img.jpeg
img.jpeg

عبد الرحمن .. يحب الحياة ويردد “ الله يشفيني “

 

تقرير تسنيم ابو محسن 

على ذلك الكرسي أمام بيته في حارة زعرب برفح , يجلس عبد الرحمن برهوم – 16 عام – المريض بفشل كلوي ليرّوح عن نفسه ويلعب مع أقرانه , بعد عودته من عملية الغسل الصناعي المتكرر بمستشفى الرنتيسي بغزة ثلاثة أيام بالأسبوع , معاناته ومعاناة الكثير من المرضى مثله ليست كمعاناة أحد , ينهكهم ذلك الجهاز الذي سحب دماءهم , في عملية فلترة وتصفية للدم.
 
في مشهد يصفه عبد الرحمن , سرر مصفوفة بجانب بعض داخل المشفى وأطباء كُثر وأدوات طبية مختلفة , وجهاز سحب الدم كل هذا المشهد يخيفه .

خلف صوته المخنوق المملوء بالألم ابتسامة و يردد دائماً " الله يشفيني ".

عبد الرحمن يحب الحياة مبدع في التصميم على برنامج الفوتوشوب ويحب الرسم ومتفوق في دراسته , حيث حصل على معدل جيد جدا بالصف العاشر .

يقول " عمري كان أربعة أشهر , أصابني حمى شوكية ولكن الأطباء لم يشخصوا حالتي بالشكل الصحيح فبعد ذلك تأثر جسمي  "

يضيف " عندما أصبح عمري عشر سنوات لم يكن جسمي مناسب لعمري , فجسمي عمره خمس سنوات , فبعد ذلك اكتشف الأطباء عيب خُلقي بأن كليتي صغيرة وجسمي لا يزداد بالشكل الطبيعي " .

عن طريقة اكتشافه لمرضه يقول " كنت في مدرستي وهناك طفل أوقعني , فلم أعيره اهتمام , فبدأت عندي المضاعفات مساءً , ولم استطع التنفس فكانت نسبة دمي منخفضة جدا فتم تشخيص حالتي بأن لدي فشل كلوي وعلاجه فقط زراعة الكلية ".

يضيف " جاء وفد بريطاني إلى قطاع غزة وتم اختياري لزراعة الكلية ولكن المشكلة في أن أمي وأبي لا تتطابق فصيلة دمهم معي " .

وحسب القانون الفلسطيني يجب أن يكون المتبرع من ذوي القرابة من الدرجة الأولى وإلا تسمى تجارة أعضاء .

عن حال أسرته فأصبح وضع عائلته سيء لما يتمثل من مصاريف للعلاج ونقله ثلاثة مرات أسبوعيا من مدينة رفح إلى المشفى في مدينة غزة للقيام بعملية غسيل الكلى .
 

من أصعب المواقف التي مر بها هو قيامه في شهرين بعشر عمليات , وقيام بعض الأطباء بإنشاء عمليات بطريقة خاطئة وإعادتهم لها فأنهكه ذلك وتعب كما يقول .

يتابع حديثه " أشكر أهلي على تعبهم معي فليس أنا من يتعب من غسيل الكلى ".

يداوم عبد الرحمن قراءة القرآن وعلى الصلاة في المسجد ولكن بعد أن توقف عن المشي أصبح لا يذهب للمسجد إلا في ليلة القدر , يتمنى بأن يحصل على كرسي متحرك ليستطيع الانتقال من مكان لأخر بحرية , ويعيش أجواء الفرح في مدينته .

يردد دائماً " نفسي ربنا يشفيني وأمشي وأشرب كميات كبيرة من الماء " .