الديار: تيلرسون ذهب متشائماً من بيروت وساترفيلد نقل الجواب اللبناني إلى إسرائيل !
الديار: تيلرسون ذهب متشائماً من بيروت وساترفيلد نقل الجواب اللبناني إلى إسرائيل !

الديار: تيلرسون ذهب متشائماً من بيروت وساترفيلد نقل الجواب اللبناني إلى إسرائيل !

الجديد -  كتبت صحيفة الديار تقول: بعد زيارة سريعة قام بها وزير الخارجية الاميركي تيلرسون الى بيروت وقابل خلالها لمدة 10 دقائق وزير الخارجية اللبناني ثم عقد اجتماعا لمدة ساعة كاملة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حيث ابلغ الرئيس العماد ميشال عون ان لبنان يطالب بكامل سيادته على ارضه وان النقاط المختلف عليها في شأن الخط الازرق، لبنان يصر على انها ارض لبنانية، ولن يسمح لاسرائيل ببناء الجدار على مساحة نقاط الاختلاف.


كذلك ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الخارجية الاميركي تيلرسون ان لبنان لن يتخلى عن حقوقه في مياهه الاقليمية، وان المربع رقم 9 يقع ضمن المياه الاقليمية اللبنانية ولا سيادة لاسرائيل عليه، كما تدعي اسرائيل وكما صرح وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان.


وناقش وزير الخارجية الاميركي تيلرسون مع الرئيس العماد ميشال عون قضية اقامة الجدار بين اسرائيل ولبنان، وقال ان الولايات المتحدة تقترح الاتفاق اولا على رسم حدود نقاط الاختلاف 13 على الحدود ما بين لبنان واسرائيل على طول الخط الازرق ومن بعدها يتم بناء الجدار، وان واشنطن ستطلب من اسرائيل تجميد بناء الجدار في النقاط المختلف عليها الى حين اشراف لجنة من الامم المتحدة في حضور مندوبين من اسرائيل ولبنان لرسم الخط النهائي الذي يرسم الحدود وينهي الخلاف على نقاط الملاحظات اللبنانية التي تدّعي اسرائيل انها تقع ضمن اراضيها، فيما يصر لبنان انها مناطق لبنانية وان كانت صغيرة المساحة وان رسم الخط الازرق كما رسمه تيري رود لارسون لم يكن عادلا وان الحدود بين لبنان وفلسطين مرسومة وفق الخرائط لدى الانتداب البريطاني ـ الفرنسي وهي موجودة في الخارجية الفرنسية والخارجية البريطانية وتحدد حدود لبنان مع فلسطين او اسرائيل الان، وبالتالي فالنقاط التي يعلن لبنان انها تحت سيادته هي وفق خريطة الانتداب الفرنسي ـ البريطاني التي على اساسها يومها تم اعلان دولة اسرائيل بعدما اغتصبت القسم الاول من فلسطين، اي ما يسمى الخط الاخضر اسرائيل 1948.


لكن وزير الخارجية الاميركي قال ان هذا الموضوع سنحاول ايجاد حل له لدى عودتي الى واشنطن من خلال العمل على تحديد النقاط المختلف عليها وكيفية رسم خط الحدود وقال وزير الخارجية الاميركي سأطلب من اسرائيل عدم بناء الجدار في مناطق التحفظ اللبناني الى ان يتم رسم الخط النهائي للحدود، وعندها يمكن اقامة الجدار وحل هذه المشكلة.


اما بالنسبة الى المربع رقم 9 في المياه الاقليمية فتم العودة الى تقرير كارلوف هوف المبعوث الاميركي الذي حضر سنة 2012 وقام برسم الحدود الاقليمية بين لبنان واسرائيل وحدد المنطقة الاقتصادية الخالصة بمساحة 850 كلم الذي يشمل كامل المربع رقم 9 ويومها ارسلت التقرير الولايات المتحدة الى اسرائيل كي توافق عليه لكن الولايات المتحدة لم تستطع اقناع حليفها الاول في الشرق الاوسط وهو اسرائيل باعتماد حل المبعوث الاميركي كارلوف هوف. واصرت على ان هنالك جزءاً من المربع رقم 9 يخضع للسيادة الاسرائيلية. وان لبنان يحق له بمساحة 500 كلم مربع فيما اسرائيل لها الحق بـ 360 كلم مربع، لانه ظهر خلاف بسيط حول رقم المنطقة الاقتصادية الخالصة وما اذا كانت مساحتها 850 ام 860 كلم مربع. لكن في النتيجة قالت اسرائيل انها لن تتنازل عن حصتها في المربع رقم 9.
ومنذ ذلك الوقت توقفت المحادثات الى ان انطلق ملف النفط من جديد واعلن لبنان عن مناقصة دولية للتنقيب في المربعين 4 و9 وفازت في المناقصة الشركة الفرنسية توتال والشركة الايطالية اينا والشركة الكبرى الوحيدة للغاز والنفط في روسيا وشكلت الشركات الثلاث اتفاقا مشتركا لتحضير معدات التنقيب سنة 2018 ثم البدء بالحفر والتنقيب سنة 2019 واستخراج الغاز والنفط سنة 2026.


وبعد انتهاء المناقصة وقبل توقيع لبنان على الاتفاقية مع الشركات الكبرى الدولية الفرنسية والايطالية والروسية صرّح وزير دفاع اسرائيل ليبرمان بأن لبنان لا يمتلك كامل المربع رقم 9 وبالتالي لا يحق له تلزيمه، وبالتالي فان اسرائيل ستحافظ على حقها بالقوة في المربع رقم 9.


وزير الخارجية الاميركي استمع الى وجهة نظر رئيس الجمهورية اللبناني واتفق معه على وقف اقامة الجدار في مناطق الاختلاف 13 على الخط الازرق الذي تحفظ عليها لبنان وقرر ايفاد مساعده ساترفيلد لنقل وجهة نظر لبنان الى ان لبنان متمسك بكامل المربع رقم 9 ولا يعترف بأي حق اسرائيلي في المربع رقم 9 الذي يُعتبر ضمن السيادة البحرية اللبنانية.


ثم اجتمع وزير الخارجية الاميركي مباشرة بعد بعبدا مع الرئيس نبيه بري وسمع الحديث ذاته، حيث اكد الرئيس بري ان لبنان لن يتنازل عن شبر من ارضه في نقاط الاختلاف ولن يسمح لاسرائيل باقامة الجدار في نقاط الاختلاف التي يتحفظ عليها لبنان كذلك لن يسمح بنقطة نفط واحدة او ذرة غاز من المربع رقم 9 كي تحصل عليه اسرائيل. 


وحدة الموقف بين عون وبري 


ووجد تيلرسون وحدة الموقف بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وانتقل الى السراي حيث اجتمع مع الرئيس سعد الحريري وتناول الغداء معه، ويعتبر تيلرسون ان الرئيس سعد الحريري هو الحليف الغربي والحليف الاميركي الاوروبي لهم، وبحث معه في قضية الجدار والمياه الاقليمية اللبنانية. وكان رأي الرئيس سعد الحريري ان لبنان لا يمكن ان يتنازل عن نقاط الاختلاف والتحفظ على الحدود البرية حيث تقيم اسرائيل حاليا جداراً كذلك لا يمكنه التنازل عن المربع رقم 9 وهكذا اكتشف وزير خارجية اميركا ان الموقف اللبناني موحد. وكان معاونه في وزارة الخارجية السفير ساترفيلد الذي اجتمع بكافة الجهات اللبنانية تقريبا، باستثناء جزء من 8 اذار قد ابلغ رئيسه وزير خارجية اميركا تيلرسون ان الموقف الرسمي اللبناني موحد وان الموقف الشعبي اللبناني موحد في شأن حفاظ لبنان على كل شبر من ارضه كذلك على ثروة الغاز والنفط في المربع رقم 9، وان الموقف اللبناني جامد وثابت وموحد على قاعدة نقاط الاختلاف 13 وانها من حق لبنان كذلك التركيز ان من حق لبنان على كامل المربع رقم 9.


وحاول وزير الخارجية الاميركي تيلرسون التحدث عن حزب الله واعتبار اميركا ان حزب الله حزب ارهابي وابعاده عن ملف الجدار مع اسرائيل لا بل طرح مبدأ اقامة منطقة آمنة ومجردة من السلاح في عمق 40 كلم داخل الاراضي اللبنانية بعيدا عن جدار الحدود بين لبنان واسرائيل.


لكن موقف الرئيس ميشال عون وموقف الرئيس نبيه بري كان واحدا كليا، اما الرئيس سعد الحريري فتحدث ان المسؤولية هذه المرة هي من مسؤولية الدولة اللبنانية وان الرؤساء الثلاثة متفقون على سياسة الدولة اللبنانية وليس لحزب الله اي مشاركة في القرار اللبناني على مستوى الرؤساء الثلاثة، اي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة. لكنه اشترك في الرأي مع وزير خارجية اميركا بأن حزب الله هو ضمن النفوذ الايراني وانه أدّى الى اختراق في المنطقة من اليمن الى التدخل في الشؤون الخارجية وغيرها. لكن الرئيس سعد الحريري ابلغ وزير خارجية اميركا تيلرسون انه اشترط كي يعود عن استقالته بمبدأ النأي في النفس اي عدم تدخل حزب الله في دول الخليج والدول الاخرى وان حزب الله في سوريا سوف ينسحب لاحقا ولا يمكنه الانسحاب فورا، لكن تيلرسون قال ان حزب الله ذهب الى سوريا وقام بدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي لا تريده اميركا ان يكون مستمرا في رئاسة سوريا. كما انه اشترك في عمليات الحرب والقتل وغير ذلك، وهذا الكلام قاله تيلرسون امام رئيس جمهورية لبنان وامام رئيس مجلس النواب وخاصة امام الرئيس سعد الحريري. 


تيلرسون لم يستطع الحصول على ادانة حزب الله من اي مسؤول 


لكن وزير الخارجية الاميركي لم يستطع التفرقة بين موقف الرؤساء الثلاثة من جهة، كذلك لم يستطع الحصول على ادانة مسؤول لبناني لموقف حزب الله، خاصة وان حزب الله هذه المرة أزاح كليا من الواجهة وترك الامر الى الدولة اللبنانية كي تقوم بالتفاوض والبحث في شأن الجدار الاسمنتي، اضافة الى السيادة اللبنانية على المياه الاقليمية في البحر والمربع رقم 9، ولم يتدخل حزب الله في هذا الموضوع، تاركا الاعتماد على الرئيس ميشال عون والرئيس بري والرئيس الحريري الذين كانت مواقفهم محددة وان كان موقف الحريري مشاركا مع الموقف الاميركي بأن حزب الله يجب ان يكون تحت اطار الدولة اللبنانية وان هذا الامر قد يحصل في مرحلة لاحقة ولكن ليس الان وان الدولة اللبنانية تقوم على بناء الجيش اللبناني. وهنا اشار وزير خارجية اميركا الى ان الولايات المتحدة تدعم الجيش اللبناني وتدرب ضباطه وهي مستمرة في تسليحه، حتى يصل الى قوة هامة على مستوى السيطرة على الاراضي اللبنانية وفرض الاستقرار من خلال مؤسسة الجيش والمؤسسات الرسمية الامنية اللبنانية. 


تصادم في النقاش بين ساترفيلد والمسؤولين اللبنانيين 


وقال الرئيس سعد الحريري الى وزير خارجية اميركا تيلرسون ان وزراء حزب الله وقّعوا على بيان مجلس الوزراء الذي منع حزب الله من التدخل في اليمن او في دول الخليج وحتى بالنسبة الى العراق اعلن انسحابه من العراق ولم يبق سوى وجوده في سوريا. 


وكان طلب وزير خارجية اميركا تيلرسون انه كي تستطيع الولايات المتحدة مساعدة لبنان اقتصاديا وسياسيا ومعنويا وتسليح الجيش وانجاح المؤتمرات الدولية لدعم لبنان اقتصاديا وعسكريا واعمار لبنان يجب على الدولة ان تنفصل عن حزب الله كليا، وان تبعد حزب الله حتى عن الحكومة. وهذا الامر وان قاله وزير الخارجية الاميركي تيلرسون في لهجة ديبلوماسية وبطريقة غير مباشرة قال معاونه السفير ساترفيلد بشكل مباشر الى المسؤولين اللبنانيين الذين تصادموا مع السفير ساترفيلد في النقاش وقالوا ان حزب الله هو حزب شعبي ولبناني وله جمهوره ومؤيدون ينتخبون نواب حزب الله وعدد نواب حزب الله يفوق 12 الى 13 نائبا.


كما ان حزب الله بالنسبة الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب منع التكفيريين من الانتصار في سوريا واقامة نظام تكفيري ارهابي كذلك قاتل التكفيريين في سوريا كما في لبنان حيث استطاع قطع طريق تفخيخ السيارات في منطقة القلمون في سوريا وارسالها الى لبنان وتفجيرها. ثم قام في النتيجة بتنظيف كامل منطقة عرسال وهي مدينة لبنانية في اعلى جبال السلسلة الشرقية وهاجم القوى التكفيرية والارهابية وقام بضربها وسحقها ودمّرها في كامل جرود عرسال، حيث انسحبت من هناك وبعد ذلك ذهبت الى ادلب، وان حزب الله لعب دورا ايجابيا في مجال مكافحة الارهاب التكفيري في لبنان. ولذلك فليس من المعقول او من الممكن ان يعمل رئيس الجمهورية او رئيس مجلس النواب على ابعاد حزب الله عن الدولة اللبنانية او عن المجلس النيابي او عن الحكومة، لكن وزير الخارجية الاميركي المح الى عمليات قام بها حزب الله في الخارج وادت الى اعمال ارهابية او عدم استقرار. لكن لم تحصل مناقشة في العمق انما اصر رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب على موقفهما في شأن دور حزب الله السياسي في لبنان ودوره الايجابي وان سلاحه لا يستعمله داخل لبنان بل قد يحتاجه لبنان لرد اي عدوان اسرائيلي اذا لم يستطع الجيش اللبناني رد اسرائيل، خاصة وان الجيش اللبناني لا يملك الاسلحة التي تمنع الطائرات الاسرائيلية من قصفه وقصف وحدات الجيش اللبناني وتدميرها. 


أما في المحادثات بين وزير خارجية اميركا تيلرسون والرئيس سعد الحريري فكانا متفقين على ان دور حزب الله سلبي وان سلاحه يجب ان يسلمه الى الدولة اللبنانية، وان على حزب الله عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية، وان موقفه كرئيس للحكومة يقبل بدخول وزراء من حزب الله لان لهم ممثلون في المجلس النيابي لكن لا يقبل بأن يفرض حزب الله سياسته على الحكومة التي يرأسها الرئيس سعد الحريري، وان هنالك امراً واقعاً وهو انه لا يمكن سحب سلاح حزب الله بالقوة منه لان ذلك سيؤدّي الى حرب اهلية كبرى في لبنان وان الجيش الاسرائيلي لم يستطع سحب سلاح حزب الله منه. 


ساترفيلد ابلغ اسرائيل ان لبنان مصمم على سيادته 


واتفق الرئيس سعد الحريري مع وزير خارجية اميركا ان يقوم مساعد وزير الخارجية الاميركي السفير ساترفيلد بالسفر الى اسرائيل ونقل جواب لبنان، وبالفعل سافر معاون وزير الخارجية الاميركي ساترفيلد الى اسرائيل ونقل اليها جواب الدولة اللبنانية هذه المرة بأن الاجتماعات كانت مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووزير الخارجية وان حزب الله بعيد عن التفاوض من خلال اي مسؤول لان اميركا ترفض مفاوضة حزب الله. 


وابلغ السفير ساترفيلد اسرائيل ان لبنان مصمم على سيادته على نقاط الاختلاف على الخط الازرق كما انه مصمم على الحفاظ على كامل المربع رقم 9 تحت السيادة اللبنانية. فاجتمع مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر واعطى الجواب الى معاون وزير الخارجية الاميركي اي للمسؤول الاميركي الديبلوماسي الاهم بعد وزير الخارجية والذي يقول اما ان يعترف لبنان لاسرائيل بـ 40 في المئة من المربع رقم 9 او لا تنقيب عن النفط او الغاز في هذا المربع، وان اسرائيل لن تتنازل عن حصة 40 في المئة من المربع رقم 9 المختلف عليه بين لبنان واسرائيل.


وكان وزير الخارجية الاميركي تيلرسون قد ابلغ السفير ساترفيلد بأن تيلرسون كان يعرف تقريبا الجواب الاسرائيلي وهو رفض التنازل عن 40 في المئة من المربع رقم 9 فطلب تيلرسون من معاونه السفير ساترفيلد ابلاغ لبنان واسرائيل عدم التصعيد حاليا وانتظار خطوة اميركية لاحقة تحدد حدود لبنان مع اسرائيل على الحدود تماما مع حل الخلاف على النقاط 13 على الخط الازرق. كذلك بالنسبة الى المياه الاقليمية فان الولايات المتحدة ستشرف عبر لجنة اميركية ولجنة من هيئة الامم المتحدة مع ضباط من اسرائيل وضباط من لبنان في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل. 


ساترفيلد ابلغ نتنياهو بعدم القيام باي تصعيد 


وهكذا وبناء على توجيهات تيلرسون الى معاون السفير ساترفيلد ابلغ ساترفيلد رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو عدم قيام اسرائيل بأي تصعيد حالي مع لبنان كي لا يحصل انفجار وتحصل حرب بين المقاومة واسرائيل. كما انه ابلغ نتنياهو ان الجيش اللبناني هذه المرة سيطلق نيرانه على مكان اقامة الجدار اذا تم وضع اساس البناء في النقاط المختلف عليها، وسيكون الجيش اللبناني طرفا في القتال، واميركا لا تقبل كليا ضرب الجيش اللبناني من قبل اسرائيل ولقد اصر ساترفيلد على نقل وجهة نظر وزير خارجية اميركا الى نتنياهو في عدم حصول اي تصعيد او اي عمل وترك الامور كما هي الان لانه حاليا لا يجري تنقيب ولا يجري حفر في المياه الاقليمية.
لكن جواب ليبرمان وزير دفاع اسرائيل قاله بصراحة الى السفير ساترفيلد الذي نقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز قول وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان الى السفير ساتر فيلد: "اما 40 في المئة من المربع رقم 9 الى اسرائيل اولا تنقيب وحفر عن النفط والغاز في هذا المربع من قبل لبنان ولن نسمح للشركات الدولية بالتنقيب والحفر في هذا المربع".


هذا وسيلتحق معاون وزير الخارجية الاميركي السفير ساترفيلد بوزير الخارجية الاميركي تيلرسون لاستكمال البحث في واشنطن واطلاع الرئيس الاميركي على نتائج ومحادثات تيلرسون في 5 دول في الشرق الاوسط التي زارها واهم نقطتين هما تركيا ولبنان، حيث انه في تركيا حصل خلاف تركي ـ اميركي واتفق وزير خارجية اميركا تيلرسون مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على تأجيل اتخاذ الخطوات حتى 20 اذار القادم.


اما بالنسبة الى لبنان فتم الطلب عدم القيام بأي خطوة تصعيدية لا من قبل لبنان ولا من قبل اسرائيل قبل شهر من الان كي تكون واشنطن قد اجرت كامل اتصالاتها ودراستها والادارة الاميركية ستعمل على انشاء هيئة من الامم المتحدة تقوم برسم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل وعندها يتم بناء الجدار في نقاط الاختلاف وفق الاتفاق النهائي بين لبنان واسرائيل باشراف الامم المتحدة والهيئة الاميركية.


كذلك بالنسبة الى المياه الاقليمية فان الولايات المتحدة سترسل هيئة من الامم المتحدة ولجنة اميركية على ان ينضم الى الهيئتين لجنة عسكرية اسرائيلية واختصاصيين ولجنة عسكرية لبنانية من ضباط في البحرية اللبنانية. 


هل تستطيع اميركا اقناع اسرائيل بتقرير هوف 


ويجري ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، اي فلسطين المحتلة. وعلى اساس هذا الترسيم يتم تحديد الوضع النهائي لاقامة جدار الاسمنت بين لبنان واسرائيل كذلك يتم الاتفاق في شأن المربع رقم 9 في كيفية اما ان يكون تحت السيادة اللبنانية بكامله، او ترفض اسرائيل ذلك وتصر على الحصول على 40 في المئة من المربع رقم 9 وعندها ستكون المسؤولية على الولايات المتحدة في منع تصاعد النزاع، لان في خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قال ما حرفيته "اذا رفضت اسرائيل قبول سيادة لبنان على مياهه الاقليمية قولوا لهم نحن نسحب ايدينا ونترك الامر الى المقاومة، وعندها ستكون مسؤولية المقاومة وقد تم تفسير كلام السيد حسن نصرالله بأن لدى حزب الله صواريخ ارض ـ بحر سوف يضرب بها منشآت النفط والغاز قبالة شاطىء فلسطين او الشاطىء الاسرائيلي حيث اقامت اسرائيل مركزا حفرت فيه البحر وهي تسحب غاز وتسحب نفط منذ حوالي 8 اشهر. وعندها ستندلع حرب شاملة بين لبنان واسرائيل وهذا ما تريده الولايات المتحدة في اي شكل من الاشكال.


السؤال هو هل تستطيع الولايات المتحدة اقناع اسرائيل بتقرير كارل هوف الذي اعلن ان مساحة لبنان الاقتصادية الخالصة هي 850 كلم مربع والذي رفضته اسرائيل والجواب ان اسرائيل لا تقبل التقرير الاميركي ولن تقبله، والدليل على ذلك انه بعد زيارة وزير خارجية اميركا الى لبنان واجراء كامل محادثات ثم ارسال ساترفيلد الى اسرائيل لابلاغ الجواب اللبناني اجابت اسرائيل اما 40 في المئة من المربع رقم 9 او لا حفر ولا تنقيب في المربع رقم 9. 


الولايات المتحدة في وضع صعب 


بالنسبة الى الولايات المتحدة رأت نفسها في وضع صعب اذ انها كانت تعتقد انها عبر اعطاء وعود في دعم لبنان وبمشاركة اميركية مع لبنان في دعمه في المؤتمرات الدولية لدعم الجيش اللبناني ودعم الاقتصاد في مؤتمر بارسي ـ 4 وغير ذلك، اضافة الى اعادة العلاقة بين لبنان والسعودية والامارات ودول الخليج، فانها ستستطيع تأمين دعم دول الخليج للبنان اذا تم اقامة فرق بين موقف الدولة اللبنانية وموقف حزب الله، لكن حزب الله لعب ورقة ديبلوماسية واستراتيجية بايجابية كبرى، اذ ازاح دوره من الواجهة واعطى كل الثقة الى الرؤساء الثلاثة كي يقوموا بالتفاوض، فظهر لوزير الخارجية الاميركي ان الموقف اللبناني الرسمي على مستوى رئاسات الدولة والنواب والوزراء اي مقام رئاسة الجمهورية والسلطة التشريعية والسلطة الاجرائية عبر مجلس الوزراء هو موقف موحد ولا يتناغم مع الموقف الاميركي لا بالنسبة الى الانفصال عن حزب الله وابعاده عن الحكم او اضعاف دوره كذلك لم يستطع وزير الخارجية الاميركي لكن الموقف الاسوأ والسيء كان لمعاون وزير الخارجية الاميركي السفير ساترفيلد الذي وضع كل ثقله في جمع احزاب 14 اذار وقوى اخرى كي يقفوا ضد حزب الله وكي يبدأوا بالمقاربة من جديد مع سياسة واشنطن كما حصل اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لكن السفير ساترفيلد معاون وزير الخارجية الاميركي اصطدم بموقف رسمي لبناني موحد وثابت وله نظرية متماسكة في شأن سيادة لبنان على البر وسيادة لبنان على المياه الاقليمية.

كذلك لم يستطع اختراق جبهة الحكم للتفرقة بين الحكم وحزب الله، حتى ان الرئيس سعد الحريري الذي يخاصم حزب الله اتفق مع وزير خارجية اميركا تيلرسون على الدور السلبي لحزب الله في منطقة الخليج ودول عربية، كذلك في الاتفاق مع تيلرسون في عدم الموافقة على ارسال حزب الله مقاتلين منه الى سوريا، لكن الرئيس سعد الحريري كان واقعيا في شرح ان سحب حزب الله من سوريا امر يأخذ وقتا وان حزب الله تجاوب مع المطالب التي قدمها الرئيس سعد الحريري وعلى اساسها تراجع عن الاستقالة، بعد ان وقع وزراء حزب الله على الشروط الاربعة التي وضعها الرئيس الحريري للتراجع عن الاستقالة واهمها النأي في النفس، كذلك اشتراك حزب الله ديموقراطيا في الانتخابات النيابية وعدم ظهور اي سلاح له، وبالتالي لم يستطع وزير الخارجية الاميركي النفاذ الى حصول تفرقة بين موقف الحكم في لبنان وبين موقف حزب الله، حتى ان السفير ساترفيلد عرض مباشرة على قياديين بأن اميركا ستدعم لبنان في مؤتمرات دولية عسكريا واقتصاديا وماليا وتعيد علاقاته مع الخليج لتلقي الدعم المالي والاقتصادي شرط ابتعاد الدولة عن حزب الله لكن لم تستطع واشنطن الحصول على ذلك. 


خطابات نصر الله ايجابية 


والسبب يعود اولا الى قناعة المسؤولين اللبنانيين في عدم امكانية التفرقة او ابعاد حزب الله عن منظومة الحكم البرلماني والحكومي في لبنان، ولكن الاهم ان حزب الله يلعب دورا سياسيا ببراعة كاملة عبر سماحة السيد حسن نصرالله الذي يقود حملة اعلامية عبر خطابات كلها ايجابية لا تسمح للولايات المتحدة ولا لدول الخليج بالنفاذ الى التفرقة بين الموقف الرسمي اللبناني وبين حزب الله. كما ان حزب الله ابدى ايجابيات كبيرة في الشهرين الماضيين عبر مواقف اعلنها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وادت الى ترسيخ الاستقرار السياسي في لبنان خاصة انه عندما حصل خلاف شيعي بين حركة امل مع موارنة في التيار الوطني الحر وكاد الامر يصل عبر الحملات الاعلامية ومواكب دراجات واطلاق رصاص الى شبه حرب اهلية شيعية ـ مسيحية، فقام السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله بحل المشكلة فورا واعادة الاستقرار السياسي والامني الى الساحة اللبنانية، لا بل استطاع تأمين اعادة جو ثقة وفرض جو من التعاون بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي من خلال تحالف حزب الله مع حركة امل استراتيجيا، ومن خلال ثقة ودعم وتحالف حزب الله مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذين يضعون كل الثقة فيه من قبل قيادة حزب الله وبالتحديد عبر شخص سماحة السيد حسن نصرالله.


الان ماذا سيحصل؟


الذي سيحصل ان هنالك فترة انتظار لمدة شهر او شهر ونصف يعود بعدها المسؤولون الاميركيون وتعود واشنطن الى التدخل مباشرة في موضوع حائط الاسمنت ونقاط التحفظ اللبناني وكيفية حل مشكلة السيادة على تلك النقاط سواء كانت اسرائيلية ام لبنانية، كذلك رسم حدود المياه الاقليمية بين لبنان واسرائيل. 


ساترفيلد لعب دوراً سيئاً 


ويبدو في المشهد ان السفير ساترفيلد لعب دورا سيئا للغاية لكنه فشل فشلا ذريعا. اما وزير الخارجية الاميركي تيلرسون وهو في اعلى منصب قرب الرئيس الاميركي دونالد ترامب وهو اول وزير خارجية اميركي يزور لبنان منذ 4 سنوات فهم الوضع اللبناني من المسؤولين الرسميين وفهمه من معاونه ساترفيلد في شأن مواقف الفاعليات والاحزاب السياسية اللبنانية. وشعر ان الشعب اللبناني موحد في شأن ثروته النفطية وسيادته على ارضه البرية، وشعر ان الرؤساء الثلاثة الذين يمثلون اكبر الطوائف في لبنان الثلاث وهم الموارنة والشيعة والسنّة، اضافة الى ان كامل الطوائف على كل مشاربها صاحبة موقف واحد في شأن السيادة، وان كانت تختلف في شأن سلاح حزب الله ومنها من يتفق مع اميركا في هذا المجال، لكن موضوع سلاح حزب الله لم يكن مطروحا في جولة وزير الخارجية الاميركي تيلرسون، بل كان الموضوع الرئيسي المطروح هو اقامة اسرائيل للجدار الاسمنتي، واعلان اسرائيل حقها في المربع رقم 9 وان المشاركة لها هي 40 في المئة وان وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان يقول ان لم نحصل على الـ 40 في المئة فلا تنقيب ولا غاز في مياه لبنان في المربع رقم 9. ولذلك عاد وزير الخارجية الاميركي متشائماً لان موقف لبنان رسميا وحزبيا وشعبيا موحد في شأن السيادة البرية والبحرية، وان الخلاف هو ليس مع المقاومة وحزب الله وان واشنطن لم تستطع التفرقة بين الدولة اللبنانية والطلب اليها بتخفيف دور حزب الله في لبنان.


وهكذا علينا انتظار شهر او شهرين كي تتبلور الصورة الاميركية مجددا على صعيد الوضع بين لبنان واسرائيل في حين ان واشنطن قد تكون تنتظر تطورات في سوريا تؤثر على الوضع بين لبنان واسرائيل في شكل او في آخر.