thumbs_b_c_552d9d501aaa1db07ed3c3f6676fb16c.jpg
thumbs_b_c_552d9d501aaa1db07ed3c3f6676fb16c.jpg

اليمن: الحوثيون يصعّدون ضد الأمم المتحدة ويتهموها بالتنصل من التزامات تفريغ خزان صافر العائم

صعّد وزير النقل في حكومة الإنقاذ الوطني التابعة للحوثيين (غير معترف بها) عبدالوهاب الدرة، اليوم، ضد الأمم المتحدة، واتهمها بالتنصل عن التزاماتها بتفريغ خزان صافر العائم واستبداله بآخر.

يأتي ذلك مع تزايد المخاوف من انفجار خزان صافر العائم الذي لم يشهد أي أعمال صيانة منذ اندلاع الحرب هناك في عام 2015م.

وأشار الوزير الدرة إلى تنصل الأمم المتحدة عن تنفيذ الاتفاق المبرم في مارس/آذار 2022م مع لجنة تنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة والتقييم الشامل للخزان حسب خبر لوكالة الأنباء اليمنية التابعة للحوثيين.

وكانت الأمم المتحدة قد وقعت اتفاقا مع الحوثيين بشأن بدء أعمال صيانة للخزان تمهيداً لبدء تنفيذ خطة الإنقاذ.

 واتهم الدرة الأمم المتحدة «بتعمد إبقاء وضع الخزان العائم كما هو عليه، لطلب المزيد من التمويل من الدول المانحة وغير المانحة رغم حصولها على كامل المبلغ الذي حددته بـ 85 مليون دولار من الدول المانحة ودول أخرى ساهمت بتفادي الكارثة البيئية الكبرى التي ستلحق بكل الدول المحيطة بالبحر الأحمر حتى قناة السويس وما بعدها».

وقال «التمويل لدى الأمم المتحدة جاهز وقد وعدت بالتنفيذ بداية العام ٢٠٢٣م، ونحن الآن في شهر فبراير/شباط، ولم نلحظ أي تحرك للاستبدال حتى اللحظة».

وكان مسؤولون في الأمم المتحدة قد أفادوا أن العقبة الأخيرة في خطتهم لنقل النفط المخزن على ناقلة صافر قبالة ساحل رأي عيسى في البحر الأحمر تتمثل في العثور على ناقلة النفط وتزويدها بالنفط.

وقالوا إنهم يحرزون تقدمًا جيدًا في كل من التمويل والتخطيط للجهود، لكن تكلفة وتوافر الناقلات هي آخر تحد يواجههم.

وفي مؤتمر صحافي في 17 يناير/ كانون الثاني قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: «لقد انخفض توافر ناقلات النفط الخام الكبيرة جدًا في الأشهر الستة الماضية، ويرجع ذلك أساسًا إلى الأحداث المتعلقة بالحرب في أوكرانيا».

وأضاف: «لذا، بينما كنا نستعد للعمليات، زادت تكلفة استئجار وشراء هذا النوع من السفن. تكلف ناقلة النفط الخام الكبيرة جدًا الآن حوالي 50 بالمائة أكثر مما هو مدرج في الميزانية في الخطة الأصلية. لذلك، لدينا بعض النفقات الإضافية، ومن الصعب العثور على السفن المناسبة، لكننا ماضون في العمل».

وبعد مفاوضات مطولة بين الأطراف اليمنية بما فيهم الحوثيون، توصلت الأمم المتحدة إلى اتفاق ينص على نقل النفط من ناقلة صافر العائمة إلى ناقلة بديلة تتولى نقله الى خزان مناسب دائم حتى الوصول إلى اتفاق.

الناقلة العائمة (أف أس أو صافر)، الراسية قبالة شواطئ اليمن في ساحل البحر الأحمر، والبالغة من العمر 45 عامًا، وتحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، لم تشهد صيانة روتينية منذ سيطرة الحوثيين على وسط وشمال البلاد في أواخر عام 2014، مما أدى إلى اندلاع حرب توشك أن تكمل عامها الثامن منذ تدخل تحالف بقيادة السعودية لإعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء.

وقال حق «كل الخبرات الفنية متوفرة للقيام بعمليات الشراء للعملية المعقدة. ويشمل ذلك شركة استشارية للإدارة البحرية، وشركة قانونية بحرية، ووسطاء تأمين وسفن، وخبراء في التسرب النفطي. إن التعاقد مع شركة الإنقاذ التي ستنفذ عملية الطوارئ في مرحلة متقدمة».

وتشير تقارير الأمم المتحدة حتى الآن إلى أنها تلقت 73 مليون دولار من التعهدات التي يبلغ مجموعها أكثر من 84 مليون دولار من دول وشركات وأفراد في حملة تمويل جماعي.

سيبقى النفط في اليمن، في حين سيتم إزالة خزان صافر وبيعه كخردة مع استخدام العائدات لتعويض تكلفة عملية الإنقاذ جزئيًا.

تم تقسيم خطة الإنقاذ إلى مرحلتين: سيتم نقل النفط من الناقلة إلى سفينة أخرى، ثم نقله إلى منشأة تخزين دائمة حتى يسمح الوضع السياسي في اليمن ببيعه أو نقله إلى مكان آخر.

ماذا سيحصل لو انفجر الخزان العائم أو حصل التسرب؟

سيؤدي ذلك إلى كارثة بيئية وإنسانية تتخطى تدمير الشعاب المرجانية البكر وأشجار المانغروف الساحلية وغيرها من الحياة البحرية عبر البحر الأحمر، مما يعرض ملايين الأشخاص لخطر شديد.

كما أن عملية التنظيف ستكلف ما يقدر بنحو 30 مليار دولار. ستؤثر الكارثة البيئية ليس فقط على اليمن ولكن على الدول المجاورة بما في ذلك المملكة العربية السعودية وجيبوتي وإريتريا والصومال. بالإضافة إلى ذلك، سوف تتضرر مصايد الأسماك وتعطل الشحن.

سيتعرض 5.9 مليون شخص في اليمن ومليون في المملكة العربية السعودية لمستويات تلوث عالية للغاية مع آثار ضارة.

 سيكون هناك خطر صحي كبير على الفئات السكانية الضعيفة، مثل البالغين والأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرئة والبالغين الذين يعانون من مشاكل في القلب، وكبار السن.

وحسب موقع السلام الأخضر يمكن أن يتسبب التسرب النفطي في تعطيل حوالي 5094 من نقاط آبار المياه التي توفر المياه النظيفة للاستخدام اليومي لـ9.9 مليون شخص. كما أنه سيؤثر على الإمدادات الغذائية لـ 5.7-8.4 مليون شخص و93-100٪ من مصايد البحر الأحمر اليمنية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يلوث النفط محطات تحلية المياه على طول ساحل شمال صافر، مما يؤدي إلى تعطيل إمدادات المياه النظيفة للمنطقة ككل.