[vh]hj.jpg
[vh]hj.jpg

دراسة تكشف أسباب كوابيس الأطفال

وكالات-الجديد الفلسطيني

أضحى طفلك البالغ من العمر ثلاث سنوات، الذي اعتاد النوم بهدوء، يستيقظ فجأة كل ليلة ويشتكي من رؤية "الأشرار" أو "الوحوش"، أو "الغرباء" في أحلامه. علاوة على ذلك، تنتابه نوبة هلع وخوف؛ مما يجعله يريد أن يقضي بقية الليل في سريرك. فهل يعد هذا الأمر طبيعيا؟ وهل ينبغي عليك أن تسمح له بذلك؟

وفي مقالها -الذي نشره موقع "شي نووز"- قالت الكاتبة سارة برادلي إن اختصاصية علم النفس لينيل شنيبرغ، ومديرة برامج النوم السلوكية في المركز الطبي للأطفال في كونيتيكت؛ أشارت خلال حوار أجرته مع موقع "شي نووز" إلى أن "الأطفال يبدؤون مشاهدة الكوابيس عند النوم بداية من عمر ثلاث إلى أربع سنوات، ويتواصل ذلك حتى يبلغ عمرهم نحو ثماني سنوات، ويعد ذلك أمرا طبيعيا للغاية".

ووفقا لمؤسسة النوم الوطنية، فإن خيالا خصبا يتطور لدى الأطفال خلال السنوات التي تسبق دخولهم المدرسة؛ مما يؤدي إلى تنامي رؤيتهم الكوابيس أثناء النوم.

وتعد مسألة كيفية التعامل مع مخاوف طفلك من الكوابيس أثناء الليل معقدة بشكل كبير؛ فإذا سمحت لطفلك بالنوم في سريرك فإنك تخاطر بخلق عادة يصعب التخلص منها، لكن إذا أرسلته إلى غرفته فمن المرجح أن يقضي بقية الليل وهو خائف، مما يجبر من في المنزل على الاستيقاظ والاهتمام به.

ما الذي يسبب الكوابيس عند الأطفال؟

بينت الكاتبة أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل طفلك يستيقظ في الليل خائفا بعد رؤيته بعض الكوابيس أثناء نومه، ومنها:

1- مشاهدة برنامج مخيف على شاشة التلفزيون

وفقا لطبيب الأطفال غاري كرامر، فمن المحتمل أن تثير مشاهدة أي نوع من الأفلام المخيفة أو البرامج التلفزيونية أو الصور مشاعر الخوف لدى الأطفال، مما يسبب لهم الكوابيس. وفي السياق ذاته، أفاد مستشار نوم الأطفال جيمي أنجلمان بأن "الأطفال الصغار يعجزون عن فصل الخيال عن الواقع؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم مخاوفهم، ويفسر تساؤلهم عما إذا كانت الوحوش حقيقية".

2- معاناة الأطفال من بعض التوتر خلال النهار

وأفادت الكاتبة بأن انتقال الأسرة مؤخرا إلى منزل جديد أو دخول الطفل لأول مرة المدرسة، ناهيك عن سماعه أصدقاءه وهم يتحدثون عن أمر عنيف ورد في الأخبار، من شأنه أن يجعل الطفل يحلم بالكوابيس أثناء الليل. وحيال هذا، قال أنجلمان إن "الأطفال الصغار يرون كوابيس حول الأشياء الخيالية أو الوهمية، ويميل الأطفال الأكبر سنا إلى الحلم بمخاوف أكثر واقعية مثل الحرائق أو اللصوص".

3- عدم حصول الأطفال على قسط كاف من النوم

ذكرت الكاتبة أن الكوابيس تحدث أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة. وفي هذا الصدد، قال كرامر إن "أحد أهم أسباب اضطرابات النوم لدى الأطفال في الليل هو أنهم في الحقيقة لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم العميق؛ فكلما كان طفلك منهكا أكثر من قلة النوم، سواء كان ذلك بسبب ضيق الوقت أو عدم اتباعك نظاما ثابتا أثناء النوم؛ زاد احتمال أن تصبح مرحلة نوم حركة العين السريعة متقطعة ورؤية الكوابيس في منامه".

4- اللعب بأجهزة آيباد قبل النوم

وأكّد كرامر وجود صلة بين الضوء الأزرق الصادر من الشاشات (مثل أجهزة التلفاز أو الأجهزة اللوحية) وإنتاج هرمون الميلاتونين الذي يلعب دورا مهما في النوم. وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين في جامعة هارفارد درسوا آثار الضوء الأزرق على التواتر اليومي، وتبين أن التعرض للضوء الأزرق يثبط عملية إنتاج الميلاتونين.

ما الذي يمكنك فعله؟

بعد أن أصبحت لديك فكرة أفضل عما يمكن أن يسبب لطفلك الكوابيس، تكمن الخطوة التالية في التعرف على كيفية التعامل معه. وفي ما يلي ست طرق من شأنها جعل طفلك ينعم بنوم هادئ:

1- هل ينام الطفل بشكل مستقل؟

أوضحت الكاتبة أنه إذا كان طفلك بحاجة لمساعدتك ليغفو، فربما يعاني من مشاهدة الكوابيس بصفة متكررة. وعندما لا يتمكن الأطفال من النوم بشكل مستقل، يصبحون مرهقين مما يؤدي إلى تقطع نومهم واستيقاظهم في الليل لعدم شعورهم بالأمان. وفي هذا الصدد، قال شنيبرغ إن "تعليم طفلك النوم بشكل مستقل ليلا يمكن أن يقلل مراودة الكوابيس له".

2- ساعدهم على الشعور بالأمان

وأضافت الكاتبة أنه إذا كان طفلك يرغب في النوم بجانبك في سريرك بعد رؤيته كابوسا أثناء النوم، فذلك يعني أنه لا يشعر بأن سريره مكان آمن. ووفقا لشنيبرغ، فهناك بعض الحلول لتفادي هذه المشكلة، حيث يمكنك وضع ضوء خافت بالقرب من سريره وبعض الأشياء الهادئة والمريحة (مثل كتاب أو لوحة رسم) لتشجيعه على التخلص من قلقه قبل العودة إلى النوم.

3- ذكرهم بأن الأحلام ليست حقيقية

بينت الكاتبة أنه في حال أراد طفلك التحدث حول كوابيسه معك، فيمكن أن تكون تلك المحادثة بمثابة أداة رائعة تساعده على العودة إلى الفراش بشكل أسرع. وفي هذا السياق، أفاد أنجلمان بأنه بدل التأكيد لطفلك أن ما رآه مجرد حلم، أوصي بالتعاطف مع شعوره بالخوف، لكن مع توضيح بعض الحقائق من خلال قول "لا يوجد رجل مخيف في غرفتك".

4- تأكد من تنظيم توقيت نومه

نظرا لأن الحرمان من النوم يؤدي إلى ظهور اضطرابات ورؤية كوابيس بصفة متكررة، أورد كرامر أن "إحدى أفضل الطرق لمعالجة الكوابيس هي وضع نظام ثابت ومنطقي لنوم طفلك، ناهيك عن وقت الاسترخاء بعد القيام بالأنشطة والواجبات المنزلية وتناول العشاء ومشاهدة التلفزيون".

5- وضع حدود

وأضاف شنيبرغ أنه إذا كانت الكوابيس تراود طفلك بشكل مكثف، ووجدت أن جلب طفلك إلى غرفتك هو الشيء الوحيد الذي ينجح في التهدئة من روعه، يجب عليك وضع بعض القواعد حول كيفية وتوقيت السماح له بذلك". وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأطفال يستخدمون الكوابيس كحجة للدخول إلى غرفة نوم آبائهم، الأمر الذي لا ينبغي أن يشجع عليه الوالدان.

6- امنحهم أدوات للتغلب على القلق

قال أنجلمان إن "ممارسة تمارين الاسترخاء ومهارات التعامل مع القلق العام، التي يمكن أن تستخدم عند رؤية بعض الكوابيس المخيفة في الليل بطرق مناسبة للعمر، يمكن أن تكون جزءا من روتين ما قبل النوم لمساعدة طفلك على الاسترخاء والخلود للنوم. ويمكنك تدريبهم على ذلك من خلال كتب المهارات الاجتماعية أو التأمل الملائمة للأطفال".

وذكرت الكاتبة أنه رغم أن الكوابيس تعد مرحلة طبيعية تماما لنمو الطفل، فإن هناك أنواعا أخرى من اضطرابات النوم الشائعة لدى الأطفال. وفي هذا الإطار، أفاد كرامر بأن "هلع النوم -على سبيل المثال- يختلف عن الكوابيس، فهو يحدث في وقت مبكر من المساء، أثناء نوم حركة العين غير السريعة وغالبا يكون ناتجا عن الإجهاد".

ووفقا لمؤسسة النوم الطبيعية، فإن معظم الأطفال لا يصابون بهلع النوم، ولكن إذا عجز طفلك عن النوم وقتا طويلا وبصفة مسترسلة، فقد تتأثر صحته العامة. وفي هذه الحالة، يتوجب عليك استشارة طبيب أطفال.