2E8A1974.JPG
2E8A1974.JPG

عرس رياضي فلسطيني مغربي في أكناف القدس

تحولت المباراة التي جمعت نادي الرجاء البيضاوي المغربي، ومستضيفه نادي هلال القدس ضمن البطولة العربية للأندية، مساء الخميس، إلى عرس رياضي حافل، حيث تزين استاد الشهيد فيصل الحسيني في بلدة الرام شمال العاصمة المحتلة القدس، بالأعلام المغربية والفلسطينية، وشجّع الجمهور الفلسطيني الحاضر في المدرجات، لاعبي الفريقين على مدار شوطي المباراة.

اللواء جبريل الرجوب، رئيس اتحاد كرة القدم، الذي حضر المباراة إلى جانب وزير شؤون القدس فادي الهدمي، والسفير المغربي لدى فلسطين محمد الحمزاوي، أكد أن المباراة تحمل بعداً سياسياً ووطنيا، شاكراً الأشقاء المغاربة على تحويلهم هذا الحدث الرياضي إلى رسالة سياسية هامة للعالم.

وأكد أن الجمهور الفلسطيني حضر للمباراة لمؤازرة الفريقين، ولرد الجميل على كرم الضيافة التي استقبلنا به الشعب المغربي الشقيق خلال مباراة الذهاب.

رئيس بعثة نادي الرجاء البيضاوي المغربي عبد السلام حنات، قال: إن وجود الفريق في فلسطين هو عربون محبة وأخوة، ويعكس العلاقات المترابطة بين الشعبين الشقيقين، شاكراً القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على حفاوة الاستقبال والضيافة.

ووجه حنات، رسالة لكل المنتخبات والفرق العربية لزيارة فلسطين واللعب على أرضها لمساعدة الرياضة الفلسطينية على النهوض والتطور، كما شكر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على حسن التنظيم للمباراة، ونادي الهلال المقدسي وجمهوره الذين شجعوا الفريقين طوال المباراة، تماما كما فعل جمهور "الرجاء" والشعب المغربي عندما استضافوا نادي "الهلال" في الرباط.
أما الإعلامي الرياضي الفلسطيني خليل جاد الله، فبارك لفريق الرجاء فوزه في المباراة بهدفين نظيفين، وتأهله للدور القادم في بطولة الأندية العربية، متمنياً التوفيق لفريق هلال القدس في قادم المواعيد.

وقال جاد الله: "شكرا لجماهيرنا التي حضرت وهتفت وغنّت للأشقاء أكثر مما غنت لفريقها. هذا اليوم كان تاريخيا. مشاعر الجماهير لا توصف. وبالنسبة لي: محظوظ من يكسب محبة الجمهور الفلسطيني، سيكسب قلوبا مملوءة بالأمل رغم ما تعيشه من ألم، وعيون ضاحكة بعد الحزن، وصوتا لا يموت.. صوتٌ لا يسكت.. يخرج من القلب، قوياً، صدّاحاً كأنه أجمل وآخر نداءٍ في الوجود".

الجمهور المغربي الذي وصل إلى فلسطين لتشجيع فريقه من المدرجات، أكد أن المباراة شكّلت فرصة له لزيارة فلسطين.

وقال المشجع عبد الله المغربي، الذي حضر الى فلسطين مع زوجته من مكان إقامتهما في فرنسا لتشجيع نادي الرجاء، "إن الشعب المغربي يعشق فلسطين وشعبها"، مؤكداً أن المباراة فرصة له لزيارة فلسطين والتعرف على أهلها عن قرب.

بدوره، عبر المشجع المغربي هشام بن حقي، عن انبهاره بجمال فلسطين وأجواء المباراة، مؤكداً أن هذه زيارته الأولى لفلسطين ولن تكون الأخيرة.

وقال: "سأكون سفيرا لفلسطين في المغرب العربي لأنقل رسالة شعبها وصموده وطيبته وكرم ضيافته"، لافتاً إلى أنه محظوظ بزيارة القدس وبلدتها القديمة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، داعيا جميع العرب لزيارة فلسطين وإسناد أهلها.

أما المشجعة المغربية فاتن السلايمة، المتزوجة والمقيمة في القدس، فقالت إنها تشجع "الرجاء" منذ صغرها، وأن المباراة كانت فرصة لها لأن تشاهد فريقها المفضل يلعب على أرض فلسطين، واصفة نفسها بالمغربية الفلسطينية، تعبيرا على عمق العلاقة التي تربط الشعبين الشقيقين.

ولفتت الى أن العشرات من جماهير "الرجاء" تمكنوا من الدخول بجوازات سفر أوروبية لمساندة فريقهم وزيارة فلسطين.

وكانت سلطات الاحتلال قد أعادت العشرات من الجماهير المغربية الذين وصلوا إلى جسر الملك حسين في الأردن، في محاولة منهم للوصول إلى فلسطين، وتدخلت السفارة المغربية في عمان لتسهيل عودتهم إلى الأردن لغاية رجوعهم إلى المغرب.

هذا وستكون الجماهير الفلسطينية على موعد مع عرس رياضي عربي جديد، عندما يستضيف منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم شقيقه المنتخب السعودي، في الخامس عشر من الجاري، ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.

يذكر أن وصول الفرق والمنتخبات العربية إلى فلسطين واللعب على أرضها، يشكّل دعماً وإسناداً للرياضة والرياضيين الفلسطينيين، وتثبيتاً لحقها في اللعب على أرضها وبين جمهورها كسائر دول العالم، بالإضافة إلى ما تحمله هذه الأحداث الرياضية من رسائل سياسية للعالم، وفرصة لتعريف الوفود الشقيقة والصديقة الزائرة إلى ما يعانيه الرياضي الفلسطيني جراء الاحتلال، خاصة أن الرياضة باتت لغة تجمع شعوب الأرض جميعاً.