بعد اغتيال أبو العطا.. هل نحن أمام حرب مفتوحة؟!

خاص الجديد الفلسطيني- عبدالله عبيد

يرى خبيران بالشأن العسكري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد من عملية اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا قائد سرايا القدس، وعملية استهداف منزل القيادي في الجهاد الإسلامي بسوريا أكرم العجوري تصدير الأزمة، مشددين على أن الأمور الآن أمام سيناريوهات عديدة متوقعة.

وبيّن الخبيران في أحاديث منفصلة لـ"الجديد الفلسطيني" أن كل الاحتمالات مفتوحة الآن، مشيرين إلى أن الرد سيتم اتخاذه من المقاومة الفلسطينية بعد دراسة دقيقة للوضع.

وكان الاحتلال الإسرائيلي أعلن فجر اليوم اغتياله للشهيد بهاء أبو العطا قائد سرايا القدس في المنطقة الشمالية، بعد قصفه لمنزله، الامر الذي أدى لاستشهاده وزوجته واصابة أبنائه.

وبالتزامن مع عملية اغتيال أبو العطا، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن تعرض منزل عضو المكتب السياسي للحركة أكرم العجوري في دمشق لقصف اسرائيلي، فجر اليوم، واستشهاد أحد أبنائه.

وأفادت وكالة "سانا" باستشهاد اثنين وإصابة 6 آخرين جراء استهداف مبنى مجاور للسفارة اللبنانية في دمشق، فجر اليوم، الثلاثاء.

تصدير أزمة

الخبير بالشأن العسكري، اللواء واصف عريقات، أكد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أراد من عملية اغتيال بهاء أبو العطا، واستهداف أكرم العجوري في سوريا تصدير الأزمة.

وقال عريقات في حديثٍ خاص لـ"الجديد الفلسطيني": "إن نتنياهو ورئيس الأركان ورئيس الشاباك اتفقوا على تصدير الأزمة عبر هذا الاغتيال، ويدركون جيداً أن محاولتهم سواء في غزة أو سوريا ستستدرج تصعيداً عسكرياً من المقاومة الفلسطينية"، مشيراً إلى أننا الآن أمام سيناريوهات مفتوحة على جميع الأبواب.

وأضاف: "ربما يكون السيناريو المتدحرج هو الأساس.. ولكن الإسرائيليين يريدونها محدودة والفلسطينيين لا يريدون أن يعطوا الإسرائيليين ما يريدون".

وبين عريقات أن كل الاحتمالات الآن مفتوحة، مستدركاً "لكن هناك ضوابط للتصعيد العسكري سواء كان من الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني لأن هناك تدخل مصري حثيث من أجل عدم التصعيد".

وأوضح أنه لا يمكن الحسم في أي اتجاه ستكون الأمور خلال الساعات القليلة القادمة "وحجم الخسائر الذي يقع هو من يحدد طبيعة السيناريو القادم"، لافتاً إلى أن بيانات المقاومة الفلسطينية حتى الآن تعتبرها حرب مفتوحة.

وبحسب الخبير العسكري فإن هناك حسابات فلسطينية دقيقة، وأن غرفة العمليات المشتركة هي التي تدرس وتقدر الموقف ولن يكون هناك التصعيد الذي يريده نتنياهو.

وتابع " المعارضون لنتنياهو لا يريدون أن يذهب في عدوان واسع لأنهم يدركون جيداً أن هذه المعركة تصدير أزمة، لكنها ستوقع إسرائيل في أزمة وخاصة إذا ما تواصل القصف الفلسطيني إلى عمق فلسطين المحتلة".

وبيّن عريقات أن هناك خبث من نتنياهو في عملية استهدافه لأبو العطافي غزة والعجوري في سوريا، مردفاً أن نتنياهو استهدف الفلسطينيين سواء في غزة أو سوريا، ولم يستهدف الإيرانيين أو السوريين أو حزب الله في سوريا"، مشدداً على أن هذه العملية مدروسة بشكل جيد من نتنياهو ورئيس الشاباك ورئيس الأركان.

وكانت صحيفة معاريف العبرية أعلنت أن مجلس الوزراء السياسي والأمني في دولة الاحتلال (كابينت) سيعقد اجتماعاً في الساعة 09:00 صباحا ،في أعقاب اغتيال القائد العام لسرايا القدس في فلسطين بهاء أبو العطا.

مكاسب سياسية

من جهته، يرى الخبير بالشأن العسكري، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي أن نتنياهو أراد من عملية الاغتيال أن تكون عملية سياسية وليست عملية عسكرية، مشيراً إلى أن نتنياهو يجعل من الدم الفلسطيني مكاسب سياسية له.

ووفق حديث الشرقاوي لـ"الجديد الفلسطيني"، فإن هناك العديد من السيناريوهات المتوقعة الآن بعد عمليتي الاغتيال لأبو العطا والعجوري، موضحاً أن إسرائيل تقول في تقاريرها أنها جاهزة لعملية عسكرية ضد قطاع غزة.

وتابع: " في حال أقدمت إسرائيل على هذه الحماقة ستستهدف المقاومة الفلسطينية في غزة جنودهم وآلياتهم وسيّفعل المقاومة بشكل كبير"، مطالباً فصائل المقاومة أن تستفيد من الدروس السابقة بأنه لا جدوى من أي حرب لا تمس اللحم الحي الإسرائيلي أي "الجبهة الداخلية".

وبيّن الشرقاوي أن احتمالات الحرب واردة، ولكن إذا اكتفت المقاومة الفلسطينية بقصف نوعي أعتقد أنها ستستجيب للضغوطات المصرية وستوقف المعركة.