هل سنشهد عدوانا إسرائيليًا جديدا على غرار حرب عام 2014 ؟
هل سنشهد عدوانا إسرائيليًا جديدا على غرار حرب عام 2014 ؟

إثر حرق الطفل أبو خضير في القدس

هل سنشهد عدوانا إسرائيليًا جديدا على غرار حرب عام 2014 ؟

زعمت قوات الاحتلال مساء اليوم الجمعة، أنها رصدت إطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة تجاه المستوطنات المحيطة بقطاع غزة.

وذكر المتحدث باسم الاحتلال الاسرائيلي في بيان مقتضب :" بعد تفعيل صفارات الانذار تم تحديد إطلاق ثلاث صواريخ من قطاع غزة تجاه الأراضي الاسرائيلية، حيث اعترضت القبة الحديدية صاروخاً واحداً فيما سقط الصاروخين الآخرين قرب السياج".

ولم يعلن أي فصيل فلسطيني في غزة مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ على المستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة حتى اللحظة.

وذكرت وسائل إعلام عبرية إن صواريخ اطلقت من قطاع غزة مساء اليوم الجمعة وسقطت في كوسوفيم واشكول ، حيث دوت صفارات الانذار عقب إطلاقها.

ونقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن مستوطنين قولهم إنهم سمعوا أصوات انفجارات قوية في كوسوفيم وأشكول ، حيث اتضح ان القبة الحديدية قامت باعتراض صواريخ اطلقت من غزة.

وجاء اطلاق الصواريخ بحسب زعم الاحتلال بعد أن أصدرت الغرفة المشتركة للمقاومة بيانا أكدت فيه على أن القدس والاقصى خط أحمر، وأوضحت أن للمقاومة الكلمة الفصل وأن قيادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في حالة انعقاد دائم لمواكبة انتفاضة أبطال القدس وتغول الاحتلال.

ومنذ بدء تسجيل القوائم الانتخابية للمجلس التشريعي الفلسطيني، تشهد مدينة القدس المحتلة هجمة اسرائيلية شرسة وممنهجة، بدأت بزيادة أوامر الهدم، والاعتقالات في صفوف المقدسيين حتى طالت المرشحين منهم للانتخابات التشريعية، إضافة إلى منعهم من الافطار في رحاب المسجد الاقصى وتارة من أداء صلاة التراويح فيه، وصعدت من عدوانها الهمجي على المقدسيين المرابطين في المسجد الاقصى والقدس في محاولة منها لطمس هوية المدينة القدسة.

وأكد بيان الغرفة المشتركة أن المقاومة في كل أماكن تواجدها ليست بمنأى عن هبة أهلنا في القدس، وستكون للمقاومة وللغرفة المشتركة الكلمة الفصل والموقف الحاسم لردع العدو وسحق كبريائه.

وحذر البيان قادة الاحتلال "من أن يخطئوا التقدير، وليعلموا بأن المساس بعاصمتنا وشعبنا ومقدساتنا هو خط أحمر، سيكون له تداعيات كبيرة، وسيدفع العدو ثمنه غالياً".

الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الاسرائيلي، د. هاني العقاد، رأى أنه لا يمكن اجراء الانتخابات الفلسطينية بدون القدس، موضحا أن القدس هي عنوان المرحلة الفلسطينية، ويسعى الاحتلال من خلال منع اجراء الانتخابات في القدس إلى تثبيت صفقة القرن التي طرحتها ادارة ترامب الأميركية، خصوصا بعد نقل السفارة وقطع المساعدات واغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، بينما يسعى الفلسطينيون إلى ترسيخ قواعد الاشتباك مع الاحتلال ليأكدوا على هوية القدس الوطنية واعلان صريح وواضح لرفضهم صفقة القرن والتأكيد على أن القدس بهويتها النضالية والثقافية وارثها الحضاري فلسطينية.

وأوضح لـ"الجديد الفلسطيني" أن المعركة سياسية بامتياز وتثبيت للحق الفلسطيني في المدينة المقدسة واسقاط للمشروع الصهيو-أميركي المتمثل في صفقة القرن.

وعند الساعة الواحدة من فجر يوم 8 يوليو/تموز 2014، بدأ عدوان عسكري إسرائيلي على قطاع غزة باستهداف منزل المواطن الفلسطيني محمد العبادلة في بلدة القرارة جنوبي قطاع غزة، وأعلن الاحتلال على إثره انطلاق حملة عسكرية باسم "الجرف الصامد".

وجاء العدوان في الظاهر وكأنه رد فعل على قصف متبادل مع المقاومة الفلسطينية في غزة إثر تفجر الأوضاع في الضفة الغربية بعد خطف مستوطنين الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير في القدس المحتلة يوم 2 يوليو/تموز 2014 وتعذيبه وحرقه.

ورسالة الغرفة المشتركة للاجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية تحمل تهديدا واضحا وصريحا للاحتلال أنه حال استمر في عداونه على القدس وأهلها والمسجد الاقصى فإنها لن تقف مكتوفة الايدي أمام جرائم الاحتلال وغطرسته.

ورجح العقاد أن يكون شكل السيناريو في اللحظات الأخيرة بتوسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال في القدس والضفة الغربية، إضافة إلى مظاهرات عارمة فر قطاع غزة تنديدا ورفضا لقرار الاحتلال الرافض اجراء الانتخابات في القدس المحتلة.

وتوقع أن تشهد مدن الضفة الغربية والقدس مقاومة شعبية شرسة مع الاحتلال، لكنه استبعد أن تصل إلى مواجهة مفتوحة من قطاع غزة، وأضاف، قد يتطور الأمر وفق للحالة الميدانية.

وشدد على أن المطلوب فلسطينية هو التسارع إلى انهاء حالة الانقسام السائدة والتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع الفصائل وتصعيد حالة الاشتباك الشعبي "المقاومة الشعبية" إضافة إلى المعركة الدبلوماسية على صعيد المجتمع الدولي.

وتوافق معه في الرأي الكاتب والمحلل السياسي، د. هشام أبو هاشم من ناحية أهمية القدس السياسية والتاريخية والنضالية والفكرية والثقافية للنسبة للفلسطينيين، إضافة إلى أهمية اجراء الانتخابات فيها وتثبيت الحق الفلسطيني في المدينة المقدسة.

وأوضح أبو هاشم لـ"الجديد الفلسطيني" أن الفلسطينيين سيذهبون باتجاه تصعيد المقاومة الشعبية في مدينة القدس والضفة الغربية، وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات قراره رفض اجراء الانتخابات في القدس.

واستبعد ايضا أن تتجه الأوضاع إلى تصعيد مفتوح مع الاحتلال خصوصا من غزة، لكنه رجح أن يكون القرار الاول والأخير في الدخول بتصعيد عسكري للوضع الميداني حال أقدمت قوات الاحتلال على ارتكاب جرائم جديدة بحق الفلسطينيين.

ورجح أن تقوم الفصائل باطلاق قذائف صاروخية  تعبيرا عن رفضهم لقرار الاحتلال برفض الانتخابات، دون الدخول في تصعيد مفتوح إلا إذا تغيرت الأوضاع الميدانية.

وقال موقع واللا العبري، مساء يوم الثلاثاء المنصرم 20 أبريل 2021، إن الجيش الإسرائيلي يستعد للتعامل مع احتمال إلغاء الانتخابات الفلسطينية المقبلة.

وأوضح الموقع العبري في تقريره: "في الأسبوع الماضي جرت مباحثات في المؤسسة الأمنية أشار خلالها مسؤولون عسكريون إلى مؤشرات واضحة على أن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن سيعلن قريباً تأجيل الانتخابات". على حسب زعمه

وأضاف واللا: "لذا ابتداء من الأسبوع المقبل سيرفع الجيش مستوى التأهب في القيادة الوسطى، وقد وافق رئيس الأركان على إجراءات لسيناريوهات متطرفة وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف في مناطق السلطة ومظاهرات من شأنها أن تتطور لعمليات ضد إسرائيل نتيجة خيبة أمل الشارع الفلسطيني".

كما لم يستبعد مسؤولون عسكريون كبار احتمال إطلاق صواريخ من قطاع غزة ردا على تأجيل الانتخابات. وفق واللا العبري

وحسب تقارير عن العداون الاسرائيلي عام 2014 على قطاع غزة، فإن إسرائيل بسلاحها الجوي والبحري والبري، شنّت قرابة 60 ألفًا و664 غارة في مناطق متفرقة من القطاع.

وأدت الحرب إلى استشهاد 2322 فلسطينيًا، بينهم 578 طفلاً (1شهر-16 عاما) ، و489 امرأةً (20-40عاماً)، و102 مسنًا (50-80عاماً)، وفق إحصائية رسمية صدرت عن وزارة الصحة الفلسطينية.

وتسببت الحرب، بإصابة نحو 11 ألفًا، منهم 302 سيدة، ومنهن 100 سيدة تعاني من إعاقة دائمة، كما وأصيب (3303) من بين الجرحى بإعاقة دائمة، وفق الإحصائية.

وخلّفت الحرب الأخيرة نحو ألفي يتيم، في قطاع غزة، بحسب إحصائية أخرى تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.

في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 68 عسكريًا من جنودها، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً بجروح، بينهم 740 عسكريًا، حوالي نصفهم باتوا معاقين، بحسب بيانات عبرية.