68717915_2897822217110384_685999941817991168_n.jpg
68717915_2897822217110384_685999941817991168_n.jpg

من بيت عزاء الشهيد تامر السلطان..العائلة تنفي التقرير المتداول وتكشف حيثيات الوفاة

خاص الجديد الفلسطيني

ريما السويسي

في منطقة التوام شمال قطاع غزة نصب لليوم الأول بيت عزاء شهيد الغربة الناشط والصيدلاني تامر السلطان الذي وقع خبر وفاته على عائلته كالصاعقة ،خاصةً وأنه كان قد غادر القطاع منذ أربعة أشهر بعد اعتقاله عشرات المرات من قبل الأمن في غزة ،وتعرضه لشتى أنواع التعذيب في سجون حركة حماس في القطاع.

ضجة كبيرة عمّت مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه الفاجعة الغامضة،في ضوء الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة و التي باتت تدفع الشباب لمغادرة القطاع و سلوك طرق الهجرة في ظروف تنطوي على كثير من المخاطرة .

وبعد تضارب الأنباء حول الأسباب الواضحة التي أدت لوفاة تامر السلطان (38 عاماً) خلال محاولته الهجرة إلى أوروبا ،توجهت مراسلة "الجديد الفلسطيني" لبيت العزاء للوقوف على حيثيات الوفاة وأسبابها.

يروي ساهر السلطان (29 عاماً) الأخ الأصغر للشهيد حكاية شقيقه الذي تعرض للاعتقال والتعذيب عدة مرات لدى أجهزة الامن في غزة :"كان لتامر صيدلية يعمل بها،وفي يوم من الأيام حضرت المباحث وطلبت منه تركيب مجموعة من الكاميرات أمام الصيدلية ولكنه أخبرهم بأن الصيدلية بالأصل ملك للوالد وبالتالي الأمر يعود له فما كان منهم إلا أن حاولوا إجباره على تركيب الكاميرات وحين رفض قاموا باعتقاله وهو ما حدث منذ سنتين،حيث لم يعامل في السجن بما يليق بلقبه وتحصيله العلمي كطبيب صيدلاني ،حيث تعرض للضرب والإهانة".

ويضيف شقيق الشهيد:"في البداية كان تامر من مؤيدي حركة حماس ،لكن بعد هذه الحادثة بدأ يرى تامر الحركة من منظور مختلف،حيث انصرف عن تأييدها،ومن ثم انتمى لحركة فتح وأصبح من مؤيديها".

لماذا هاجر تامر؟

يقول ساهر "في كل فعالية لحركة فتح يشارك فيها تامر يتم اعتقاله في ساعات متأخرة من الليل بحضور عشرات الأشخاص المسلحين والمدججين بالسلاح ومنهم ملثمين وسط حالة من القلق".

"في بداية العام الحالي مع ذكرى انطلاقة حركة فتح تم اعتقال تامر لمدة أسبوع كامل في زنازين حركة حماس قمعاً لمشاركته في فعاليات حركة فتح ،وفي حملة اخترناك المبايعة للرئيس عباس كان تامر فعال بالحملة وبناءً عليه تم اعتقاله مع مجموعة أخرى من الشباب المشاركة"، وفقاً لحديثه.  

بعد تدخل العديد من الفصائل تم الإفراج عن تامر وبقية الشبان ،وفي شهر ابريل وعلى خلفية حراك بدنا نعيش السلمي والذي شارك فيه تامر وأخيه ساهر مع بقية المشاركين تم اعتقال الأخوين بعد أن وصلهما بلاغات للحضور لدى الأجهزة الأمنية.

يقول ساهر "أخبرنا شخص من الأمن الداخلي بأن البلاغات كانت عن طريق الخطأ وأن علينا تسليم أنفسنا كون البلاغات أصبحت صادرة وللأسف كان "فخاً" ومكثنا لدى "الأمن الداخلي" في شمال القطاع وتامر كان يعامل معاملة جداً سيئة بوضع كيس على رأسه أثناء التحقيق والضرب على الأرجل بقسوة وفي غزة تم استقبالنا بالضرب بالهراوات وسط تعالي صراخ المعتقلين جراء التعذيب والتحقيق".

ويضيف "كنت أتعرف إلى أخي أثناء التحقيق من الحذاء كوننا كنا معصوبي العينين ومن شدة الضرب على الأذن أصبحت لدى تامر مشكلة في السمع وألم شديد في الأذن ناهيك عن الضرب والركل بالأرجل والهراوات وهو ملقى على أرضية السجن وفي كل مرة كان يشتكي من ألم الضرب على الأذن كانوا يزيدوه ضرباً عليها ناهيك عن الضرب على الوجه".

"هناك مكان في السجن اسمه الباص وهو مكان لا يعلم قساوته إلا الله ،وبعد الاعتقال الأخير وما شاهده من عذاب هناك، قرر تامر أن يسافر هرباً من ظلم غزة حتى أنا كنت أخطط للسفر أيضاً لكن وضع والدتي هو من جعلني ألغي الفكرة كلياً"، وفقاً لحديثه.

وهكذا سافر تامر في شهر ابريل وكان يعاني مضاعفات ما بعد التعذيب تاركاً زوجته الحامل وثلاثة من الأطفال أصغرهم رضيعة تبلغ من العمر عام ونصف وتلقت العائلة خبر الوفاة أمس الثلاثاء بينما حصلت الوفاة يوم 17 من الشهر الحالي.

تقرير عار عن الصحة ومفبرك  

أما فيما يتعلق بالتقرير المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يعزي سبب الوفاة للإصابة بمرض السرطان يؤكد ساهر "حتى الآن لا نعلم السبب وفيما يتعلق بالتقرير المتداول فنحن ننفي صحة هذا التقرير المفبرك وننفي مزاعم إصابة تامر بالسرطان" ويتساءل "هل السرطان يقضي على الإنسان بين ليلة وضحاها؟!"

يذكر أن هناك روايات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بأن تامر مريض بالسرطان وأنه توفي نتيجة ذلك وهو ما تنفيه العائلة جملةً وتفصيلاً كون العائلة كانت على تواصل يومي مع ابنهم الذي انقطع معه الاتصال يوم الأربعاء الماضي.

هذا وتطالب عائلة السلطان الجهات المعنية أن تحاسب مروجي هذه الإشاعات فيما يتعلق بإصابة تامر بالسرطان فالشهيد غادر غزة دون أن يشكو من أي أمراض أو مشاكل صحية لكنه كان يعاني من مضاعفات ما بعد التعذيب على خلفية المشاركة في فعاليات ذات طابع شعبي حقوقي.

يذكر أن الشهيد وفقاً لما تقوله العائلة خرج من غزة إلى مصر ومن ثم إلى تركيا ومن ثم إلى اليونان ومكث هناك شهر ومن ثم إلى أثينا حيث مكث هناك خمس أيام وبعدها بدأ رحلته التي انتهت في البوسنة.  

وضعه في الغربة  

أحد أصدقاء تامر والذي كان على تواصل معه يقول "أحد الشبان في البوسنة تقابل مع تامر ولديهم روايات مختلفة منها من تتحدث عن لدغة عقرب،لكن لا أحد يعلم السبب الحقيقي وما نعلمه من السفارة هو أن تامر كان يمكث في المستشفى من 15 الشهر الحالي وتوفي يوم 17 والأغلب يقول إنه توفي نتيجة تسمم بينما تقرير المستشفى "المزعوم" يقول انه اشتباه للإصابة بسرطان الدم".

ويضيف "في المستشفى تم التعرف على تامر عبر جواز السفر الخاص به وتم التواصل مع أهله عبر طبيب أردني". 

يذكر أن هذا التقرير بلا أي أختام أو توقيع طبيب وبلا ديباجة مستشفى، الأمر الذي يزيد الأمر غموضاً فيما يتعلق بالسبب الحقيقي للوفاة.  

وعلمت "الجديد الفلسطيني" من مصادر مطلعة أن الرئيس عباس أمر باعتماد تامر شهيداً بالإضافة إلى إعطاء أوامر بالشروع في إجراءات إعادة الجثة ودفنها في غزة ،كما أن السفارة بصدد إرسال طبيب لفحص الجثة حسب كلام السفير الفلسطيني هناك ليتأكد من التحاليل من أجل الوصول لنتيجة الوفاة الرسمية.   

من الجدير ذكره أن الشهيد كان نشيطاً على مواقع التواصل الاجتماعي ومشاركاً فعالاً في حملة خيرية بعنوان "سامح تؤجر" تم إطلاقها قبل أقل من عام في غزة تهدف لجمع تبرعات وتوزيعها على فقراء غزة.  

64686506_365549724017458_2354894748369551360_n.jpg
444888.JPG
69561338_1093494590843532_1743002328350326784_n.jpg
69376156_2368825306667059_5360957215131828224_n.jpg
69353639_377909172900064_3640109586519687168_n.jpg
69009726_511161156321551_7028012023334043648_n.jpg
69117599_2346567242283244_8952595437131399168_n.jpg
68695953_494708127771219_5456564836408229888_n.jpg
68686606_390211021686581_516771431422361600_n.jpg