1.jpg
1.jpg

أين اتفاقيات ابراهام وصفقة القرن من الشيخ جراح والقدس؟

ارتكزت صفقة القرن على طموح تطوير العلاقات بين اسرائيل والدول العربية وتطبيع العلاقات بينها على أساس الإطار السياسي للصفقة في تحقيق رؤية ترامب الصهيونية، وقد تحول هذا الطموح إلى حقيقة بعد أن أعلن ترامب في آب 2020 أن اسرائيل والامارات توصلتا لاتفاق تطبيع للعلاقات فيما بينهما باعلان إبرام اتفاقية ابراهام، تبعتها البحرين وغيرها من الدول العربية، التي رحبت رسمياً بالعلاقات العربية الاسرائيلية، ومن لم يرحب بصراحة، رحب بخجل او امتنع عن التصريح، وكان اكبر مثال تحفظ جامعة الدول العربية عن التعليق بالرغم من وجود مبادرة السلام العربية 2002 والتي ربطت التطبيع العربي العلني مع اسرائيل بانهاء احتلال 1967.

ادعت هذه الدول العربية انها ومن خلال اتفاقيات التطبيع ستخدم القضية الفلسطينية! عملت هذه الدول على تأطير هذه العلاقة التطبيعية وربطها بخدمة القضية الفلسطينية، لا يحق لأي كان تقديم الحقوق الفلسطينية كقربان في معابد نتنياهو، واذا كانت الامارات والبحرين وغيرها تطمح بلعب دور سياسي في المنطقة فهذا هو الوقت الأنسب لإثبات ذلك.

الحقيقة هي أن إسرائيل وأمريكا استغلتا الفكر البراغماتي والخطر الإيراني بغض النظر عن التفاصيل، ومارستا دبلوماسية قسرية ضد العرب والفلسطينيين وهذا ما يتجلى اليوم في القدس.

في حقيقة الأمر، هذه الاتفاقيات ترجمت طموح رؤية ترامب ووجب تذكير الدول العربية التي وقعت اتفاقيات التطبيع بأن الاسرائيليين ماضون في ضم القدس وأهلها ومقدساتها.

في التصدي لأحداث القدس، الدبلوماسيون ينادون بالشرعية والقانون الدولي، قرارات الامم المتحدة، قرارات جامعة الدول العربية، قرارات ما لا نهاية محفوظة على الورق، بعيدة عن التطبيق والإلزام، فالقانون تحكمه السياسة الدولية وميزان القوى بعيداً عن الأخلاق!

التصريحات والتنديدات كثيرة ومتكررة ويبقى السؤال هل للعلاقات التي تجمع بين هذه الدول أن تردع اسرائيل عن ممارساتها العنصرية في سبيل تهويد القدس؟

بالنسبة لقضية الشيخ جراح، في العام 1948 استقبل الحي عددا من العائلات التي هجرت من قراها في الأرض المحتلة بفعل النكبة، وفِي العام 1956 تم الاتفاق بين الحكومة الاردنية والأمم المتحدة على توفير منازل لأكثر من ٢٨ عائلة مهجرة لتسكن في حي الشيخ جراح، وعليه تبرعت الحكومة الأردنية بالأرض وأنشأت المنازل على أن يتملكها ساكنوها بعد ثلاث سنوات. عطلت حرب 1967 واحتلال القدس الشرقية إجراءات حصول السكان على أوراق ملكيتهم. وفي العام 1972 بدأ المستوطنون حملة كبيرة لطرد السكان والاستيلاء على المنازل. أقرت محكمة الاحتلال بملكية المستوطنين للمنازل بعد تقديم المستوطنين لوثائق مزورة، ورفض الأهالي الخروج من منازلهم وطالبو الحكومة الأردنية بتوفير وثائق ملكيتهم وفي عامي 2008, 2009 حدثت أول حادثة احلال للمستوطنين في المنازل، حيث أخليت عدة منازل بالقوة وسكنها المستوطنون تحت اطار التهجير القسري المتكرر الذي يرقى لجريمة ضد الانسانية. تستمر المحكمة الاسرائيلية بالنظر في تهجير عائلات أخرى، اليوم أكثر من ٢٥ عائلة، ٥٠٠ فلسطيني مهددون بالإخلاء من الحي. ففي الوقت الذي يدعي فيه المستوطنون ملكيتهم للأرض في الشيخ جراح، الحقيقة هي أن عائلات الشيخ جراح الفلسطينية هُجّرت عام 1948 من القدس الغربية والقرى المجاورة للقدس ولها بيوت مسجلة في الطابو في حي الطالبية في القدس (الغربية) والقرى المهجرة.

للتوضيح، القضية الفلسطينية ليست قضية ضم، القضية الفلسطينية، قضية احتلال واستعمار وعنصرية واضطهاد وجرائم حرب وأسرى وشهداء وحرمان من أبسط حقوق الحياة والإنسانية! القدس ليست فقط الشيخ جراح، الفلسطينيون وخاصة المقدسيون يعيشون الضم عمليًا De Facto ويعانون من الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الكولونيالي الاستيطاني وسياسات التهويد منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948. المشكلة تكمن في الاستعمار فهو أساس مشروع دولة إسرائيل اليهودية..

صفقة القرن هي الحقيقة القائمة، والسؤال الآن كيف لاتفاقية ابراهام كما يدعي اصحابها أن تنفع القضية الفلسطينية؟ لمَ لا تتقدم الإمارات والبحرين وغيرها من الدول العربية المُطبعة وتمارس بعضاً من الدبلوماسية مع اسرائيل في سبيل منع تهويد القدس؟