سماعات ذكية لإنقاذ حياة "زومبي الهواتف"

باتت الحوادث المرتبطة بـ"زومبي الهواتف الذكية"، شائعة بكثرة، حيث أن أعداد المستخدمين الذين يضعون سماعات الهواتف على آذانهم ويسيرون بين الناس غير مبالين بمن حولهم، وغافلين عن الأخطار المحدقة بهم، في ارتفاع، الأمر الذي جعل كثيرين يفكرون بحل يحمي هؤلاء من الأخطار المحدقة بهم.

وأصبح "زومبي الهواتف الذكية" يمثلون "لعنة" وخصوصا في المدن الكبيرة، حيث يرتطمون بأعمدة الكهرباء وبالناس، ويسقطون هنا ويقعون هناك، وربما ينزلقون على السلالم والأدراج، وغالبا ما يسهون أثناء قطع الشارع، فيتسببون بحوادث خطيرة.

وفي محاولة منهم لحماية "زومبي الهواتف الذكية"، الذين يضعون السماعات للاستماع لموسيقى ما ويتواصلون مع نظرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية وغيرها، توصل العلماء في جامعة كولومبيا، مؤخرا، إلى طريقة لحماية هؤلاء من أخطار حركة المرور المحدقة بهم.

فقد قام فريق بحث، بقيادة الأستاذ في جامعة كولومبيا فريد جيانغ، بتطوير سماعات قادرة على فك رموز مئات الأصوات في الشوارع لتحذير المشاة من خطر وشيك.

وطور جيانغ هذه التكنولوجيا لتقليل عدد وفيات المشاة الناجمة عن "انشغال" مستخدمي الهواتف الذكية ممن يضعون السماعات على آذانهم ويستمعون أو يركزون على شاشات هواتفهم الذكية أو يتبادلون الرسائل النصية أثناء المشي.

وتحتوي سماعات الرأس هذه على ميكروفونات مصغرة للكشف عن اقتراب المركبات، وفقا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.

ويعمل المعالج داخل الميكروفونات المصغرة على تحديد الأصوات التي تشكل تهديدا، فإذا كان الخطر قريبا بما فيه الكفاية، فإنه يرسل تنبيها صوتيا لاتخاذ الإجراء المناسب.

ووفقا لتقارير، فإن فريق البحث الجامعي يختبر سماعات الرأس في شوارع نيويورك حاليا.

وقال جيانغ إن هدفه هو تطوير نموذج أولي لسماعات الرأس الذكية في جامعة كولومبيا، ومن ثم بيع التكنولوجيا لشركة تجارية.

وأضاف موضحا: "نأمل أن يتم تسويق التكنولوجيا وإنتاجها بشكل تجاري بطريقة تساعد المدن على الحد من وفيات المشاة".

يشار إلى أن حالات "التراسل أثناء المشي" آخذة في الارتفاع على مستوى العالم، ففي بريطانيا، وجد استطلاع حديث أن 43 في المئة من الشباب ارتطموا واصطدموا بشيء أو شخص ما أثناء تفحص أو الانشغال بشاشات هواتفهم الذكية.

وأصبحت مشكلة "التراسل أثناء المشي" أحدث مشاكل المدن المعاصرة، ففي أنتويرب ببلجيكا، تم توفير "ممرات" خاصة للمشاة الذين أدمنوا التراسل النصي أثناء المشي، بحيث لا يتسببوا بإرباك حركة المرور.

ومن جانبها بدأت الصين في فصل ممرات المشاة بتحديد ممرات خاصة لأولئك الذين يستخدمون هواتفهم.