العدو لن يقبل بغزة مسلحة.. النخالة

اجتماع الأُمناء العامين عُقد بسبب الحاجة إلى مقاربات جديدة

قال زياد النخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي: إن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي عقد مؤخراً بين رام الله وبيروت، وما ترتب عليه من نتائج وبيان ختامي مشترك، إنما كان بمثابة إدراك من الجميع بأننا وصلنا إلى طريق مسدود، وأن الخروج من هذه الحالة يحتاج إلى مقاربات جديدة.

وأكد النخالة في تصريحات لصحيفة القدس المحلية تابعها "الجديد الفلسطيني" ، أن الوحدة الفلسطينية هي عامل أساسي في صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه التاريخية في فلسطين، مشدداً على ضرورة أن يعمل الجميع بجد ومصداقية عالية ضمن عمل مشترك، وأن يتم العمل مع الجميع بقوة من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

واعتبر النخالة صدور البيان المشترك باسم القوى الوطنية الموحدة عقب انتهاء الاجتماع بمثابة دليل على رغبة الجميع بالانتقال من مرحلة الاختلاف والتدافع الداخلي، إلى ساحة الصراع الحقيقي مع الاحتلال.

وبشأن تحفظ حركته على بعض البنود المتعلقة بالبيان الختامي، خاصةً التزام الفصائل بدولة فلسطينية على حدود 1967، قال أمين عام الجهاد الإسلامي: إن فلسفة الرفض قائمة أصلاً على مبدأ عدم الاعتراف بإسرائيل كدولة على أرض فلسطين.

ورأى النخالة أنّ "التزام الفصائل بدولة فلسطينية على حدود 67 أتى على خلفية الضعف والإحساس بإمكانية أن يمنحنا الاحتلال دولة على هذه الحدود، مقابل اعترافنا "بدولة إسرائيل"، اعتقاداً منا بأن هذا الموقف سيكون فرصة لإسرائيل لتصبح دولة معترف بها عربياً وفلسطينياً وتعطينا دولة في هذا النطاق".

وقال: "في الحقيقة نعتبر أن هذا خللٌ في فهم المشروع الصهيوني، وخللٌ في فهم موازين القوى الإقليمية والدولية.. المشروع الصهيوني قام على فكرة أن الضفة الغربية هي قلب دولة إسرائيل، وحين تم احتلالها أُطلقت عليها تسمية (يهودا والسامرة).. الاعتراف بإسرائيل مضى عليه ما يقارب الثلاثة عقود، ونحن لا نرى أي قيمة لهذا الاعتراف، بل عزّز لدى العدو فكرة أن العرب والفلسطينيين كلما ضغطنا عليهم أكثر يصبح لديهم استعدادٌ أكثر للتخلي عن باقي فلسطين".

وأضاف: "ما يجري اليوم من حالة انهيار للصف العربي أمام العدو، والاعتراف به، بل والتسابق على إقامة علاقات معه، يؤكد أن فكرة السلام وفكرة التعايش مع المشروع الصهيوني استندت إلى الوهم، ولم تستند إلى الواقع".

وبيّن أمين عام "الجهاد الإسلامي" أن حركته اعتبرت القبول بدولة فلسطينية وهماً خلقه الفلسطينيون لأنفسهم ليس أكثر، مشيراً إلى أنه لم يعرض أي طرف دولة فلسطينية حتى يتم قبولها أو رفضها.

وقال النخالة: "رفض الجهاد لدولة فلسطينية على حدود 67 هو رفض للوهم وليس رفضٌ للدولة، ويبقى الأمر مجرد فرضيات لا علاقة لها بالواقع".

وأضاف: "اليوم يجب أن نزداد يقيناً بموقفنا؛ أن هذا المشروع الصهيوني تحتاج مقاومتُه أسساً ورؤى مختلفة، ونزداد يقيناً أن بقاء المشروع الصهيوني على أرض فلسطين هو تهديد للأمة العربية بأكملها.. أُمة بدون فلسطين ستبقى مفتتة ولا قيمة لها.. ولذا سنبقى كحركة متمسكين بموقفنا، رفض الاعتراف بإسرائيل طال الزمن أو قصر".

واعتبر النخالة ما يجري من هرولة عربية نحو التطبيع مع الاحتلال بمثابة حالة انهيار في النظام العربي، وتدل على "مدى الضعف والهوان" أمام أميركا وإسرائيل.

وشدد على أن "السلام الوهم مع المشروع الصهيوني لن يجلب لأصحابه إلا مزيداً من الذل ومزيداً من الضعف.. إنهم يغادرون المُقَدَّس وينحازون للمُدَنَّسِ.. إن فلسطين للذين لا يعلمون ستبقى درة التاريخ ودرة الجغرافيا ودرة الإسلام".

زيارة هنية لمخيمات لبنان

وحول زيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى المخيمات في لبنان، وما أثارته من بعض التساؤلات حولها، خاصةً بعد زيارته مخيم عين الحلوة، قال أمين عام الجهاد الإسلامي: إن الزيارة أتت في سياقها الطبيعي، خاصةً أن الشعب الفلسطيني بحاجة للتواصل مع قياداته، والشعب ليس ملكيةً خاصةً لهذا الفصيل أو ذاك، وكل قائد فلسطيني يزور المخيمات والتجمعات في الشتات وغيره سيجد الترحيب والحفاوة نفسهما اللتان تليقان به.

وأضاف: "نحن شعب واحد رغم تعدد الفصائل، ويجب أن نضع ما حدث في سياقه الإيجابي، وفي سياق استنهاض الشعب الفلسطيني ووحدته"، مشيراً إلى أن الاستقبال الذي حظي به هنية كان استقبالاً شعبياً مستحقاً، وشعبنا يستحق أن نسعى إليه في كافة أماكن تواجده".

وفي معرض رده على سؤال حول موقف الجهاد الإسلامي من حالة الهدوء في قطاع غزة، وقبولها كل ما يتم الاتفاق عليه، أكد النخالة أن حالة الاشتباك مع الاحتلال يجب أن تكون مفتوحة وغير مقيدة على قاعدة أن الاحتلال موجود، فيجب أن تكون المقاومة حاضرة وموجودة.

واعتبر النخالة الحصار الإسرائيلي لغزة بمثابة عدوان مستمر على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن هناك اجتهادات وتباينات في هذه القضية.

وقال: "هناك خصوصيات لكل جغرافيا على امتداد فلسطين، ونحن دائماً منفتحون بلا حدود في الحوارات الداخلية مع قوى المقاومة من أجل الوصول إلى أنسب الطرق في ممارسة المقاومة وكيفيتها ووسائلها، ودوماً نجد ما نتفق عليه، ونسدد ونقارب، وفي النهاية الوحدة والمقاومة عنوانان أساسيان لرؤيتنا وعملنا، وهما خطان متوازيان".

ورداً على سؤال بشأن إمكانية التزام الاحتلال بحالة هدوء دائم مع غزة، خاصةً في حال تم عقد صفقة تبادل أسرى، قال أمين عام حركة الجهاد الإسلامي: إن العلاقة مع الاحتلال معقدة، وتقوم على العدوان كصفة ملازمة للاحتلال، وإن حالة الهدوء التي تظهر للمراقب هي حالة تحفز دائم، وحالة من الهدوء الهش.

وأضاف: "في النهاية العدو لن يقبل بغزة مسلحة بغض النظر عن قضية الأسرى، ويجب أن لا يغيب عن بالنا أن العدو قام على القهر والظلم، ولذلك ستبقى غزة بمقاومتها وشعبها مستهدفة، ويجب أن لا نغفل عن سلاحنا لحظة واحدة، ويجب تعزيز قوى المقاومة، فهذا الصراع مع المشروع الصهيوني هو صراع مفتوح حتى انتصارنا".

صفقة الأسرى..

وحول وجود أي تواصل مع "حماس" بشأن صفقة الأسرى في ظل ما كُشف مؤخراً من حراك مصري جديد، قال النخالة: "إن التواصل في هذا الملف مفتوح، وإن المقاومة جاهزة بقوائمها، ولكن الاحتلال يحاول طوال الوقت أن لا يكرر صفقة (شاليط)".

واعتبر النخالة أن ملف الأسرى بمثابة جبهة مفتوحة، قائلاً: "إذا لم تكن صفقة تحرر إخواننا في المعتقلات، خاصةً لمن أمضوا سنوات طويلة أو للمحكومين بأحكام عالية، فلن تتم".

ووجه أمين عام الجهاد الإسلامي رسالة للأسرى ولذويهم، قائلًا فيها: "إن حرية أسرانا هي في سلم أولويات المقاومة حتى لو اضطررنا للذهاب إلى معارك جديدة من أجل تحريرهم".

وبيّن أن حركته تنظر بخطورة بالغة لانتشار فيروس كورونا في أوساط الأسرى، وإلى كل ما يهدد حياتهم داخل السجون، مشيراً إلى أن حركته تراقب باهتمامٍ كبيرٍ ما يحدث ويعنيها أمر الأسرى فرداً فرداً، وأن أي تهديد لحياتهم فإن لدى حركته الوسائل والإمكانات للضغط في هذا المجال، وتستطيع أن تجعل كل إسرائيل في الملاجئ (في رسالة تهديد للاحتلال باستخدام الصواريخ).

الاحتلال يحاول باستمرار استهداف قادة المقاومة

وعن محاولات الاحتلال تنفيذ أي اغتيالات جديدة لقادة المقاومة على الساحتين اللبنانية والسورية في ظل تكرار عملياته في تلك المناطق، قال أمين عام الجهاد الإسلامي: إن الاحتلال يحاول طوال الوقت استهداف المقاومة والمقاومين في كل مكان يستطيع الوصول إليه، وكانت شواهد كثيرة على ذلك، كما جرى مع الشهيد محمود المبحوح، القيادي في حماس في أبو ظبي، والمهندس فادي البطش في ماليزيا، واغتيال الشهيد محمد الزواري في تونس، وتنفيذ اغتيالات عدة في سوريا، كان آخرها استهداف القيادي في الحركة أكرم العجوري واستشهاد نجله وأحد مرافقيه، واستهداف مراكز للحركة بدمشق واستشهاد اثنين من عناصرها.

وأضاف: "كل هذه الشواهد دليلٌ على أن العدو لم يتوقف لحظة واحدة عن استهداف المقاومة".

ورفض النخالة تأكيد أو نفي وجود محاولات إسرائيلية فاشلة لتنفذ عمليات اغتيال، واكتفى بالرد: "نترك ذلك للوقت المناسب للحديث عنها".

ورداً على سؤال حول أي تدخلات للجهاد الإسلامي في إعادة العلاقات بين حماس وإيران، قال النخالة: "إن العلاقات بين حماس وطهران لم تتوقف لحظة واحدة حتى يتم التدخل، وإن العلاقة بينهما جيدة جداً، وهذا ما يردده قادة حماس في الإعلام".

وحول تدخل حركته في إعادة العلاقات بين حماس وسوريا، أكد أمين عام الجهاد الإسلامي أن العلاقة مقطوعة، ولا توجد أي مساعٍ جديدة لإعادة هذه العلاقات من أي طرفٍ كان، بالرغم من بعض التصريحات الإيجابية من قادة حماس الذين يذكرون الموقف السوري الإيجابي قبل القطيعة طوال الوقت عندما يُسألون عن ذلك.