صحيفة إسرائيلية: يا “أبطال الجرف الصامد”.. ابحثوا لأنفسكم عن محامين جيدين
صحيفة إسرائيلية: يا “أبطال الجرف الصامد”.. ابحثوا لأنفسكم عن محامين جيدين

صحيفة إسرائيلية: يا “أبطال الجرف الصامد”.. ابحثوا لأنفسكم عن محامين جيدين

كما كان متوقعاً، جاء: قررت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي التحقيق فيما إذا كانت إسرائيل وحماس ارتكبتا جرائم حرب في حملة “الجرف الصامد” عام 2014. وكانت وسائل الإعلام مليئة بتصريحات هجومية تبللت بدموع التماسيح من التفاصيل الفنية وبغياب تام للمنظور. كما يذكر، كان للفلسطينيين بعد الحملة أكثر من 2000 قتيل وأكثر من 10 آلاف جريح. وكان لإسرائيل أكثر من 74 قتيلاً، معظمهم جنود، وأكثر من 2.200 جريح، ربعهم أصيبوا فزعاً.

لم تغير الحملة شيئاً في الوضع، سواء في الجانب الفلسطيني أم الإسرائيلي، بل جعلته أسوأ في واقع الأمر. وصل المحكمة الدولية جزء صغير من أضرارها، ولكنها ستكون أجزاء تشخص الوحدة الكاملة التي هي سياسة أمن لا سبيل لوصفها، غير الإهمال الإجرامي. لا تعنى المحكمة بالإهمال بل بالدم والنار وأعمدة الدخان، وهي تدعي الانشغال بجرائم الحرب بالمستوى الجنائي. من هنا وحتى الإدانة، يبدو الطريق طويلاً حتى متعذراً. القسم السيئ هو المسيرة حتى التبدد؛ ومجرد البحث في الموضوع ومسيرة العار للمشاركين: من نتنياهو، حتى رئيس الوزراء، عبر بوغي يعلون، الذي كان وزير الدفاع وحتى رئيس الأركان في حينه بيني غانتس، وهيئة الأركان، انتهاء بكل جندي سيطرح اسمه في أثناء “التحقيق”. إسرائيل ليست عضواً في مجلس المحكمة، وترفض التعاون بدعوى أننا نحقق مع أنفسنا. من زاوية، يهددون بالثأر من الفلسطينيين الذين رفعوا الدعوى.

الولايات المتحدة هي الأخرى ليست شريكاً في مجلس المحكمة، لأن لها أسبابها الخاصة بها لعدم التعاون مع تحقيقات دولية. مثلما في إسرائيل، عندما تصدح صرخة دماء الأبرياء في العالم بنبرات لا تطاق، نحن والولايات المتحدة أيضاً نقدم إلى المحاكمة إمّعات خرجوا عن كل سيطرة، ولكننا من حيث المبدأ نتجاهل المحكمة، بل ونتجاهل نتائج أفعالنا أيضاً.

طالما كان ترامب يحمي نتنياهو، إذن يمكن الاعتماد عليه. ناهيك عن أنه فعل غير قليل كي يحبط شرعية المحكمة. وللولايات المتحدة هياكل تريد أن تدفنها. مشكلتنا اليوم هي أن الولايات المتحدة-بايدن قررت السير نحو ميل المصالحة مع السلطات الدولية التي تعنى بجرائم الحرب. في هذه الأيام يفترض بوزير الخارجية أنتوني بلينكن أن يعيد الولايات المتحدة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي انسحب منه ترامب. والمسؤول الذي روى عن ذلك لوكالة “ايه.بي” قال إن “بايدن يؤمن بأن المجلس ملزم بتنفيذ تغييرات، والسبيل الأفضل لتحقيق التغيير هو أن نكون جزءاً من المجلس”. وأشار المسؤول إلى أن المنظمة قد تصبح “منتدى مهماً لمكافحة الطغيان والظلم في أرجاء العالم، ووجود الولايات المتحدة في المجلس يضمن ذلك”، أما إسرائيل فترفض التعاون. لاهاي زائد بايدن زائد سلوك نتنياهو الغبي المتجاهل هي أسباب جيدة لبعض الجنود والمواطنين للبحث لأنفسهم عن محامين.

بقلم: ران أدليست