1.jpg
1.jpg

توقعات بتصعيد العمليات في الضفة خلال المرحلة المقبلة

خاص الجديد الفلسطيني- عبدالله عبيد

عُثر صباح اليوم الخميس على  جثة جندي إسرائيلي خطف وتم قتله بعد ذلك طعناً بالسكين في منطقة غوش عتصيون جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، الأمر الذي وصفه الاحتلال بحدث أمني خطير، حيثُ ‫تجري قوات الاحتلال وشرطته عمليات تمشيط واسعة النطاق في المنطقة في أعقاب العثور على جثة الجندي.

وأعلن المتحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي "أفيخاي ادرعي"أنَّه تم العثور صباح اليوم على جثة جندي (18) عامًا، وكان في المرحلة الأولى من التجنيد في مسار خاص للمتدينين وذلك في محيط مستوطنة "غوش عتصيون" المقامة على أراضي المواطنين في منطقة بيت لحم.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، علّق على العملية عبر (تويتر) بالقول: "أبلغنا هذا الصباح عن هجوم طعن مروع، تسعى قوات الأمن الآن للقبض على المنفذ وتصفية الحساب معه".

فيما قال أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا": إن مقتل الجندي الإسرائيلي صباح اليوم الخميس، هو نتاج السياسة الضعيفة لحكومة نتنياهو، أمام حماس وشراء الهدوء بالمال.

ودعا ليبرمان، وزراء وأعضاء كنيست لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ردًا على مقتل الجندي الإسرائيلي طعنًا.

تصاعد العمليات

أبعاد عديدة ودلالات كثيرة تحملها عملية مقتل الجندي الإسرائيلي، خصوصاً وأن الإجراءات الإسرائيلية تزداد يوماً بعد آخر ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، الأمر الذي جعل خبراء في الشأن الإسرائيلي يرون أن هذه العملية نتاج للإجراءات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.

ليؤكد الخبير بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي أن ظروف الضفة الغربية بدأت تذهب نحو التصعيد بشكل أو بآخر، مشيراً إلى أن هناك أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية سببها الاجراءات الإسرائيلية الخانقة.

وتوقع الهندي خلال حديثه لـ"الجديد الفلسطيني" ان تتصاعد العمليات في الضفة الغربية سواء كانت فردية وجماعية وربما فصائلية، مرجعاً سبب تصاعدها إلى الأزمات التي سببها الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي كل فعل له ردة فعل.

وأضاف أن" الاوضاع في الضفة غير مريحة بالنسبة للفلسطينيين، فالأزمة الاقتصادية الطاحنة الذي تمر بها الضفة وقطاع غزة ستدفع نحو مزيداً من التصعيد"، مستبعداً في الوقت ذاته التفاصيل التي نشرها جهاز الشاباك الإسرائيلي بأن تكون هذه العملية لأسر الجندي.

وتابع المحلل بالشأن الإسرائيلي "من الصعب أسر جندي إسرائيلي في الضفة والنجاح في الحفاظ فيه لأن التجارب في الضفة لم تنجح في أسر الجنود الإسرائيليين".

وكان جهاز "الشاباك" الإسرائيلي قد زعم أن الهدف الرئيسي من عملية "غوش عتصيون" أسر الجندي وليس قتله للمساومة على أسرى فلسطينيين.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن "الشاباك" أن الجندي "الإسرائيلي" الذي عثر عليه مقتولاً "بغوش عتصيون" يشتبه بأن ركب سيارة مارة وحاول ركابها بداية الأمر أسره ولكن تم قتله، بعد أن تعقدت الأمور بين أيديهم، مضيفةً أن منفذ العملية خطف الجندي من مكان وقتله في مكان آخر، ومن ثم رماه في مكان ثالث.

الاستيطان سبباً

في السياق، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي، عمر جعارة أن الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والاستيطان هو المسؤول عن هذه الأحداث وهذه العمليات، مؤكداً أ الذي يؤجج هذا الصراع هي الحركة الصهيونية والإسرائيلية.

وقال جعارة لـ"الجديد الفلسطيني": يقول عضو في الكنيست الإسرائيلي إن مقتل هذا الشاب وطعنه بسبب أنه يهودي، لكن حقيقة اليهودية ليست سببا للقتل مطلقاً إنما الاستيطان هو سبب لقتل الفلسطيني واليهودي".

وأضاف " الاستيطان الذي يسيطر على 62% من مساحة الضفة الغربية هو صلب المشكلة"، موضحاً أن المشكلة أن هذه أراضي محتلة عام الـ67 ويرفض الإسرائيلي ذلك، ولذلك يذهب ضحية هذا الموقف المتعنت من الحكومة الفلسطينية من اليهود والفلسطينيين.

وبحسب جعارة فمن المحتمل أن تكون العملية جنائية، لافتاً إلى وزير الامن الإسرائيلي أردان صرّح في الكثير من المرات عن وقوع عمليات وطنية على خلفية الصراع وتبيّن بعد ذلك أنها حادث سير أو عملية جنائية.

وتابع إن "الإسرائيلي ابتدع في اعلامه أن العملية حادث خطف انتهت بالطعن، لكن القناة ريشت بيت استبعدت قضية الخطف واثبتت أنها عملية الطعن"، مشيراً إلى أن الاعلام العبري يحاول اثبات أنها عملية فردية.

وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد بارك هذه العملية، وأكدت أنها تحمل رسائل مهمة في ظل إضراب الأسرى المعتقلين إدارياً في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".

واعتبر داوود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي للحركة في تصريح لـ"إذاعة القدس " أن العملية رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال بحق شعبنا، والتي كان آخرها عمليات الهدم في "واد الحمص" بالقدس المحتلة.

وشدد شهاب، على أن طبيعة العملية تدلل على أنها أنموذج جديد ورسالة في أكثر من اتجاه، تدلل على حيوية الشعب الفلسطيني وقدرته على الفعل ورده.