وجه نداء للسلطة الفلسطينية.. تركي الفيصل يتحدث عن أبعاد "المفاجأة" الإماراتية ويدعمها

نشر الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، مقالة عن اتفاقية إقامة علاقات بين الإمارات وإسرائيل، واصفا إياها بالمفاجأة.

وكتب الأمير السعودي المخضرم في صحيفة "الشرق الأوسط" قائلا: "فاجأتنا دولة الإمارات العربية المتحدة بعقدها اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ لإنشاء علاقات بينها وبين إسرائيل، ولقد نشبَ الجدلُ المعتادُ عند أي خطوة تُؤخَذ وتتعلّق بموضوع فلسطين".

ولفت الفيصل إلى أن الإمارات تؤكد أن قرارها هذا "ينبعُ من مبدأ سيادة الدولة في أخذِ القرار الذي ترى فيه مصلحة لها ولشعبها، وهذا حقٌّ لها في كل الظروف".

 

ونقل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق عن دولة الإمارات "أنَّها اشترطَتْ على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أن تُوقِفَ إسرائيلُ ضمَّها للأراضي التي أعلنت أنَّها ستضمها، والتي تشمل ثُلُثَ ما بقي من أراضي الضفة الغربية، إضافة إلى ما ضمَّته إسرائيل سابقا".

وتطرق تركي الفيصل إلى "الجدل الذي احتدمَ منذ الإعلان عن هذه الاتفاقية حول ما الذي كسبتْه الإمارات العربية، وما الذي كسبته القضية الفلسطينية"، لافتا في هذا الشأن إلى وجود "من يقول: إنَّ وقف الضمَّ مؤقَّتٌ بِناءً على الكلمة التي وردت في نصّ الاتفاقية باللغة الإنجليزية (suspend)، وهناك من يقول: إنَّ منْع الضم يفتح المجال للعودة إلى المباحثات، ويعزز مبدأ حل الدولتين".

وانتقد الأمير السعودي موقف قيادات قطر وتركيا وإيران من الاتفاقية واصفا هذه الدول بـ"الثلاثي الخرب"، ورأى أن وقوف القيادة الفلسطينية خلف هذا "الثلاثي" في كيل الاتهامات لدولة الإمارات "لم تنل منه سابقا، ولن تنال منه لاحقا، إلا شعارات جوفاء".

ووصف الفيصل القيادة التركية بأنها "رأسُ المُطَبّعِين منذ أن اعترفتْ تركيا بإسرائيل، وحتى الاتفاقية التي عقدها رئيسُ وزرائها مع الإسرائيليين، والتي اعترف فيها بالقدس عاصمة لإسرائيل".

ولفت المسؤول السعودي السابق إلى أن "الرئيس التركي يقول: إنه سيسحب سفيرَه من دولة الإمارات، بينما سفيرُه يَسرحُ ويَمرحُ في رُبوعِ بلادِ صهيون، ومئاتُ الآلاف من السيّاح الإسرائيليين يلهون في ملاهي تركيا وخماراتها، ناهيك عن التعاون العسكري والاستخباراتي القائم بين الدولتين".

أما بشأن موقف المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، فتسائل الأمير تركي الفيصل: "هل نَسِينا تعاوُنَ سلَفِه وحصوله على أسلحة إسرائيلية إبّانَ الحرب العراقية الإيرانية؟ وهل ننسي أنه يوجّه ميليشياته وصواريخه لقتل المسلمين في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والمملكة العربية السعودية، بدلاً من إسرائيل؟ وهو الآن يُهَدِّد بغزو دولة الإمارات العربية المتحدة".

وبشأن قطر، قال إنها لم "تُفلِحْ إلا في السَّبّ والشتمِ ودفْعِ إتاوات للإرهابيين من شيعة وسنة، وتُسلِّط ما حبا اللهُ بلدَها به من خيرات لِحرقِ الأخضرِ واليابسِ في البلاد العربية".

ووجه الأمير السعودي نداء إلى القيادة  الفلسطينية، داعيا إياها إلى أن تتعظ "بما يقوله أحد أبرز زعامات تيار فتح الإصلاحي الديمقراطي، سمير المشهراوي، والْجِمِي الشاتِمِينَ والشامِتِينَ من مواطنيكِ، ولا تَنْسَي أنَّ مَصالحَ الشعبِ الفِلسطيني هي مع دولة الإمارات العربية التي تستضيف أكثرَ من ثلاثمائة ألفِ فِلَسطيني يسترزقون من خيراتها، وينعمون برعايتها لهم".

وتابع مخاطبا القيادة الفلسطينية بقوله "ثم لا تَنْسَي أنَّكِ طَبَّعْتِ مع إسرائيلَ منذ أكثر من ربع قرنٍ، كما أن شرعية السلطة الفلسطينية قائمة على اعترافكِ بإسرائيلَ، وإنهاء حالة الحرب معها".

وواصل الفيصل الدفاع بحرارة عن دولة الإمارات، مشير إلى أن زعيم أكبر دولة في العالم  يلجأ إليها "لكي يحصل منها على ما يمكن أن يفيده في سعيه الانتخابي، وتشترط عليه إيقاف قرارِ الضم، ذلك الضم الذي كان من ضِمن صفقة القرن، كما وصفها ذلك الزعيم، فيوافِق ويضع توقيعَه عليه". 

وقبيل الختام، قال الفيصل: "وعلى كل، إذا كانت أي دولة عربية يناهزها اللَّحَاق بدولة الإمارات العربية المتحدة، فيجب أن تأخذ الثمن في المقابل، ولا بد أن يكون ثمنا غاليا".

وشدد في آخر الكلام على أن بلاده، السعودية، وضعت " ثمن إتمام السلام بين إسرائيل والعرب، هو قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس، بِناء على مبادرة المرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز. ولرب غد لناظره قريب".