بين "بوست الفلفل" و "فيديو الكمامة".."كورونا" قد تطيح بمحافظي غزة

خاص الجديد الفلسطيني

حالة من الاستياء تنتاب المواطنين في قطاع غزة ،مؤخراً،تجاه سلوك بعض المحافظين في ظل الأزمة التي تواجهها البلاد،عبروا عنها بقوة وبشكل واضح عبر منصات التواصل الاجتماعي،و وصلت تداعياتها إلى حد مطالبتهم الرئيس محمود عباس بإقالة بعض المحافظين .

بدأت الأزمة بتصريحات أطلقها محافظ غزة، ابراهيم أبو النجا ،يوم الجمعة الماضي،حول فيروس "كورونا" ،عندما كتب على صفحته على موقع "فيسبوك" أن علاج جائحة كورونا، يتلخص في الفلفل والليمون،قبل أن يستدرك المحافظ ويعلن بعد عدة دقائق أن صفحته تعرضت للاختراق في خطوة اعتبرت غير مقنعة بالنسبة للكثيرين.

وتحت عنوان "لايفل الحديد إلا الحديد" أوصى محافظ غزة باستخدام عشرة قرون فلفل من النوع الحار جداً، وثلاث حبات ليمون، وغسلها  جيداً وتقطيعها ووضعها في خلاط حتي تذوب تماماً، ثم يتم تناول ملعقتان صباحاً وملعفتان وسط النهار وملعقتان ليلا لمدة يومين؛ لعلاج كورونا.

ولم تلبث ان تهدأ زوبعة أبو النجا ،حتى أطل محافظ شمال غزة اللواء صلاح أبو وردة في مقطع مقصور تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي ضمن فعاليات طبية نظمتها جمعية الفلاح الخيرية في منطقة السوق بجباليا،أثارت ضجة عارمة و وصفت بأنها مخالفة لكافة المعايير الصحية وتدابير الوقاية تجاه الجائحة التي تمر بها البلاد.

وظهر أبو وردة في فيديو وهو يرتدي كمامة طبية أساء استخدامها بشكل بالغ ، كما أشاد بأداء الجمعية ودورها ،قبل وقت قصير من إصدار وزارتي الصحة والداخلية في القطاع قراراً بإنذار الجمعية و وقف فعالياتها،نظراً لإقامتها فعالية طبية غير مصرح بها،من خلال تنظيم حملة تعقيم وقياس الحرارة للمواطنين وسط السوق وهو ما أدى إلى تزاحم أعداد كبيرة من الناس،وعرض حياتهم للخطر.

هذه الفوضى وعدم الجدية من قبل المحافظين في التعاطي مع الأزمة ، أثار غضب شريحة واسعة من المواطنين ، وبخاصة الشباب الذين طالبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الرئيس محمود عباس باتخاذ قرارات حازمة بشأن ما وصف بـ"استهتار" بعض المحافظين في غزة،مع عقد الكثير من المقارنات بين الدور الفاعل والجوهري للمحافظين في مناطق الضفة تجاه احتواء الازمة. 

 محافظ غزة ابراهيم أبو النجا قال لـ"الجديد الفلسطيني": "نحن ملتزمون بما صدر عن السيد الرئيس وعن قرارات حكومة الدكتور محمد اشتية في متابعة أمور المواطنين والحفاظ على صحتهم وسلامتهم".

وأضاف أبو النجا،أننا قمنا بالإشراف على تشكيل لجنة تسمى "اللجنة الاستشارية" وهي عبارة عن لجنة مشكلة من وزارة الصحة بإيعاز من د.مي كيلة ومحافظين القطاع لمواجهة انتشار فيروس "كورونا".

واعتبر أبو النجا أنه "قد يكون هناك زلات غير مقصود منها مخالفة القرارات والتعليمات بقدر ما هي اجتهاد مقصود منه نصح المواطنين بالالتزام بالتعليمات ".

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض أكد أن المحافظ الذي يمثل أعلى سلطة سياسية في البلد أخطأ خطأ كبيرًا وأن أي مسؤول يقوم بهذا الدور وبهذا الشكل دون أن يراعي تعليمات الجهات المختصة كوزارة الصحة وغيرها هو مخطئ.

وأوضح العوض  لـ"الجديد الفلسطيني" أن أي محافظ أو أي مسؤول يتعامل مع المسألة بهذا الشكل "البروبوغاندي" وبهذه البساطة سواء كان محافظ أو مسؤول صحي أو أمني يعتبر أمراً معيباً يجب أن يتوقف ،ويجب التعاطي مع ما بعد الجائحة غير عما قبل انتشار الوباء في كافة مناحي الحياة.

من جهته،قال أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة، محمود الزق أن تسجيل اصابتين في القطاع، يحتاج إلى تكاتف أكثر من الكل الوطني، من أجل مواجهته والوقاية منه والعمل الجاد للحد من انتشاره، خصوصا وأن القطاع لا يحتمل أي كوارث في الأزمات التي يعيشها.

ولفت إلى أن المطلوب فعليًا هو العمل الجاد من أجل إحداث تكافل اجتماعي، منوهًا إلى أن العديد من العمال تم تسريحهم من أماكن عملهم للوقاية من انتشار الفيروس، وهم باتوا بأمس الحاجة إلى تعويضهم ماديًا ورفدهم بالمساعدات لتعزيز صمودهم وتوفير لقمة عيشهم.

بدوره،اعتبر الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة حماس، د.ابراهيم المدهون أن ما قامت به حركة حماس من تعيين محافظين في قطاع غزة، جاء لسد الفراغ الذي تركته السلطة الفلسطينية، بما يضمن سير العمل في هذه الظروف الصعبة نتيجة انتشار وباء كورونا حول العالم، وبعد تسجيل حالتين في قطاع غزة.

وأشار المدهون خلال حديثه لـ"الجديد الفلسطيني" إلى أن حماس حرصت منذ البداية على فرض المزيد من الاجراءات للوقاية والحد من انتشار الوباء العالمي، "فيروس كورونا"، وللمساعدة في تقديم الخدمات بشكل أفضل للمواطنين من خلال تعزيز الادارة الذاتية غير المعتمدة على الانقسام حفاظا على الشعب الفلسطيني.

ونبه إلى أن خطوة تعيين محافظين جدد من قبل حركة حماس في قطاع غزة، جاءت بعد قصور واضح من المحافظين المكلفين من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية في احتواء المشاكل وادارة الأزمات.

ورأى أن تصريحات محافظ غزة، ابراهيم أبو النجا، بخصوص التعامل مع فيروس كورونا، غير مسؤولة، و"سقطة"، آملا ألا تكون هي الطريقة التي تتعامل فيها السلطة الفلسطينية مع مواجهة المشكلات وادارة الأزمات.

وقال، "لاشك أن تصريحات محافظ غزة إبراهيم أبو النجا، تضر بصورة السلطة وتُظهر مدى قصورها"، داعيا إلى أن يتم مراجعته من قبل الرئيس محمود عباس، معتبرا أن مثل هذه التصريحات لا تليق بشعبنا ولا بوعيه، بل تأتي بنتائج عكسية وسلبية وتعكس الاستهانة بمواجهة المشاكل وادارة الأزمات ولا تضع حلولا بل تفاقم المشكلات.

وأصدرت حركة حماس مؤخرا عدة تعيينات لـ"محافظين بالإنابة" في قطاع غزة،بالإضافة إلى مجالس بلدية قالت أنه تم انتخابها من قبل بعض "النخب" في محافظات القطاع.

وتأتي هذه التعيينات في ظل عدم اعتراف الحركة ، التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007، بمراسيم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي يتم بموجبها تعيين المحافظين في القطاع، والتي تعتبرها حماس مراسيم غير دستورية.

 

3911076280.jpg