محلل سياسي لـ
محلل سياسي لـ"الجديد الفلسطيني": تهديدات المقاومة منعت المستوطنين من الدخول للحي الإسلامي

اقتصرت المشاركة في المسيرة على 5000 مستوطن

محلل سياسي لـ"الجديد الفلسطيني": تهديدات المقاومة منعت المستوطنين من الدخول للحي الإسلامي

ساور القلق المجتمع الدولي بأكمله وهو يتابع مسيرة المستوطنين المستفزة في أحياء القدس احتفالا بما يطلقون عليه يوم احتلال القدس بعد حرب عام 1967 والذي يصادف حسب التقويم العبري في 28 من الشهر الثامن من السنة العبرية، وخشي العالم أجمع من اندلاع تصعيد جديد مع قوات الاحتلال على غرار تصعيد العاشر من شهر مايو/أيار الماضي، لكن حكومة الاحتلال الجديدة سارعت إلى توسيط مصر من جديد لمنع انزلاق الاوضاع نحو تصعيد جديد بعد يومين على مصادقة الكنيست على حكومة نفتالي بينت، الأمر الذي دفع الاحتلال بالتعامل مع المسيرة وخط سيرها بحذر شديد وتجنب أن تمر من الحي الاسلامي تفاديا لاستفزاز مشاعر المسلمين، إضافة إلى أنه دفع بتعزيزات عسكرية غير مسبوقة من قوات وشرطة الاحتلال لحماية المستوطنين.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي حسام عرار أن مسيرة الاعلام الاستفزازية قد فشلت لأنها لم تسير وفق ما خطط لها اليمين المتطرف، ولم يستطيع دخول الحي الاسلامي الذي كان يدخله في الاعوام السابقة، إضافة إلى قلة عدد المشاركين في المسيرة والذي اقتصر على أقل من 5000 مستوطن.

وأوضح لـ"الجديد الفلسطيني"، أن سلطات الاحتلال أخذت تهديدات المقاومة على محمل الجد، وبالرغم من تدخل الوسيط المصري وتهدئة الجانب الفلسطيني "المقاومة" إلا أن شروط المقاومة التي فرضتها على الاحتلال تحققت، موضحا أن المقاومة طلبت من مصر عدم استفزاز مشاعر المسلمين في المدينة المقدسة أو الاحتكاك بهم أو محاولة اقتحام المسجد الاقصى من قبل المستوطنين المتطرفين.

ويعتبر الإسرائيليون يوم احتلال القدس بعد حرب عام 1967 "عيدا وطنيا" يحتفلون به كل عام باحتلال كامل مدينة القدس، وعلى وجه الخصوص البلدة القديمة، وهو ما يضيق على المقدسيين في البلدة القديمة ويلزمهم البقاء في بيوتهم هذا اليوم، ويجبر التجار على إغلاق محالهم تجنبا لعنف وتخريب المستوطنين.

وتُحدد هذه المناسبة حسب التقويم العبري في 28 من الشهر الثامن من السنة العبرية، وهو اليوم الذي أتم فيه جيش الاحتلال السيطرة على شرقي القدس في نكسة 1967، ووافق يومها السابع من يونيو/حزيران.

وأشار عرار إلى أن دفع الاحتلال بقواته من الشرطة والجيش والتي قاربت على نصف أعداد المشاركين في المسيرة شكل لها طوق النجاة من المقدسيين الغاضبين، مشيرا إلى أن الاحتلال يعي تماما أن اي استفزاز لمشاعر المسلمين في المسجد الاقصى واحياء القدس يشعل شرارة التصعيد من جديد، في ظل أن الاحتلال الاسرائيلي حتى اليوم لم ينفذ الشروط التي تم الاتفاق عليها لانهاء العدوان الاخير على غزة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان)، بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، قدرت أن حركة (حماس) في قطاع غزة لن ترد على "مسيرة الاعلام" الإسرائيلية المقررة، يوم الثلاثاء، في القدس بإطلاق الصواريخ، لكن قد يكون هناك رد على شكل إطلاق بالونات من القطاع ومحاولات لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية.

ونبه عرار إلى أن حكومة الاحتلال تتفهم جيدا أن وضع المقاومة يختلف بعد العدوان الاخير الذي انتهى في 21 أيار/مايو الشهر الماضي عن وضعها قبل ذلك، لذلك حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة نفتالي بينت لن تغامر في الدخول في تصعيد جديد يهز مكانتها المترنحة.

وكشفت الشرطة الإسرائيلية أنها أتمت استعداداتها لتأمين "مسيرة الأعلام" بمشاركة نحو 2500 عنصر، والتي ستكون حوالي الساعة الـ05:30 من عصر اليوم الثلاثاء.

وحول مسار المسيرة وتفاصيلها، قالت الشرطة الإسرائيلية: "سيتجمع المشاركون ويقدر عددهم بالآلاف أو قد يصلون إلى عشرات الآلاف.. لا أحد يعلم".

الانطلاق من مبنى وزارة "المعارف"، ثم يصلون باب العامود للرقص بالأعلام، لن يدخلوا إلى البلدة القديمة من باب العامود، بل سيتوجهون إلى باب الخليل، ومن باب الخليل إلى حائط البراق.

 وشدد عرار على أن المعادلة التي ثبتتها المقاومة في العدوان الأخير على قطاع غزة فرضت قواعد جديدة على دولة الاحتلال، والمنطقة برمتها، داعيا إلى ضرورة استثمارها من أجل التوحد على موقف فلسطيني وطني موحد يعزز بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة، ويفرض على العالم التحرك للضغط على اسرائيل لتحديد جدول زمني لانهاء الاحتلال.

وانطلقت مسيرة الأعلام الاستفزازيّة في القدس المحتلة، مساء اليوم الثلاثاء، وأُصيب 17 فلسطينيًا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيليّ في محيط البلدة القديمة في المدينة.

ووصلت "مسيرة الأعلام" الاستفزازيّة في القدس المحتلة، مساء اليوم الثلاثاء، إلى محيط باب العامود.

و ذكرت صحيفة هارتس العبرية أن المستوطنين أدوا "رقصة الاعلام" و هتفوا "الموت للعرب" في ساحة باب العامود في محيط المسجد الاقصى المبارك.

و كشفت مصادر طبية مساء اليوم الثلاثاء، عن إصابة 27 مواطناً في مواجهات مع قوات الاحتلال في ساحة باب العمود في القدس، بعد اقتحام مسيرة الأعلام.

وكشفت القناة 12 العبرية، مساء اليوم الثلاثاء، أن حكومة الاحتلال توعدت حركة حماس بالرد القاسي على إطلاق البالونات من قطاع غزة .

وذكرت القناة، أن حكومة الاحتلال الجديدة أرسلت رسالة للوسطاء المصريين، أن الرد على البالونات الحارقة التي تطلقها حركة حماس سيكون عقب انتهاء مسيرة الأعلام في القدس ، والمنعقدة مساء اليوم. وفق زعمها