات عبر حسابه الشخصي على موقع "فيسبوك" معتبراً أن من هاجموا المؤتمر هم " بعض الذين لا يريدون عمل للجالية و لا يريدون توحيد جهودها،و لا يريدون جالية قوية" كما وصفهم بأنهم "اختطفوا الشرعية ".
وأضاف العالول :"الحفلة التي ظهرت فيها الراقصات في النادي العربي في السلفادور و في نفس المكان الذي انعقد فيه المؤتمر و تم استغلال صور الراقصات لمهاجمة المؤتمر و هذه الحفلة لم تكن في افتتاحية المؤتمر و لا ضمن برنامج المؤتمر بل اقيمت في النادي العربي بعد انتهاء المؤتمر و انتخاب هيئة إدارية".