العودة عنوان وحدة شعبنا التي تجسّدت في الميدان بذكرى يوم الأرض الخالد
العودة عنوان وحدة شعبنا التي تجسّدت في الميدان بذكرى يوم الأرض الخالد

العودة عنوان وحدة شعبنا التي تجسّدت في الميدان بذكرى يوم الأرض الخالد

توجّهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتحية الإجلال والإكبار لشهداء يوم الأرض الخالد الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن تأكيداً على استمرار مسيرة العودة، فكانت دمائهم مشاعلاً وضّاءة تُنير لنا الطريق وهادياً نحو عودتنا المضفرة.

كما وجّهت التحية للجرحي البواسل الذين تقدّموا الصفوف في رسالة تضحوية قلّ نظيرها، مؤكدين في ذات الوقت على ارتباطهم بحق العودة والتصاقهم بهذه الأرض، وعبّرت عن تقدريها واعتزازها بهذه الجموع بإلوفها المؤلفة وهي تزحف صوب مخيمات العودة، التي أقيمت على مقربة من الحدود الوهمية التي وضعها الاحتلال لتفصل بيننا وبين أرضنا التاريخية المحتلة عام 1948.

لقد أكد شعبنا من خلال هذا الحدث التاريخي على حيويته وقدرته العالية على النهوض في كل مرحلة من مراحل النضال الوطني مُجدداً هِمّته مُعبراً عن رسالته الواضحة بأنّ لا مجال لقبول ما يُحاول فرضه عليه من حلولٍ ومبادرات تنتقص من حقوقه وثوابته والنيل من عزيمته على مواصلة طريق التحرير.

إن يوم الأرض الخالد بما يُشكّله من رمزية في عقل ووجدان كل أبناء شعبنا الفلسطيني هو محطة على طريق استمرار المواجهة مع هذا الاحتلال الاستيطاني الإحلالي التوسعي وإجراءاته الإجرامية بحق الأرض والإنسان.

لقد مثل هذا اليوم بما له من معانِ التمسّك بالأرض والوفاء لمن ضحوا من أجلها وفي سبيلها عنواناً واضحاً لوحدة كل مكونات الشعب الفلسطيني، هذه الوحدة التي تجسّدت في الميدان بين أطياف شعبنا لهي القوة الدافعة على الاستمرار نحو تحقيق أهدافنا العادلة والانتصار على كل مُعوّقات عملية التحرير، وهي الكلمة الفصل في وجه ترامب وإدارته وما يسمى بصفقة القرن المشؤومة التي قبرتها الجماهير الشعبية تحت أقدامها وهي ماضية في مسيرة العودة، كما أنها صوت الجماهير لضرورة إنهاء الانقسام وكل تداعياته والتمسك بالوحدة قولاً وفعلاً أملاً وهدفاً.

إن إمعان قوات الاحتلال الصهيوني في ارتكاب المزيد من القتل والتنكيل عبر الاستهداف المباشر لجماهير شعبنا المنتفضة لهو تأكيد على عنصريته وفاشيته التي تتطلب من المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة بوقف هذا المسلسل الإجرامي لممارسات دولة الاحتلال وتحمّل مسؤولياتها بلجمه وإخضاعه للقانون الدولي ومحاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الجنائية الدولية، وفي ذات الوقت نؤكد بأن هذه الروح الوثابة لدى أبناء وبنات شعبنا لن تثنيها ولن تنال منها كل هذه الممارسات الإجرامية بل ستزيدهم اصراراً على مواصلة المقاومة والمواجهة الشاملة مع هذا الاحتلال.