ما السبب وراء اعتبار ألمانيا أفضل من تصدى لـ "كورونا"في أوروبا؟

تعتبر ألمانيا من أنجح الدول في العالم بمواجهة وباء (كورونا) المستجد، حيث أنه وفق لغة الأرقام والاحصائيات بمعدل الشفاء، تفوقت على الولايات المتحدة، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا.

وسجلت ألمانيا إلى عصر السبت 4 نيسان/ أبريل 2020 تعافي 24,575 من أصل 91,589 إصابة، فيما الولايات المتحدة سجلت تعافي 12,283، من أصل 277,607 إصابة، بينما إيطاليا سجلت شفاء 19,758 من أصل 119,827.


وبالنسبة للوفيات فإن ألمانيا سجلت 1,293 فقط، مقارنة بإيطاليا 14,681 وفاة، وإسبانيا التي توفي فيها 11,744، وكذلك الولايات المتحدة التي سجلت 7,406، وفرنسا 6,507 حالة وفاة.

و وفق (سكاي نيوز) يتدافع الخبراء لمعرفة سبب وجود أكثر من 91,589 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا، أي أنها خامس دولة عالميا من حيث عدد الإصابات، فيما عدد الوفيات أقل بكثير من الدول الأخرى.

وتم تسجيل نحو 1,293 حالة وفاة فقط بسبب فيروس كورونا في ألمانيا، وهذا يمثل نسبة بسيطة جدًا من إجمالي الإصابات المؤكدة، وهي نسبة أعلى من الوفيات بالإنفلونزا الموسمية، لكنها أقل بكثير من معدل الوفيات المرتفع في إيطاليا الذي يصل إلى أكثر من 10%.

وتضيف الشبكة، أنه لا توجد دولة كبرى أو متقدمة أخرى تقترب من ألمانيا، وبالمقارنة، سجلت الولايات المتحدة 277,607 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس.

ورغم أن الأمر لا يزال مبكرا لوضع نظريات، فإن لدى بعض الخبراء عددا من الاحتمالات حول هذا الوضع في ألمانيا، لكنهم يتوخون الحذر بشأن التعامل مع الأمر كمثال لأنه لا يزال من المرجح أن يكون الوباء في مراحله المبكرة.

المعروف أن نسبة إصابات الأفراد مقابل إجمالي عدد السكان في ألمانيا، التي يبلغ عدد سكانها 82 مليون نسمة، تزيد كثرا على معدلات الإصابة في إيران وإسبانيا والولايات المتحدة.

لكن بخلاف دول أخرى مثل إيطاليا وبريطانيا وأنحاء كثيرة من الولايات المتحدة، لم تتوقف الحياة اليومية، رغم حظر التجمعات العامة لأكثر من شخصين، وجاءت نتائج اختبار المستشارة أنغيلا ميركل سلبية بعد أن عزلت نفسها في انتظار نتائج أخرى بعد إصابة أحد أطبائها بفيروس كورونا.

ومن الواضح أن ألمانيا مجهزة بشكل أفضل من معظم البلدان عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية، إذ لديها 28 ألف سرير للعناية المركزة، وهو أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي، كما أنها لم تتعرض للوباء في وقت مبكر مثل إيطاليا وأماكن أخرى، وبالتالي فقد كان لديها الوقت الكافي للاستعداد.

لكن العديد من الخبراء يعتقدون أن السبب الرئيسي وراء معدل الوفيات المنخفض نسبيا هو العدد الكبير من الاختبارات التي تمكنت من إجرائها، وفقا لما ذكره موقع "أن بي سي نيوز" الإخباري الأميركي.

ورغم أن الحكومة الألمانية لم تنشر أرقاما رسمية، فإنها تقول إن لديها القدرة على اختبار حوالي 160 ألف شخص كل أسبوع.

ووفقا لمدير الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، فإنه بالإضافة إلى المساعدة المحتملة في تحديد انتشار العدوى وإبطاء انتشاره، من المرجح أن تكشف الاختبارات واسعة النطاق عن حالات أكثر اعتدالا لا يتم تسجيلها في بلدان أخرى.

وقال رايان في مؤتمر صحفي سابق: "لديهم (في ألمانيا) عملية اختبار صارمة للغاية. لذا فإن عدد الاختبارات وعدد الحالات المؤكدة ربما يكشف عن حالات أكثر اعتدالا كنسبة من الحالات الإجمالية، وهذا قرار مهم".