1-1260785.jpg
1-1260785.jpg

مسلسل "تشرنوبيل" يعجب الجمهور ويغضب الناجين

تفاعل نقاد فنيون ومشاهدون، بإعجاب كبير، مؤخرا، مع مسلسل "تشرنوبيل"الذي يتناول أحداثا درامية مستوحاة من أسوأ كارثة نووية شهدها العالم، لكن رد فعل بعض الناجين كان أقل حماسا
وقال سيرجي باراشين؛ الذي كان حينها رئيسا للجنة الحزب الشيوعي المعنية بالمحطة النووية"تشرنوبيل"، إن المسلسل القصير الذي عرضته شبكة (إتش.بي.أو)، هذا الربيع، في الولايات المتحدة وبريطانيا، يصور الصدمة الأولى لحجم الكارثة بشكل جيد
وقال للصحفيين، في مخبأ القيادة الذي استخدم كمركز لإدارة الأزمة بعد الانفجار، في 26 أبريل 1986 "لم أفهم ما كان يحدث حتى بزوغ الفجر، وإلى أن رأيت بعيني كل شيء مدمر
وانفجر المفاعل الرابع في المحطة السوفيتية الواقعة، شمالي كييف، أثناء اختبار سلامة فاشل مما أفرز إشعاعات تفوق أي إشعاع أحدثه الإنسان في التاريخ
وأدى الحادث لوفاة 31 شخصا، في غضون أسبوعين، وأجبر عشرات الآلاف على النزوح.
وظلت الحصيلة النهائية للمتوفين بسبب الأمراض الناجمة عن الإشعاع مثل السرطان محل جدل، لكن منظمة الصحة العالمية تقدرها بالآلاف
وينحي المسلسل باللائمة على إفراط الاتحاد السوفيتي في البيروقراطية والسرية. وقال باراشين إن المسلسل به عيوب في طريقة وصف العاملين المحطة وخاصة إدارتها.
وذكر باراشين أن أناتولي دياتلوف، المهندس المناوب في تشرنوبيل، والذي أدى دوره الممثل الإنجليزي بول ريتر وقدمه كشخص مستبد ومتكبر "لم يكن يتعامل مع الناس بفظاظة كما ظهر في الحلقات.
وأضاف "نعم، كان صارما، الكل كان يطيعه دون نقاش ... لكنه كان عادلا"، وفق ما نقلت رويترز.
واستطاع المسلسل الذي نال تقييم 10/9.6 على موقع "آي.ام.دي.بي"، أعلى تقييم للمسلسل، وسط توقعات بأن يحدث العمل طفرة في أعداد الزائرين للمحطة وبلدة بريبيات المهجورة القريبة منها.
ويعتقد المرشد السياحي، سيرجي ميرنيي، أن المسلسل، الذي عرضت آخر حلقاته في الثالث من يونيو، أخطأ في تجسيد الأحداث في 1986 باعتبارها مأساة فقط، واصفا تشرنوبيل بأنها "قصة تعلم منها العالم.. وفي نهاية الأمر قصة نجاح.
من ناحيته، قال كريج مازين، كاتب العمل أن الاختلافات عن الوقائع التاريخية جاءت بنية طيبة.
وقال في مقابلة هذا الشهر مع مجلة فايس "هناك اختلاف بين الطريقة المثالية لعمل شيء دقيق من الناحية التاريخية والطريقة المثالية لعمل شيء يشاهده الناس ويعجبون به. لا يمكن أن تجمع بين الاثنين، على الأقل في هذا القالب.