الخليج كان وسيبقى عربيا

بقلم/عمر حلمي الغول

في محاولاتها الدؤوبة تواصل الدولة الإيرانية ترسيخ فرسنة الخليج العربي، وإسباغ الصفة الفارسية عليه، حتى انها حددت يوما سنويا يعرف ب"يوم الخليج الفارسي"، والذي يصادف نهاية شهر آذار/ مارس من كل عام. ووفق ما نقلت فضائية "روسيا اليوم" عن الرئيس الإيراني، حسن روحاني بمناسبة الإحتفاء بهذا اليوم، الأربعاء الموافق 29/3/2020 الماضي، قال "الخليج "الفارسي" طريق مائي مهم بالنسبة لإيران، ويتمتع بأهمية خاصة كأحد مراكز الطاقة في العالم، وهو منطقة مهمة وحساسة للغاية."

وأضاف الرسالة التي يريد ترسيخها في الوعي الجمعي للرأي العام العالمي، فقال "أبارك لشعبنا لإن الخليج يحمل إسمه، فهو الخليج الفارسي، وسيبقى فارسياً إلى الأبد." ورئيس ايران ومعه كل أركان النظام الإيراني يعلمون علم اليقين وبالوقائع والحقائق الجيوسياسية، ان الخليج عربيا كان وسيبقى، دون إغفال ان الدولة الإيرانية مشاطئة له، وتقف على جانب منه.

ولكن تقريبا نصف الجزء، الذي يقع عليه الخليج من الجهة الإيرانية، ويصل لحوالي 1000 كليوم متر تتبع لدولة الأحواز العربية المحتلة منذ 1925 على الساحل الشرقي والساحل الشمالي.

ومجمل المساحة الإيرانية على الخليج تصل إلى 2440 كم، في حين تصل مساحة الشواطىء العربية على الخليج العربي إلى 3490 كم وتشاطئه سبع دول عربية مستقلة وذات سيادة، هي: العراق، الكويت، السعودية، قطر،الإمارات وعُمان، وتحيط مياة الخليج بدولة البحرين، بالإضافة لإيران المحتلة للأحواز.

 ليس هذا فحسب، انما إذا نظرنا من زاوية اخرى نلاحظ، أن إيران تحد الخليج من الشمال الشرقي فقط، في حين تحده من الجنوب والجنوب الشرقي كل من سلطنة عُمان والإمارات العربية، وتحده من الغرب والجنوب الغربي كل من المملكة السعودية وقطر، وتقع العراق والكويت على اطرافه الشمالية الغربية. إذا بالحقائق الماثلة على الأرض، وبعيدا عن العواطف والإسقاطات الشخصية أو القومية يكون الخليج عربيا.

وإطلاق التسمية الفارسية جاءت بالصدفة المحضة، التي اطلقها عليه قائد إسطول الإسكندر الأكبر، نياخوس عام 325 ق.م، لإنه سار بمحاذاة الساحل الفارسي. مع ان الجغرافيين الإيرانيين اسموه خليج العراق في القرن الرابع الهجري.

وهناك تسميات عدة أطلقت تاريخيا على الخليج، منها: بحر أرض الاله، وبحر الشروق الكبير، والبحر الأسفل، والنهر المر، وبحر شروق الشمس الكبير، والبحر الأثيري (الأحمر)، وخليج البصرة، وخليج ميسان نسبة لمملكة ميسان العربية في الأحواز .. إلخ

وبالنتيجة إنحصرت التسمية على الخليج العربي والخليج الفارسي، والأخيرة سعى الغرب الإستعماري لتثبيتها في الوثائق الرسمية والأعلام بهدف تفريغه من بعده العربي، وواصل العرب والمؤسسات التابعة لهم بالإضافة للأمم المتحدة باستخدام اسم الخليج العربي. جرت محاولات توفيقية لإطلاق تسمية الخليج العربي / الفارسي لتجنب الخلاف، وبعضها لجأ لإطلاق تسمية "الخليج الإسلامي".

لكن الموضوع لا يحتاج لمساومة، كما كل البحور والأنهار والخلجان في العالم تفرض الضرورة تسمية الخليج بموقعه الجغرافي، وباسباغ إسم الشعوب القومية المشاطئة له، وهو في ¾ يقع في المحيط العربي، وهذا موجود على الأرض وبالقلم والورقة والحجة العلمية، وليس من باب المناكفة، أو بإستخدام منطق "عنزة ولو طارت"، انما وفق الحقائق والموقع، وعليه الخليج كان وسيبقى عربيا.

والتسمية العربية للخليج لا تعني إلغاء حق إيران في إستخدامه، والإستفادة من وجودها على شواطئه في طرق التجارة أو الملاحة أو الصيد. لكن هذا لا يعطي لا نظام الملالي، ولا أي نظام إيراني الحق، ولا يعطي الغرب وغيره بإطلاق اسم الفارسي عليه، لإنه كان ومازال عربيا. ومواصلة الإدعاء بتسميته بالفارسي، هو إستمرار للنزعات الإستعمارية الإيرانية تجاه دول الخليج العربي والعراق واليمن، بهدف إحتلالها، كما إحتلت دولة الأحواز منذ 95 عاما خلت، وإحتلت الجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى والصغرى وابو موسى) في نوفمبر 1971 تسعى لإحتلال البحرين والكويت، وتدعي أنها تتبع لإراضيها. لكن أحلام وطموحات إيران التاريخية ستبوء بالفشل، ولن تفلح في تحقيق مآربها، لا بل ان الأحواز العربية سيحررها ابناءها في المستقبل، وستبقى عقدة النقص الملازمة لها منذ وصول الإسلام لها قبل ال 1400 عام تقض مضاجعها إلى يوم الدين