رامي مهداوي
رامي مهداوي

ليست مجرد مُذيعة...

بقلم / رامي مهداوي
تتحدّث في برنامجها الصباحي عن كل كبيرة وصغيرة تحدث في البلد، تتناول مواضيع ساخنة لدرجة الغليان، تتحدّث بلسان المواطن الفقير قبل الثري، بلسان المظلوم ضد الظالم، بلسان المعرفة والثقافة والفن، بلسان الضحية الذي لا حول له ولا قوة، بلسان الحقيقة في مواجهة الظلامية، بلسان الحب والأمل، بلسان المرأة الفلسطينية التي ترعرعت على عشق الوطن.

بسبب طبيعة عملي أتعامل مع الكثير من الزملاء الإعلاميين والإعلاميات الذين أؤدي لهم التحية احتراماً وتقديراً لمهنيتهم، فلكل منهم أسلوبه الخاص بالمُحاورة ورؤيته في تناول الموضوع، لكن في برنامجها «المجلة المنوعة» تتميز بروحها الإيجابية البنّاءة دون أي موقف مسبق من أي قضية، بقدر ما أنها تريد تقديم المعلومات الطازجة بطبق إعلامي يُدمن عليه المستمع كل صباح عبر أثير راديو «أجيال».

هي ليست مجرد مذيعة داخل الأستوديو تتحدث لنا عبر «الميكروفون» وتنقل لنا الأخبار أو تستوضح لنا المعلومات من قضية ما، فهي أكثر بكثير من مفهومها الوظيفي التقليدي، أستطيع القول: إنها المعلمة، الفنانة، الشرطية، الممرضة، الوزيرة، ربّة المنزل، الأخت والصديقة والأم، المهندسة، الكاتبة، السفيرة، المُزارعة، المناضلة، ابنة المدينة والقرية والمخيم، هي باختصار ميسون مناصرة.

رغم سوداوية المشهد، إلا أنها ذكية جداً وسريعة البديهة، وبسيطة تدخل قلوب المستمعين، دائمة الابتسامة منسجمة مع ذاتها، وأكبر دليل صوتها المُفعم بالأمل، وتحث المستمعين والمستمعات على العطاء، وأن نحب بعضنا البعض، ويومياً تقول لنا العديد من النصائح المُحفزة لعمل الخير.

عندما استضافتني قبل أيام في برنامجها، وعلى الرغم من استضافتها لي بشكل دائم، وجدت نفسي مع إعلامية تحب ما تعمل لدرجة عالية جداً، بمعنى أنها ليست موظفة في محطة إذاعية، بل شعلة من الحماس والنشاط والتفاني في العمل، فهي لا تقدم برنامجها بشكل تقليدي، بل تجدها مؤمنة برسالتها، وتعرف ما تقول وكيف تقول؟ من متابعتي اليومية لبرنامجها، أجدها لا تُعادي ضيفها بقدر ما أنها تريد منه قول الحقيقة، وفي بعض الأحيان تُحاسبه على الهواء مباشرة دون أي تردد.

من خلال أثير إذاعة «أجيال»، ميسون مناصرة بصوتها النابع من القلب تُقدم رسالة مهمة في ظل ظروف صعبة يعيشها المجتمع الفلسطيني. نعم هي ليست مجرد مذيعة كلاسيكية، فهي تحمل في كل لقاء رسالة أساسها عدم هدم المعبد بأيدينا، وألا نقتل بعضنا البعض، وأن يستمر كل منا في طريقه بما يخدم فلسطين أولاً وأخيراً.
أتمنى أن يكون هذا المقال كلمة شكر لكِ باسم كل مواطن قُمتِ وتقومين بتحفيزه منذ أن بدأتِ مسيرتك المهنية. نعم، فأنت تستحقين التقدير من المجتمع الذي يبحث عن صوت يُعبّر عنه بوطنية وشفافية دون الانجرار لأيّ مصالح وفئوية. استمري فصوتك يحتاجه الكثيرون كل صباح.