بهدف القضاء على حزب الله

محللون لـ"الجديد": انفجار بيروت مدبر بفعل الاحتلال وأعوانه في لبنان

خاص - الجديد الفلسطيني

هز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الثلاثاء، في محيط منزل سعد الحريري في العاصمة اللبنانية بيروت ، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، وقالت مصادر اعلامية،  إن الانفجار قويا جدا إلى درجة أن الواجهات الزجاجية لبنايات بعيدة تهاوت من جراء الانفجار، فيما اكد رئيس الصليب الأحمر اللبناني اليوم الأربعاء أن عدد القتلى جراء الانفجار الهائل الذي هز بيروت يوم  امس الثلاثاء بلغ 100 حتى اللحظة، مضيفاً:" المزيد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض"، بينما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد الاصابات جراء الانفجار بلغت اكثر  من 4 آلاف.

وقال السياسي والنائب في البرلمان العراقي، ظافر العاني حول ما حدث في بيروت، "بغض النظر عن الاسباب التي أدت لإنفجار بيروت سواء أكان صاروخا معاديا من الاحتلال الاسرائيلي أو سوء تخزين أو أنها متفجرات جاءت مهربة لحزب الله، مشيرا إلى أن هناك سبب أوحد لاغير ألا وهو غياب الدولة أو إختطافها من قبل مجموعة ما، حزبا كانت أم فصيلا مسلحا أم مافيا فساد.

وأضاف، في تحليل خاص لـ"الجديد الفلسطيني"، عندما تُغيَّب الدولة وتعجز عن ممارسة مهامها في حفظ حياة الناس ويوجد من يزاحمها على مسؤولياتها الدستورية والوظيفية فلايمكن ان نتوقع الا الكوارث.

ونبه إلى أن الدولة ملاذ المواطنين ولها وحدها حق احتكار السلاح وتطبيق القانون وحماية الناس وادارة الشؤون الخارجية بما ينسجم ومصلحة شعبها وأمنها الوطني، أما عندما تنازعها أية مجموعة هذه الصلاحيات وتوظفها وفقا لمصالحها الذاتية ومتبنياتها الايديولوجية فان الكوارث كالتي حدثت في العراق والتي تحدث في لبنان وغيرها من الدول الاخرى ستكون نتيجة طبيعية . 

وتساءل، كم كدس عتاد انفجر عائد لفصيل مسلح لاتعلم به الدولة او تغض النظر عنه وكم كدس عتاد مخبأ بين الدور السكنية انفجر كما في الدورة ومدينة الصدر او مايزال ينتظر الانفجار وكم قطعة سلاح متوسط او ثقيل خارج سيطرة الدولة وكم قانون يوجد في البلد كقانون العشيرة وقانون المليشيات وقوانين رجال الدين ، وكم مجموعة وحزب وقائد لهم علاقات مع دول قافزين بها فوق الدولة ومصلحة الشعب.

وشدد على أن مأساة لبنان ومآسي العراق لن تكون حوادثها مصادفة بل سنظل نراها بين يوم وآخر الا إذا استعادت الدولة سلطاتها وهيبتها.

وتوقع محلل القناة 12 العبرية، نير دفوري، أن سيناريوهين محتملين على المحك، بعيد حادث الانفجار الضخم الذي هز مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت.

وقال المحلل في هذه المرحلة، هناك سيناريوهان، ومن الصعب تقدير أيهما سيتحقق، الأول هو أن الكارثة الضخمة التي ألحقت خسائر فادحة بالدولة اللبنانية لن تسمح "لحزب الله" بتنفيذ تهديداته للانتقام من دولة الاحتلال والمخاطرة بمواجهة عسكرية.

ووفقال لـ"دفوري"، فإن السيناريو الثاني هو "أن مثل هذا الحدث المأساوي قد يزيد بشكل كبير من عدم الاستقرار في لبنان، ويمكن أن ينعكس عدم الاستقرار هذا على "إسرائيل" - بدءًا من "حزب الله" الذي سيحاول صرف الانتباه عن الكارثة وتحويل الموجة نحو "إسرائيل"، أوالمواطنين اللبنانيين الذين سيصلون إلى الحدود مع "إسرائيل" ويطلبون المساعدة"، على حد زعمه.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي، د. هاني العقاد أن المعلومات الواردة من بيروت ان الانفجار حدث بحاوية لنترات الامونيوم  وهي مركب كميائي ومادة صلبة بلورية بيضاء اللون وتذوب بالماء تستخدم كسماد زراعي لانها مادة غنية بالنيتروجين، كما وتستخدم هذه المادة كمادة رئيسية في صناعة المتفجرات وقد تكون تستخدم في الصواريخ , و وفقا للخبراء فان نترات الامونيوم يمكن ادراجها ضمن المتفجرات التي تميز بانها متفجرات سريعة تتراوح سرعتها بين  ثلاث الالاف إلى ثمانية الالاف متر في الثانية.

وأوضح في تحليل لـ"الجديد الفلسطيني" أن كل هذا يجعلنا لا نستبعد هجوم ارهابي منظم على المرفأ ادى الى انفجار هذه الكمية الكبيرة من المتفجرات، وأشار إلى أن هذا يرجح لدينا احتمال وقوع اعتداء على المرفأ من قبل طرف ما يعرف ما هي نوعية هذه المادة واستخداماتها.

وأضاف، يبقي هذا احتمال بالاضافة الى بعض الاحتمالات الاخرى حتى ظهور نتائج التحقيقات وهو ما يدعونا الى الاعتقاد ان المرفأ تعرض لهجوم هو ان هذه المادة لا يمكن ان تتفجر لوحدها اي بعامل ذاتي حي في ظل درجات حرارة عالية وهنا لابد وان يتم تفجير المادة بصاعق يؤدي الى اشتعالها وتفجيرها . 

وتساءل، "ماذا لو ثبت ان هذا الانفجار كان سببه عمل ارهابي و ورائه "اسرائيل" مثلاً على اعتبار ان من يجروء على القيام بهذا العمل هي اسرائيل فقط  لانها هي الدولة الارهابية الوحيدة بالمنطقة وما يعنيها ان لا تكون هذه المادة بيد حزب الله يوما من الايام وقصدت اسرائيل تفجيرها لهدفين الاول التخلص منها والثاني تأليب اللبنانين على وجود حزب الله واستخدامه الارض اللبنانية كقواعد.  ترمب خرج للاعلام بالامس وقال للصحفين ان مسؤولين عسكرين امريكين كبار قالوا له ان انفجار بيروت الذي هز العاصمة بيروت كان ناجماً عن هجوم بقنبلة ما ..؟ وانه اعتداء  وهذا اسناد لاحتمال ان ما حدث بالميناء قد يكون  عمل ارهابي ولا يستبعد احتمال ان تكون اسرائيل وظفت احد عملائها لزرع قنبلة ما بجوار حاوية تتبع حزب الله يعتيقد انها تحتوي اسلحة مرسلة لحزب الله اللبناني .  

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني في لبنان، حسان عرار، مع ما تطرق إليه د. هاني العقاد، من أنه لا يستبعد أن يكون دور لدولة الاحتلال في تفجير المخزن التي تم تحريز المواد المتفجرة فيه، بغض النظر عن التوقيت، لكنه توقع أن يكون ردا قويا من الاحتلال على حزب الله الذي بدأ بمشاغلة الاحتلال خلال الفترة الماضية.

وأشار في تحليل لـ"الجديد الفلسطيني" إلى أن الأمن اللبناني والجهات الأمنية العليا في الحزب يبحثون بكل طاقاتهم عن من قرب الشرارة الأولى من المواد المتفجرة التي حفظت في مخزن "12"، مشيرا إلى أن الذي حدث هو انفجار بفعل فاعل، وقد يكون بواسطة شخص ما وضع قنبلة أو جهاز قابل للانفجار عن بعد بالقرب من المخزن.

ونبه إلى أن ذلك التقصير لا يعفي الحكومة والمسؤولين في لبنان من التقصير، موضحا لو أن المخزن كان وفق المواصفات وتم التصرف بالكمية للدولة لما حدث ذلك.

وشدد على أن دولة الاحتلال استغلت الظروف الحاصلة في لبنان لبث فتنة جديدة، إضافة إلى محاولة توظيف ما حدث للقضاء على محور المقاومة واستبعاده من المعركة السياسية، وهذا ما سنراه في الأيام القليلة المقبلة، بهدف القضاء على كل ما يتعلق بالمقاومة ويهدد أمن دولة الاحتلال.

بدوره، أكّد خبير المتفجرات المتقاعد من القوى الأمن اللبنانية، حسين كرّيم، أن قصفًا صاروخيًا تسبب في التفجير الذي وقع في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت يوم أمس، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 شخص وإصابة 4 آلاف آخرين حتى كتابة الخبر

وأشار كريّم، إلى عدة دلائل للتأكيد على فرضيته، وهي أنّه  إذا انفجرت مادة "النترات" فلون دخان الانفجار سيكون حتماً أسودًا وليس أبيضاً أو أحمراً، وأنّ انفجار "النترات" مهما كان حجم كميته كبيرة لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال أن يعطي شكل الفطر الذي رأيناه وهو مشابه للانفجارات النووية.

وأضاف كريم أنّ النترات لا يمكن أن ينفجر دون وجود صاعق تفجير، وإذا حصل ماس كهربائي أو حريق أو ارتفاع حرارة لا يمكن للنترات أن ينفجر، مشيرًا إلى أنّه مهما كان حجم النترات كبيراً لا يمكن أن يوصل انفجاره إلى هزة أرضية بحجم الهزة التي سجلت على مقياس ريختر حسب معلوماتي 4.5 درجة.

وأشار إلى أنّ  النترات لا يمكن أن تنفجر إلا إذا تعرضت لقصف صاروخي، مشدداً على أن الموقع تعرض لقصف بصاروخ "يورانيوم مخصب "، وما الانفجارات الصغيرة التي حصلت قبل الانفجار الكبير والتي كانت تشبه المفرقعات إلا دليل مؤكد على ذلك، وأنّ القصف تم بصاروخين، حين قصف الصاروخ الأول وحضرت فرق الدفاع المدني والإسعاف، تم استهداف المكان بصاروخ آخر.

وأعلن مصدر سياسي رفيع في دولة الاحتلال، مساء اليوم الثلاثاء وفق ما أعلنته هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن "لا علاقة لإسرائيل بانفجار بيروت".

وصرح وزير خارجية دولة الاحتلال، غابي أشكنازي في مقابلة مع القناة 12: "لا أرى أي سبب لعدم تصديق التقارير الواردة من بيروت بأن الانفجار "حادث داخلي"".

يذكر أن الانفجار الكبير الذي هز مدينة بيروت اليوم الثلاثاء، أدى إلى سقوط 10 قتلى على الأقل، كما أدى إلى وقوع اصابات وأضرار كبيرة في المنازل والسيارات في العاصمة بيروت، نتيجة الانفجار الذي وقع في مستودع المفرقعات في مرفأ بيروت.

يذكر أن تقرير كشف أنه تم توقيف سفينة محملة ب ٢٧٥٠ طن من نترات الأمونيوم Ammonium Nitrate في أيلول ٢٠١٣ في لبنان حيث كانت السفينة ترفع علم مولديفيا وكانت مبحرة من جورجيا إلى موزمبيق وتعرضت لعطل أجبرها على الرسو في ميناء بيروت. 

وأشار التقرير إلى أنه بعد أن خضعت السفينة للتفتيش في ميناء بيروت تم منعها من الابحار  وبعد عدة تعقديات تخلى مالك السفينة عنها وعدة دائنين تقدموا بدعاوى ضدها.  لم يسمح لطاقم السفينة بمغادرتها بسبب تعقيدات الفيزا وفشلت الجهود الديبلوماسية في حل مشكلتهم فقاموا باللجوء لشركة محاماة لبنانية (هي التي كتبت التقرير) لمساعدتهم والشركة قدمت طلب بخصوص حالتهم للمحكمة في لبنان تطلب فيه أن يتم السماح لهم بمغادرة السفينة ثم العودة لبلادهم. القاضي دعى السلطات ووكلاء السفينة للشهادة ثم تمت الموافقة على الطلب. 

وفقاً للتقرير فإنه وبسبب مخاطر الإبقاء على شحنة نترات الأمونيوم في السفينة تم تفريغها وتخزينها في مخزن في ميناء بيروت في ٢٠١٥ بإنتظار أن يتم طرحها هي والسفينة في المزاد. 

وكان انفجار عنيف وقع في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، أدى إلى وقوع 100قتيلا على الأقل، وخلف نحو 4000 إصابة، بحسب ما أعلن وزير الصحة اللبنانية، كما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار كبيرة في المنازل والسيارات في العاصمة بيروت، نتيجة الانفجار الذي وقع في مستودع المفرقعات في مرفأ بيروت، وقال وزير الصحة اللبناني حمد حسن:" إنه لا يزال هناك العديد من المفقودين وإن الناس يسألون إدارة الطوارئ عن أحبائهم لكن عمليات البحث أثناء الليل صعبة نظرا لانقطاع الكهرباء".