كواليس صياغة بيان "المركزي":خلافات عاصفة حول "سحب الاعتراف باسرائيل" و"أوسلو" و"ثيوفويلوس"
كواليس صياغة بيان "المركزي":خلافات عاصفة حول "سحب الاعتراف باسرائيل" و"أوسلو" و"ثيوفويلوس"

كواليس صياغة بيان "المركزي":خلافات عاصفة حول "سحب الاعتراف باسرائيل" و"أوسلو" و"ثيوفويلوس"

الجديد-وكالات

أبقى المجلس المركزي الفلسطيني الباب موارباً أمام عودة الولايات المتحدة لرعاية عملية السلام في الشرق الأوسط، من دون أن يقطع طريق العودة مجدداً الى طاولة المفاوضات. انتقد عدد من الفصائل البيان الختامي للمجلس باعتبار أنه لا يرتقي الى مستوى التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، في حين وافقت حركة «حماس» ضمناً على مضمون البيان، من دون أن تعلن ذلك صراحة، معتبرة أن «الاختبار الحقيقي لهذه القرارات هو التزام تنفيذها فعلاً على الأرض».

وكشفت مصادر قيادية فلسطينية لـ «الحياة» أمس «كواليس» الاجتماعات والخلافات الحادة التي واكبت عمل لجنة صوغ البيان الختامي، الذي استغرق ثماني ساعات قبل إصداره في ساعة متقدمة من ليل الإثنين- الثلثاء، من دون توافق وطني.

وأوضحت أن 87 عضواً من أصل 111 حضروا الاجتماعات، فيما تغيّب عنها عدد من الأعضاء الأسرى، وآخرون من قطاع غزة والشتات رفضت إسرائيل منحهم تصاريح الى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية حيث تعقد الاجتماعات. وأضافت أن لجنة الصياغة فشلت في التوصل الى توافق على صيغة موحّدة في البيان الختامي بسبب رفض أربعة فصائل بعض الصيغ التي أصر الرئيس محمود عباس وممثلو حركة «فتح» في المجلس، على إدراجها في البيان الذي أعده أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عضو اللجنة المركزية لـ «فتح» صائب عريقات.

ونظراً إلى فشل الأطراف المؤيدة والمعارضة، تقرّر التصويت على البيان في المجلس الذي تحظى فيه «فتح» بغالبية شبه مطلقة. وقالت المصادر إن 72 عضواً صوّتوا لمصلحة البيان، بمن فيهم ممثلو حزب الشعب، ورفضه النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، فيما امتنع عن التصويت عشرة أعضاء من الجبهتين «الشعبية» و «الديموقراطية» لتحرير فلسطين وحزب «فدا» والمبادرة الوطنية. وأوضحت أن الخلافات تناولت فقرة في البيان تتعلق بعودة الإدارة الأميركية شريكاً في عملية السلام في حال تراجعت عن الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، إذ اعتبر المعارضون أن ذلك يعني «استمرار الرهان على الإدارة الأميركية»، إلا أن فريق عباس رفض شطبها من البيان.

وأشارت الى أن المعارضين والمتحفظين على البيان طالبوا بتضمينه قرار «سحب الاعتراف» بإسرائيل، غير أن فريق عباس أصر على تكليف اللجنة التنفيذية اتخاذ قرار بـ «تعليق» العلاقة معها «في الوقت المناسب». ولفتت الى رفض مطالبتهم بـ «إعلان صريح عن إلغاء اتفاق أوسلو بدلاً من الصيغة التي تضمنها البيان واعتبر فيها أن الفترة الانتقالية لم تعد قائمة».

ووفق المصادر، رفض المعارضون تضمين البيان عبارة التمسك بالمبادرة العربية، وطالبوا بشطبها لأنها تعني أنها «ستكون جسراً للتطبيع مع إسرائيل، ورهاناً على عودة عملية السلام العبثية»، لكن طلبهم رُفض أيضاً وبقيت العبارة.

وأشارت الى أن طلب المعارضين تضمين البيان قراراً بعقد اجتماع عاجل للجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، والدعوة الى عقد اجتماع للجنة تفعيل (الإطار القيادي الموقت) منظمة التحرير وتطويرها رفضا.

ولفتت الى أن فريق عباس رفض أيضاً أن يتضمن البيان الدعوة الى وقف كل الإجراءات العقابية في حق قطاع غزة.

وأوضحت أن فريق عباس رفض طلبهم «سحب الحكومة الفلسطينية الاعتراف بالبطريرك اليوناني ثيوفويلوس (المشتبه به في بيع أراض تعود للوقف المسيحي في فلسطين الى شركات وسماسرة يعملون على شرائها لمصلحة إسرائيل) ومحاسبته وتعريب الكنيسة الأرثوذكسية». وقالت إن عباس وفريقه «سعوا الى تكريس مواقف حمالة أوجه، ولغة المراوغة والمراوحة والانتظار والتحايل اللغوي في الرد على الواقع واستمرار إحالة الأمور على اللجنة التنفيذية». واعتبرت أن الإحالة على اللجنة التنفيذية، التي ستعيد في المستقبل إحالة هذه القضايا على المجلس المركزي، وهكذا تعني مواصلة سياسة الانتظار والرهان على الإدارة الأميركية وتحسين شروط المفاوضات.

وكان المجلس المركزي اتخذ رزمة من القرارات، بينها تكليف اللجنة التنفيذية تعليق الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني معها، واعتبار التزامات المرحلة الانتقالية للسلطة، الناجمة عن اتفاق أوسلو والاتفاقات التي تلته، منتهية، وإحالةد ملف الاستيطان على المحكمة الجنائية الدولية، وتبني حملة مقاطعة إسرائيل، وإعادة تحديد العلاقة معها، وتجسيد السيادة على الأرض وغيرها.