أكد على الموقف المصري الثابت تجاه فلسطين

محللون لـ"الجديد": زيارة "شكري" إلى رام الله رسالة دعم قوية للموقف الفلسطيني الرافض لمشاريع الضم

خاص - الجديد الفلسطيني 

في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من حصار فرضته حكومة الاحتلال بعد رفض السلطة الوطنية الفلسطينية قرارات ضك اراض فلسطينية في الضفة الغربية والقدس والأغوار وأجزاء من الحرم الإبراهيمي، وغياب شبه كامل للموقف العربي والإقليمي، المفترض أن يكون الداعم الأساسي لقرارات القيادة الفلسطينية، وتشكيل شبكة أمان قوية لمواجهة سياسات الإحتلال، والولايات المتحدة الأميركية، والتي بدأت بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ومن ثم الإعلان عن ضم الجولان السوري المحتل، واعلان ترامب بضم المستوطنات إلى سيادة الاحتلال الاسرائيلية، سارعت الأردن وعدد من دول العالم بينها دول في الاتحاد الاوروبي إلى الإعلان عن رفض مخططات الاحتلال المدعومة أميركيا، ولم يكتفي الاردن بذلك، بل زار وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي، الرئيس محمود عباس في مقره برام الله وأبلغه الموقف الاردني الرافض لسياسات الاحتلال، كما قطعت جمهورية مصر العربية، الطريق على السياسات الأميركية والاسرائيلية في الضفة الغربية من خلال اعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن موقف بلاده الرافض للعبث في الحقوق الفلسطينية المشروعة، وأوفد وزير الخارجية سامح شكري إلى رام الله من أجل توجيه رسالة للعالم بأن مصر داعم أساسي للقضية الفلسطينية، ورافضة لمشاريع التهويد والضم.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي في مركز دراسات الشرق الأوسط بالقاهرة، أن زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعد رسالة دعم قوية، للموقف الفلسطيني الرافض لكل سياسات الاحتلال، والأطماع الصهيونية، وأيضا التدخلات الأميركية في الاراض الفلسطينية.

وأوضح في تحليل خاص لـ"الجديد الفلسطيني" أن زيارة شكري ليس تعبيرا أو توضيحا للموقف المصري التاريخي من القضية الفلسطينية، بل جاء من أن ترسيخ جذور العلاقة المصرية الفلسطينية المتأصلة عبر التاريخ، ولتأكد مصر للعالم من رام الله أنها تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، بل وتدعم موقف القيادة الفلسطينية الرافض لكل خطط ومشاريع الضم والتهويد.

وأشار إلى أن مصر رغم ما تعيشه من ألم نتيجة محاولات إثيوبيا السيطرة على منابع النيل وتحويلها إلى بحيرة سدة النهضة، والتهديد الأمني من جهة الحدود الليبية، إلى أنها تعلن للعالم أجمع أن القضية الفلسطينية جزء أساسي من سياستها الخارجية، وحاضرة على جدول أعمالها في كل المحافل الدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الإثنين، إلى مقر الرئاسة في مدينة رام الله، للقاء الرئيس محمود عباس، وكان باستقبال الوزير المصري، وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وسفير مصر لدى دولة فلسطين عصام عاشور.

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي حسام عرار على أن مصر لها دور تاريخي في احتضان القضية الفلسطينية، ولم تكتفي بالدور السياسي، بل جسدت معاني الأخوة الصادقة في الدفاع عن فلسطيني في حرب 48، 56، 67 من القرن الماضي، وروت دماء جنودها تراب أرض فلسطيني دفاعا عنها.

وبين لـ"الجديد الفلسطيني" أن مصر لم تتأخر أبدا عن دعمها للقضية الفلسطينية، بل تعتبرها من أولويات سياستها الخارجية، وما عكسته زيارة وزير الخارجية المصري اليوم إلى فلسطين التي تعد كالرمح الذي غرس في عنق الإحتلال، ستشكل رافعة للمشروع الوطني، ودعم متجدد للقضية الفلسطينية وتحريكا للمياه الراكدة نتيجة انشغال العالم بأزمة تفشي جائحة كورونا.

ولفت إلى أن زيارة الوزير المصري سامح شكري إلى عمان ولقائه بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قبل زيارته إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تنم عن تعزيز الشراكة السياسية وتنسيق الأدوار لوضع حد لسياسة الاحتلال الهادفة إلى سرقة ونهب الاراضي في الضفة الغربية، وتوسيع الاستيطان والاستيلاء على أجزاء من الحرم الابراهيمي وتحويلها تحت سيادة الاحتلال.

يذكر أن رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، أكد امس في اتصال هاتفي مع الرئيس، دعم بلاده ومساندتها للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بقيادة سيادة الرئيس محمود عباس.

وأشار إلى انه سيوفد وزير الخارجية سامح شكري ليؤكد الموقف المصري الثابت تجاه فلسطين، والاستماع لمواقف الرئيس عباس الحكيمة، وتقديم الدعم الكامل للموقف الفلسطيني.

وجدد الرئيس المصري، التأكيد على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ونيل الشعب الفلسطيني استقلاله في دولته وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية، مشيرا إلى رفض مصر لأية حلول أحادية الجانب تتعارض مع القانون الدولي، لأنها ستؤدي إلى تأجيج الصراع وخلق عدم الاستقرار في المنطقة.