محللون لـ
محللون لـ"الجديد الفلسطيني": الأوضاع قد تنفجر في أي لحظة

مسؤول إسرائيلي يتوقع حرباً

محللون لـ"الجديد الفلسطيني": الأوضاع قد تنفجر في أي لحظة

توقع مسؤول أمني إسرائيلي بارز اليوم السبت، شن حرب جديدة على قطاع غزة في غضون أسابيع، ونقلت قناة "12" الإسرائيلية عن المسؤول قوله إن حربا أو جولة قتالية يمكن أن تندلع في غضون أسابيع أو أشهر قليلة بسبب العوائق التي تحول دون التوصل لاتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، ولفت إلى أن القضايا الخلافية مع حركة حماس التي ستدفع حتما إلى شن حرب جديدة على قطاع غزة تتمثل في عدم التوافق على وضع آلية لنقل المنحة القطرية إلى قطاع غزة، على اعتبار أن حركة حماس ترفض أي دور للسلطة في توزيعها، مستدركا أنه بالإمكان التوصل إلى حل لهذا الخلاف عبر منح الأمم المتحدة دور الإشراف على توزيع المنحة.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الاسرائيلي، د. هاني العقاد، أن وقف اطلاق النار انتهى ولم يعد قائما منذ اللحظة التي لم تطبق فيها اسرائيل البنود التي تم الاتفاق عليها لوقف اطلاق النار في أواخر شهر مايو/ أيار الماضي برعاية مصرية وأممية.

وأشار لـ"الجديد الفلسطيني"، إلى أن وزير الحرب في الحكومة الاسرائيليةالجديدة، بيني غانتس يريد معادلة البالون بصاروخ والصاروخ بهدم برج في غزة، مشيرا إلى أن الأمر ذاته يعطي مؤشرا قويا أن التهدئة هشة وأن كرة اللهب قد تتدحرج في أي وقت ونشهد تصعيدا قد يبدأ من لحظة ما انتهى العدوان الاخير على قطاع غزة.

ولفت إلى أن التهديدات والتصريحات التي ترد على لسان المسؤولين الاسرائيليين كلها تحمل مؤشرات للتهديد بعملية عسكرية جديدة في قطاع غزة.

وقالت القناة 13 الإسرائيلية مساء اليوم السبت إن المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" سيجتمع يوم غد الأحد من أجل المصادقة على خطط عملياتية لاستئناف القتال في قطاع غزة .

وأوضحت القناة ان احتمالية التصعيد لا تزال قائمة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، ولذلك تم إعداد خطط جديدة، ووافق عليها وزير الجيش بيني غانتس ورئيس أركانه أفيف كوخافي.

وبين العقاد أن حكومة بينت تريد هدنة طويلة الامد وتريد اسراها دون ان تدفع ثمن، وهذا ما ترفضه المقاومة والشعب الفلسطيني، بل والدول الراعية للتهدئة.

وحسب المسؤول الاسرائيلي فإن نقطة الخلاف الثانية بين إسرائيل و"حماس" تتمثل في آلية التفاوض على اتفاق تهدئة جديد، إذ في الوقت الذي تصر فيه "حماس" على أن يتم استئناف جهود التهدئة انطلاقا من الأوضاع التي كانت عشية شن العدوان الأخير، فإن إسرائيل تؤكد أنه يتوجب بلورة تفاهمات جديدة.

ونبّه المصدر ذاته، والذي لم تسمّه القناة، إلى أن "حماس"، على سبيل المثال، "تصر على وجوب السماح للصيادين باستئناف أعمالهم تماما كما كانت عليه الأمور قبل العدوان الأخير، وهو ما ترفضه إسرائيل".

وشدد المسؤول على أن المعادلة التي تحاول إسرائيل فرضها في أعقاب العدوان الأخير والمتمثلة في الرد على البالونات الحارقة تماما كما يتم الرد على إطلاق الصواريخ، "غير مقبولة لدى حماس، التي ترى في إطلاق البالونات نوعاً من أنواع المقاومة الشعبية المشروعة، تماما مثل المظاهرات على الحدود الفاصلة بين القطاع وإسرائيل".

وأوضح العقاد أن الكرة الان في ملعب الوسطاء للاسراع في التوصل لهدنه حقيقية خاصة ان المشهد في القدس والضفة على صفيح ساخن وقد ينفجر من جديد في اي لحظة.

وأضاف العقاد، مهم جدا ان تثبت المقاومة عند معادلة القدس خط احمر ولا تسمح  لاسرائيل بتغيرها حتي لو تطلب ذلك الدخول في مواجهة جديدة.

وذكر المسؤول الاسرائيلي أن "هناك توافقاً كاملاً بين رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينت ووزير الحرب بني غانز على فرض معادلة الرد على البالونات كالرد على الصواريخ".

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد عاشور أن تأخر تنفيذ مطالب المقاومة في التهدئة التي أبرمت برعاية مصرية من شانه أن يفجر الأوضاع من جديد في المنطقة، بالرغم أن التصعيد ليس في مصلحة بينت، لكن هناك أيادي خفية تريد لهذه الحكومة أن تسقط وتفشل أمام الجمهور الاسرائيلي.

وأوضح لـ"الجديد الفلسطيني" أن نتنياهو وفريقه يعتبرون لاعبون أساسيون في تأجيج الصراع، خصوصا أن بينت لم يجري أي تغيرات حتى اللحظة، وأن غانتس الذي ورث وزارة الحرب عن حكومة نتنياهو لازال يعمل بفكر نتنياهو دون أن يعي أن هناك من يحاول اللعب على وتر التصعيد لاسقاط الحكومة.

ولفت المسؤول إلى أن قضية الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" تعد من القضايا الخلافية بين الجانبين، على اعتبار أنه في الوقت الذي تصر تل أبيب فيه على أن يتم ربط هذه القضية بملف إعادة إعمار قطاع غزة؛ فإن حماس تشدد على أن حل قضية الأسرى سيتم في إطار صفقة تبادل أسرى تتضمن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

ونبه عاشور إلى أن مطالب حكومة "التجميع" الاسرائيلية الجديدة، بالافراج عن الاسرى المحتجزين لدى المقاومة في غزة دون ثمن لن يمر، اضافة إلى أن المقاومة لن تصمت طويلا، خصوصا أن الأصوات المطالبة باعادة الاعمار في غزة بدأت تتعالى، فضلا عن 100 ألف مواطن لم يتلقوا نصيبهم من المنحة القطرية، والاوضاع في القدس على صفيح ساخن، وقد تذهب إلى تفجير الاوضاع من أجل تحريك المياه الراكدة.

وحسب القناة، فقد أمر رئيس هيئة أركان الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي قواته بالاستعداد لاندلاع مواجهة جديدة في قطاع غزة.

ويذكر أن إسرائيل ردت أول من أمس بغارات جوية مكثفة على إطلاق البالونات الحارقة، إذ شنت هجمات هي الأعنف منذ انتهاء العدوان الأخير.