عورتاني: مبادرات للإبقاء على جذوة التعليم متقدة في كل بيت فلسطيني

أكد مروان عورتاني أنه شارك بصفته وزيراً للتربية والتعليم الفلسطيني ونائباً لرئيس المؤتمر؛ في المؤتمر الاستثنائي الافتراضي لوزراء التربية في الدول الأعضاء في منظمة العالم ا?سلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، تحت عنوان "المنظومات التربوية في مواجهة الأزمات وحالات الطوارئ – كوفيد 19"، إذ تم التنسيق لهذه المشاركة بالتعاون مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم.

وتم عقد المؤتمر برئاسة وزير التعليم في المملكة العربية السعودية حمد بن محمد آل الشيخ؛ وبحضور المدير العام لمنظمة "الإيسيسكو" سالم بن محمد المالك، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، ورئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بندر الحجار، والمديرة العامة المساعدة لمنظمة "اليونسكو" ستيفانيا جيانيني، وبمشاركة 38 وزيراً للتعليم في الدول الأعضاء في "الإيسيسكو"، وممثلين عن عدد آخر من الوزراء، وممثلي عديد المؤسسات الدولية.

وأكد المشاركون التزامهم بالعمل على أن تبلغ دولهم بحلول عام 2030 الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، مجددين دعمهم لرؤية منظمة "الإيسيسكو" القائمة على ضمان الحق في التعليم؛ باعتباره حقاً جوهرياً من حقوق الإنسان، وصون الكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المتعلمين.

وتحدث الوزير عورتاني في كلمته حول أبرز مكونات خطة الوزارة للعمل ضمن حالة الطوارئ؛ الناجمة عن جائحة كورونا، والاستعدادت للعودة للمدارس وبدء العام الدراسي المقبل.

وقال عورتاني: "أطلقنا التعليم عن بعد بصورة تجريبية دون اعتباره بديلاً معتمداً للتعليم النظامي الوجاهي؛ كوننا لا نمتلك التشريعات والنُظم لهذا النوع من التعليم كما هو الحال لدى الكثير من دول العالم التي باغتتها جائحة كورونا، وكوننا ملتزمون بمبدأ شمولية وعدالة الحق في التعليم لكل فئات الطلبة دون تمييز، كما تم توظيف الريادة اللامركزية على مستوى المديرية والمدرسة والمعلم؛ ليستنهضوا ما يتوفر لديهم من موارد وقدرات ويوظفوا ما استطاعوا من شراكات محلية في سبيل الحفاظ على التواصل مع الطلبة والإبقاء على جذوة التعليم متقدة في كل بيت فلسطيني".

وتابع: "ومن أجل تحفيز المنظومة التربوية أطلقنا مبادرة مزدوجة باسم (الإبداع في زمان الكورونا) للمعلمين والطلبة؛ والتي تشمل قصص نجاح وحلول خلاقة، إضافةً لإطلاق منصة تأمّل التفاعلية لطلبة المدارس؛ للتأمّل والتفكّر والبحث والحوار حول قضايا متنوعة، وأوعزنا لجهات الاختصاص لإنفاذ إطار معقول لضمان جودة النشاطات التعليمية الافتراضية، وتعظيم فرص الوصول لكافة فئات الطلبة، خاصةً في المناطق الأكثر تهميشاً".

وتطرّق عورتاني إلى فكرة برنامج "ثانوية أون لاين" الذي أنجزته الوزارة بالتعاون مع فضائيتي فلسطين مباشر والقدس التعليمية؛ لطلبة الثانوية العامة.

وعلى صعيد خطوات اختتام العام الدراسي الحالي؛ قال وزير التربية: "إن الوزارة تتابع إنهاء العام الدراسي وفق الموعد المقرّر مسبقاً في 23/5/2020، والاستمرار في تعزيز إجراءات التعلم عن بُعد، وتنظيمها، وتشجيع انخراط الطلبة في عديد المبادرات والبرامج التي أطلقتها؛ بما يحافظ على تواصل الطلبة مع المناهج الدراسية.

وفيما يخص امتحان الثانوية العامة؛ لفت عورتاني إلى أن الحكومة الفلسطينية اتخذت قراراً بعقد الامتحان في موعده بتاريخ 30-5-2020؛ بشكل متزامن في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية والخارج، وأنه تم تشكيل لجنة وزارية لوضع خطة متكامله لضمان عقد الامتحان بأمن وسلام؛ بما يشمل وضع بروتوكول صحي وتعقيم كافة المرافق والقاعات؛ وأن "التربية" حرصت على زيادة عدد القاعات والمراقبين؛ لضمان التباعد وعدم الاكتظاظ؛ حرصاً على سلامة الجميع.

وأشار إلى استعدادات العام الدراسي المقبل، موضحاً أن الوزارة أعدّت خطة للتمكين المعرفي عند العودة للمدارس؛ لتمكين الطلبة من المفاهيم والمهارات الرئيسة للمحتوى التعليمي، خاصّة في المباحث الأساسية، بحيث ستتخذ الإجراءات اللازمة لتنظيم العودة المبكرة للطلبة للمدارس في شهر آب، عندما تكون الفرصة متاحة للقاءات الوجاهية والتفاعلية ضمن معايير السلامة العامة.

وتطرّق إلى مجموعة خطوات بالتزامن مع مستهل العام الدراسي الجديد، ومنها استكمال بناء المدارس الجديدة وتأهيل المدارس الأخرى، إضافة لترتيبات تعقيم كافة المدارس وتوفير رزم صحية ووقائية لها، ووضع بروتوكول صحي خاص للوقاية والحماية لأسرة المدرسة.

وفي الجوانب الإدارية، أشار وزير التربية إلى أن الوزارة أنجزَت التعليمات الناظمة لإعداد التشكيلات المدرسية، وأسس اختيار مديري المدارس والوظائف التعليمية والمساندة في المدرسة للعام 2020/2021، وتجري متابعة التعديلات على الكتب المدرسية؛ لتكون جاهزة في مطلع العام الدراسي المقبل.

وقال عورتاني في كلمته: "إن الوزارة تعمل على توثيق التجربة الراهنة وتحليل مدخلاتها ومخرجاتها واستخلاص العبر والاستناد إليها في ترشيد السياسات وتطوير منظومة التعليم؛ لتكون أكثر استجابة ومرونة ورشاقة في التعاطي مع طوارئ غير منظورة وغير مسبوقة".

وتحدّث حول بعض الأفكار والرؤى غير التقليدية للعام الدراسي المقبل؛ فعلى صعيد الجانب الصحي ومستوى الوقاية والسلامة؛ أشار إلى أنه ينبغي الأخذ بالحسبان سيناريوهات مرتبطة بالمشهد الكوروني ومنها؛ عودة الحياة إلى طبيعتها، أو بقاء حاله طوارئ جزئية، أو حالة طوارئ شاملة، الأمر الذي يتطلب التدرج  الحَذِر أفقياً أو عمودياً لكافة الفئات العمرية والمباحث والمناطق، وأهمية تحقيق إجراءات الوقاية والحماية كالتباعد والتعقيم وغيرها.

أما على مستوى التعليم؛ قال: "إن الوزارة تستنير بالعبر والدروس في الخروج من عباءة النمطية في التعليم سواءً في جدولة العام الدراسي أو برنامج الحصص الأسبوعي أو أسس التقويم التربوي أو منهجيات وطرائق التعليم، كما إن هذه الأزمة أفرزت استحقاقات تشريعية، وتنظيمية، وتعليمية، وتكنولوجية، وإدارية وحتى مالية، وبرز فيها تفريد التعليم والتعليم الذاتي، إضافةً لتعظيم دور الإعلام ومجالس أولياء الأمور والبرلمانات الطلابية، وأنه من أجل ذلك ينبغي تمكين جهاز التربية والتعليم".

وتضمّن المؤتمر عدة جلسات؛ إذ تناولت الجسلة الأولى؛ دور الذكاء الاصطناعي في تطوير المنظومات التربوية، والثانية تناولت التجارب الناجحة لبعض الدول الأعضاء والتحديات الميدانية خلال جائحة كورونا، فيما تناولت الثالثة؛ استعدادات الدول لتأمين العودة المدرسية في ظل الجائحة، في حين تضمنت الجلسة الرابعة التعريف بمبادرة التحالف الإنساني الشامل للإيسيسكو وسبل دعمها ومساندتها، فيما خُصّصت الجلسة الحوارية لمداخلات الوزراء المشاركين ورؤساء المنظمات الدولية، وتم فيها اعتماد إعلان المؤتمر.