صدام بين الحكومة السودانية ومجلس السيادة على خلفية محاولة إقالة وزير الصحة

تمسك مجلس الوزراء السوداني ببقاء وزير الصحة أكرم علي التوم في منصبه، معتبرأ أن إقالة الأخير من صلاحياته وفق الوثيقة الدستورية، ولا شأن لمجلس السيادة في هذا الأمر، فيما نشطت وساطات من شخصيات وطنية وأعضاء في التحالف الحاكم لإصلاح العلاقة بين الطرفين، (مجلس الوزراء والمجلس السيادي)، بعد التراشق الذي حدث بينهما نتيجة إقالة التوم. فقد أعلن مجلس السيادة توافقه مع الحكومة على إقالة وزير الصحة، على منصاته الرسمية ووكالة الأنباء الرسمية، ومن ثم سحب الخبر وأعاد نشره في وقت لاحق، فيما أصدر تحالف "الحرية والتغيير" بيانا ينفي فيه صحة بيان مجلس السيادة.

وخرجت تظاهرات محدودة ترفض إقالة التوم، في ظل اتهامات طالت عضوي مجلس السيادة، صديق تاور وشمس الدين كباشي بالوقوف وراء الأزمة، لكن تاور نفى ذلك، مؤكداً أن لا علاقة له بتوصية إقالة وزير الصحة على خلفية الخلاف بينها بخصوص العمل في اللجنة الوطنية لمكافحة جائحة كورونا التي يرأسها تاور.

وذكرت صحيفة "القدس العربي" وجود تحركات لأعضاء من مجلسي السيادة والوزراء وشخصيات وطنية لاحتواء الأزمة السياسية.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، عن أحد الوسطاء دون ذكر اسمه، إعرابه "عن ثقته بحس المسؤولية السياسية والوطنية لدى كل الأطراف وقدرتهم على تجاوز هذه الخلافات حول تفاصيل يمكن ويجب التوافق عليها".

وكان وزير الإعلام، فيصل محمد صالح، الناطق باسم الحكومة، أكد، في بيان أمس الأول، "عدم وجود أي اتفاق أو توصية أو إقرار من أي جهة بإقالة وزير الصحة"، بعد إعلان مجلس السيادة التوافق على إقالة التوم.

وخلال تداخله مع إحدى الصحافيات في حسابه الشخصي على "فيسبوك" اتهم صالح، الفريق كباشي بالوقوف خلف إزمة أقالة وزير الصحة.

إثر ذلك أعاد مجلس السيادة نشر الخبر من جديد في خطوة تدل على رفضه لتصريح صالح، وهو الأمر الذي دعا المجلس المركزي لتحالف "الحرية والتغيير" إلى عقد اجتماع طارئ صدر عنه بيان في وقت متأخر من ليل أمس الأول، جدد خلاله تأكيده على صحة رواية وزير الإعلام حول ما جرى في الاجتماع الثلاثي. وأوضح مصدر قيادي في تحالف "الحرية والتغيير" وفقا لصحيفة "القدس العربي"، أن "المشكلة بين تاور والتوم مركبة من عوامل عدة".

وقال، رافضاً الكشف عن هويته، "هناك عامل التغاضب الشخصي بين الإثنين بعدما فتح تاور المجال الجوي لدخول عالقين أول أيام الحظر، ورفض التوم هذا التصرف وحصلت بينهما مشاحنات".